بعد البداية المتعثرة للمؤشرات الأوروبية في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، تحولت الأسواق صوب المنطقة الخضراء بعد بيانات خارج التوقعات، زادت من تعقيد الموقف على صانعي القرار في البنك المركزي الأوروبي.
واتجهت تصريحات مسؤولي البنك الأوروبي في الأيام الأخيرة صوب التأكيد على أن اجتماع يونيو المقبل، سيشهد أولى خطوات البنك صوب تيسير السياسة النقدية في الاجتماع المزمع مطلع يونيو المقبل.
البنك المركزي الأوروبي هو أول من قد يخفض أسعار الفائدة، وقد يكون ذلك بسبب تزايد الأحاديث حول معدلات النمو الأضعف في الاتحاد الأوروبيبنك يو بي إس
بيانات غير متوقعة
وكشفت بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي تراجع البطالة في منطقة اليورو إلى 6.4% بأعلى من التوقعات التي رجحت استقرارها عند قراءة مارس عند مستويات 6.5%.
ويشير تراجع البطالة إلى استيعاب النشاط الاقتصادي في أوروبا لآثار رفع الفائدة، جنبا إلى جنب يبدو المركزي الأوروبي مستعدا للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول للتأكد من انكسار التضخم.
أظهرت بيانات مكتب الأحصاء الأوروبي يورستات ارتفاع استطلاع الأعمال والمستهلك (مايو) إلى 96 نقطة وذلك دون التوقعات بتسجيل 96.2 نقطة وأعلى من القراءة السابقة عند 95.6 نقطة.
وانكمش مؤشر مناخ الاعمال في منطقة اليورو بنحو 0.39% مقابل الانكماش في أبريل بنحو 0.51 نقطة.
اقرا أيضاً- هبوط جماعي.. بيانات التضخم الألماني تصدم أسواق أوروبا
وفي الوقت ذاته انكمش مؤشر ثقة المستهلك خلال مايو 14.3 نقطة، مقابل التوقعات ذاتها وأدنى من القراءة السابقة التي سجلت انكماشا بنحو 14.7 نقطة.
وارتفعت توقعات المستهلكين للتضخم إلى 12.5 نقطة مقابل التوقعات السابقة التي كانت تحوم حول 11.6 نقطة.
وارتفعت المعنويات الخدمية في منطقة اليورو وفقا للتوقعات إلى 6.1 نقطة مقابل قراءة أبريل السابقة عند 6.1 نقطة.
وفي المقابل انكمشت المعنويات الصناعية لمنطقة اليورو 9.9 نقطة بأعلى من التوقعات بانكماش 9.4 نقطة وأدنى من الانكماش السابق في أبريل عند 10.4 نقطة.
الظروف الاقتصادية التي تشهدها دول منطقة اليورو والكتلة ككل، قد تدفع البنك المركزي الأوروبي إلى خفض الفائدة أولا.بنك يو بي إس
التضخم والنمو
سجلت القراءة الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين الأسباني نموا بنحو 3.6% خلال مايو على أساس سنوي، وهي أقل من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيلها نموا بحوالي 3.7%، وذلك بعدما سجلت القراءة السابقة نحو 3.3% بشهر أبريل.
جاءت قراءة النمو الاقتصادي في سويسرا على أساس ربع سنوي إيجابية، حيث سجل المؤشر نموا بنسبة 0.5% للربع الأول من العام الجاري والمنتهي في مارس.
والقراءة الحالية أعلى وتيرة حققتها سويسرا منذ الربع الأول من عام 2022، كما جاءت قراءة شهر مايو بأعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لنمو الناتج المحلي الإجمالي في سويسرا بنفس النسبة، التي نما بها اقتصاد سويسرا بالربع السنوي الرابع من عام 2023 والتي بلغت 0.3%.
اقرأ أيضاً- الدولار من قاع إلى قمة.. يقفز لذروة أسبوعين مع تجدد الرهان على السندات
الأسواق اليوم
ارتفع مؤشر يورو ستوكس 600 الأوسع نطاقا 0.3% إلى 515 نقطة، وزاد المؤشر البريطاني فوتسي 100 بالنسبة ذاتها إلى 8205 نقطة.
وارتفع داكس الألماني بنسبة 0.1% إلى مستويات 18480 نقطة، وزاد مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.25% إلى مستويات 7955 نقطة.
وصعد مؤشر فوتسي إم آي بي الإيطالي 0.55% إلى مستويات 34335 نقطة، بينما ارتفع أيبكس 35 الإسباني بنسبة 1.3% إلى مستويات 11290 نقطة.
البنك قد يخفض الفائدة مرتين أو ثلاث مرات بنهاية العام الجاري على الأرجحرئيس البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان
أول المتحركين
وكتب خبراء بنك يو بي إس (UBS)، اليوم من المرجح أن يكون البنك المركزي الأوروبي الأول في خفض الفائدة بالمقارنة مع بنك إنجلترا وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
وقال خبراء البنك: "التضخم بمنطقة اليورو لا يختلف كثيرا عن معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المتحدة، ومع ذلك فإن الظروف الاقتصادية التي تشهدها دول منطقة اليورو والكتلة ككل قد تدفع البنك المركزي الأوروبي إلى خفض الفائدة أولا".
ويرى اقتصاديو يو بي إس، أن البنك المركزي الأوروبي هو أول من قد يخفض أسعار الفائدة، وقد يكون ذلك بسبب تزايد الأحاديث حول معدلات النمو الأضعف في الاتحاد الأوروبي، وليس جوهر البيانات الاقتصادية أو بيانات التضخم نفسها.
أخر المؤيدين
بات رئيس البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان أحدث المؤيدين لقرار خفض أسعار الفائدة بمنطقة اليورو على هامش اجتماع لجنة السياسة النقدية المقرر انعقاده بالأسبوع القادم.
وأوضح هولزمان سبب تأييده قرار البدء في خفض أسعار الفائدة بأن عملية كبح التضخم المرتفع قيد التنفيذ بالفعل، كما أشار عضو المركزي الأوروبي إلى أن القرارات اللاحقة لن يتم اتخاذها بشكل تلقائي بل ستعتمد على مبررات ستظهر بمرور الوقت.
و أكد هولزمان أن المعلومات الاقتصادية والبيانات التي ستصدر خلال اجتماعي سبتمبر وديسمبر، وبالتالي سيتم اتخاذ قرار جديد وفقا للمعطيات الاقتصادية.
وقال عضو المركزي الأوروبي: "إن البنك قد يخفض الفائدة مرتين أو ثلاث مرات بنهاية العام الجاري على الأرجح".
