تراقب الأسواق من كثب اجتماع تحالف الدول المصدرة للنفط "أوبك+"، وسط توقعات بأن يُبقي على التخفيضات الطوعية، جنباً إلى جنباً مع التخفيضات الأخرى التي يلتزم بها باقي الأعضاء، وأيضاً بالتزامن مع أنباء عن اتفاق طويل المدى حتى 2025 يعكف التحالف على التفاوض بشأنه.
تجاوزت أسعار النفط الانخفاض الأكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية بعد الارتفاع المفاجئ في مخزونات البنزينالمحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG) يب جون رونغ
هبطت العقود الآجلة لخام برنت 40 سنتاً أو ما يعادل 0.4% ليجري تداولها عند 81.5 دولار للبرميل خلال التعاملات المبكرة اليوم الجمعة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 50 سنتاً أو ما يعادل 0.45% نزولا إلى مستويات 77.43 دولار للبرميل.
في نهاية تعاملات أمس الخميس، هبطت أسعار النفط عند التسوية لثاني جلسة على التوالي بعدما أظهرت البيانات الأميركية تراجع الطلب على الوقود وحدوث قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.74 دولار أو 2.1% إلى 81.86 دولار للبرميل عند التسوية، وتراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط 1.32 دولار أو ما يعادل 1.7% إلى 77.91 دولار.
قد يؤدي ارتفاع مخزونات النفط العالمية حتى أبريل بسبب الطلب على الوقود الخفيف إلى تعزيز موقف منتجي "أوبك+" للمحافظة على تخفيضات الإمداداتالمحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG) يب جون رونغ
في غضون ذلك، ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركي الخميس أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت 4.2 مليون برميل إلى 454.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 24 مايو، مقارنة مع التوقعات بسحب قدره 1.9 مليون برميل.
في الوقت ذاته، ارتفعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة مقابل توقعات بأن الطلب سيكون أعلى قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة بسبب عطلة يوم الذكرى التي تشير إلى بداية موسم القيادة الصيفي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن المخزونات ارتفعت مليوني برميل خلال الأسبوع إلى 228.8 مليون برميل مقارنة مع توقعات بانخفاض قدره 400 ألف برميل.
وأظهرت بيانات الإدارة أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت 2.5 مليون برميل خلال الأسبوع إلى 119.3 مليون مقارنة بتوقعات بانخفاضها 100 ألف برميل.
المحرك الأكبر لأسعار النفط الخام في المستقبل بات الآن اجتماع "أوبك+" يوم الأحد المقبلالمحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG) يب جون رونغ
وفقاً لتقارير دولية، يعمل تحالف "أوبك+" على اتفاق معقد قد يجري التوافق عليه في اجتماعه يوم الأحد المقبل، من شأنه أن يسمح بتمديد بعض التخفيضات الحادة في إنتاج النفط حتى عام 2025.
ويقدَر الخفض الحالي في إنتاج دول منظمة البلدان المصدرة للبترول بقيادة السعودية وحلفاء بقيادة روسيا، بنحو 5.86 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل حوالي 5.7 % من الطلب العالمي.
تتجه الأنظار إلى الاجتماع المقبل الذي سيُعقد عبر تقنية الاتصال المرئي لتحالف "أوبك+" في 2 يونيو، وسط توقعات ببقاء تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل حتى النصف الثاني من 2024.
كتب المحلل الاستراتيجي للسوق في "آي جي" (IG)، يب جون رونغ في مذكرة: "انعكست بيئة العزوف عن المخاطرة الأوسع إلى بعض الضغوط الهبوطية على أسعار النفط".
وقال رونغ: "تجاوزت أسعار النفط الانخفاض الأكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية بعد الارتفاع المفاجئ في مخزونات البنزين الذي حرك المخاوف بشأن تراجع الطلب".
وأضاف رونغ: "قد يؤدي ارتفاع مخزونات النفط العالمية حتى أبريل بسبب الطلب على الوقود الخفيف إلى تعزيز موقف منتجي (أوبك+) للحفاظ على تخفيضات الإمدادات عندما يجتمع التحالف في 2 يونيو".
أسواق النفط تتعرض لضغوط بسبب توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطولالمحلل الاستراتيجي للسوق في آي جي (IG) يب جون رونغ
قال رونغ: "المحرك الأكبر لأسعار النفط الخام في المستقبل بات الآن اجتماع (أوبك+) يوم الأحد المقبل، الذي قد يشهد تمديد أعضاء التحالف لتخفيضات الإنتاج الحالية حتى نهاية الربع الثالث لدعم أسعار النفط".
يذكر أن 8 دول من تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية وروسيا تطبق تخفيضات طوعية إضافية للإمدادات، تصل إلى 2.2 مليون برميل يوميا حتى النصف الأول 2024، إضافة إلى تخفيضات أخرى يلتزم بها أعضاء التحالف الأوسع بمقدار مليوني برميل يوميًا منذ نوفمبر 2022 حتى نهاية 2024.
لفت رونغ إلى أن أسواق النفط تتعرض أيضاً لضغوط بسبب توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول. وقال: "تميل تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تقييد الأموال والاستهلاك، وهو أمر سلبي بالنسبة إلى الطلب على النفط الخام وأسعاره والمشترين بالعملات الأخرى".