تزامنًا وانخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ مطلع يوليو الماضي، أي ما يقرب من 5 أشهر، جنبًا إلى جنب واجتماع مثير للجدل لأوبك+ في الأسبوع الماضي، فاجأت المملكة العربية السعودية أسواق النفط منذ ساعات بخفض أسعار النفط الخام العربي الخفيف للمرة الأولى منذ مايو الماضي.
وفي غضون ذلك قررت أرامكو السعودية، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، خفض سعر خامها العربي الخفيف الرائد للعملاء الآسيويين في يناير للمرة الأولى منذ سبعة أشهر.
يأتي ذلك في ظل ضعف العلاوات في السوق النفط وسط مخاوف ارتفاع فائض العرض، تزامنا وتراجع الأسعار رغم اشتعال الصراع في منطقة الشرق الأوسط واستمرار تخفيضات أوبك+.
انخفضت علاوة أسعار شحنات الخام العربي الخفيف إلى آسيا في يناير 3.5 دولارًا للبرميل فوق متوسط أسعار سلطنة عمان/دبيأرامكو
قرار أرامكو
وقررت شركة أرامكو السعودية خفض أسعارها لبيع شحنات الخام العربي الخفيف إلى عملائها في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، خلال شهر يناير.
وأعلنت سركة أرامكو منذ ساعات عن خفض أسعار بيع الخام العربي الخفيف رسميًا بمقدار 0.5 دولارًا إلى عملائها في آسيا بعد عدت جولات من رفع الأسعار أو التثبيت.
اقرا أيضًا- الدولار يتجمل رغم بيانات مثيرة للقلق
الأسعار الآن
وأعلنت شركة أرامكو أسعار شحنات الخام العربي الخفيف إلى آسيا في يناير عند 3.5 دولارًا للبرميل فوق متوسط أسعار سلطنة عمان/دبي، مقارنة بـ4 دولارات فوق أسعار عمان/دبي خلال ديسمبر الجاري.
وفي الوقت ذاته خفضت أرامكو سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى أوروبا بمقدار 2.0 دولارًا للبرميل إلى 2.90 دولارًا فوق أسعار عمان/دبي.
وفي غضون ذلك أعلنت أرامكو خفض سعر بيع الخام العربي إلى الولايات المتحدة بمقدار 0.3 دولارًا للبرميل إلى 7.15 دولارًا من سعر خام برنت.
قرار أوبك+
بعد انتهاء اجتماع تحالف أوبك بلس، توصل الأعضاء إلى اتفاق بأن كل دولة من الأعضاء سوف تقوم بتحديد مستويات إنتاجها الجديدة كل على حدة، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق.
وأعلنت كل من روسيا والكويت والجزائر وكازاخستان عن تخفيضات طوعية جديدة بإنتاجهم، بعد إعلان السعودية عن تمديد خفضها الطوعية بواقع 1 مليون برميل يوميا إلى نهاية مارس من العام المقبل.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن روسيا ستقوم بزيادة خفضها الطوعي لإمدادات النفط بمقدار 200 ألف برميل يوميا.
يأتي ذلك إضافة إلى التخفيضات الطوعية البالغة 300 ألف برميل يوميا، والتي كانت قد أعلنت عنها سابقا، ليصل إجمالي التخفيضات من روسيا إلى نصف مليون برميل يوميا.
توقعات أسعار النفط خلال ديسمبر تتجه إلى الجانب السلبي في إشارة إلى اتساع موجة الهبوطغولدمان ساكس
توقعات سلبية
ويرى محللو غولدمان ساكس إن توقعات أسعار النفط خلال ديسمبر تتجه إلى الجانب السلبي في إشارة إلى اتساع موجة الهبوط.
وقال محللو غولدمان ساكس: "بدأت السوق في تقدير احتمال كبير لتخفيضات إضافية، بما في ذلك خفض محتمل طويل الأمد وغير طوعي رسمي".
وفي غضون ذلك حافظ محللو غولدمان ساكس على توقعات أسعار خام برنت في 2024 عند متوسط 92 دولارًا للبرميل بسبب التباطؤ المتوقع في نمو الإمدادات الأميركية وانخفاض إمدادات أوبك.
اقرأ أيضًا- روسيا: تخفيضات أوبك+ ستسغرق بعض الوقت
ثبات المملكة
وأعلنت وزارة الطاقة السعودية، أمس الخميس، أنها قد قررت تمديد تخفيضها الطوعي لإنتاج النفط لديها بمقدار مليون برميل يوميا، حتى نهاية شهر مارس 2024.
ووفقا للبيان وزارة الطاقة السعودية فإن إجمالي إنتاج المملكة العربية السعودية سيبلغ نحو 9 ملايين برميل يوميا، بنهاية النصف الأول من العام المقبل.
خفض أكيد
ورجح وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، استمرار خفض إنتاج النفط الطوعي في دول تحالفات أوبك ربما يستمر حتى بعد مارس المقبل.
وقال الوزير: "إن تخفيضات الإنتاج التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي بأكثر من مليوني برميل يوميًا، نصفها تقريبًا يأتي من السعودية، ستسحب فقط بعد النظر في ظروف السوق، ومن خلال استخدام نهج تدريجي".
وأضاف الوزير: "أن تخفيضات النفط من قبل تحالف "أوبك+" قد تمتد قطعًا لما بعد الربع الأول من العام المقبل إذا دعت الحاجة"
وأكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان أن تخفيضات الإنتاج سيتم الالتزام بها بشكل كامل.
وقال لوزير السعودي: "أظن أن خفض 2.2 مليون برميل يوميًا سيحدث، و أعتقد بصدق أن 2.2 مليون برميل ستتخطى حتى عمليات بناء المخزون التي تحدث عادة في الربع الأول".
تخفيضات الإنتاج سيتم الالتزام بها بشكل كاملوزير الطاقة السعودي
غير مرضية
واتفقت الدول المنتجة للنفط في تحالف أوبك+ في اجتماع الخميس الماضي على خفض الإنتاج العالمي للنفط في السوق العالمية نحو 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الأول من العام المقبل.
يأتي ذلك بما يشمل تمديد تخفيضات طوعية حالية من السعودية وروسيا بواقع 1.3 مليون برميل يوميا.
ويركز تحالف أوبك+، الذي يضخ أكثر من 40 % من النفط العالمي، على خفض الإنتاج مع تراجع الأسعار من نحو 98 دولارا للبرميل في أواخر سبتمبر وسط مخاوف إزاء ضعف النمو الاقتصادي في 2024.
وعقدت اللجنة الوزارية المشتركة لمنظمة الدول المنتجة للنفط وحلفائها (أوبك +) اجتماعها الشهري، الخميس الماضي الخميس.
