قال الدكتور حمدي الموافي، رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاج الأرز الهجين والسوبر تحت ظروف ندرة المياه والتغيرات المناخية، إن مصر تعمل حاليا على تطوير تجارب زراعة الأرز في الصحراء، تحت ظروف بيئية قاسية تتحمل ندرة المياه وارتفاع نسبة الملوحة، ومن المعروف أن محصول الأرز هو محصول شره للمياه ومتوسط في تحمل الملوحة.
وأضاف الموافي، لموقع "إرم الاقتصادية"، أنه منذ عام 2014 بدأت الأبحاث لعمل أصناف أرز تتحمل البيئات الصعبة، حيث تم العمل على أصناف هجن سوبر، تتحمل الري على فترات بعيدة، بينما يكون ري الأرز التقليدي كل 3 أيام، هذه الأصناف الجديدة تتحمل الري فترات تصل إلى 8 و10 و12 يوما.
وتابع المسؤول المصري، أن تطوير الأصناف الهجينة والأرز السوبر في مصر، نجحت في استنباط أصناف جديدة، تم تسجيلها في القرار الوزاري 1115 لسنة 2018، منها أول صنف مصرى سوبر وهو سخا سوبر 300، الحاصل على جائزة جنيف الدولية في الابتكار، وهو يتحمل "لا ري" من 8 إلى 10 أيام، وعدد الحبوب فيه تزيد على 180 حبة.
وأشار أن أهم مميزات السلالات الجديدة هو توفيرها للمياه، فالأصناف التقليدية تستهلك من 6 آلاف متر مكعب مياه، فإن هذا الصنف يستهلك 4 آلاف متر فقط، أي أنه يوفر ثلث كمية المياه، وهناك أيضا على مستوى الإنتاجية للفدان فالأصناف التقليدية تنتج 4 أطنان، ولكن في الأصناف السوبر التي نعمل عليها، يصل إنتاج الفدان إلى 5 أطنان أي بزيادة قدرها 25% للفدان.
الري بالتنقيط
ونجح معهد بحوث المحاصيل الحقلية في تنفيذ تجربة زراعة الأرز بمنطقة صحراء المغرة، بتطبيق نظام الري بالتنقيط، وهو ما يدعم جهود الحكومة بإنتاج الأرز بأقل استهلاك للمياه، خاصة بعد التحديات الكبيرة التي تواجه الحكومة المصرية في إنتاجه خلال السنوات المقبلة، بعد أزمة سد النهضة.
وأكد الدكتور بسيونى زايد رئيس بحوث بقسم بحوث الأرز، بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لوزارة الزراعة، أن باحثي قسم بحوث الأرز قاموا بزراعة أصناف تتحمل زيادة فترات الرى.
وأضاف أنهم استطاعوا ابتكار طرق لزراعة تلك الأصناف تتمثل في الزراعة على خطوط، وتراجع استهلاك المياه بالمقارنة بالزراعة بالطرق التقليدية التي تستهلك مياها بحوالي 5000 إلى 5500 متر مكعب للفدان.
وأشار رئيس قسم بحوث الأرز إلى أن الصنف جيزة 179 المزروع على خطوط، لم يتعرض لأي أعراض، حيث إن كل كميات التقاوي التي تم إنتاجه منه تم بيعها، إضافة إلى كميات أخرى تم بيعها من مزارعين إلى مزارعين آخرين.
تجارب واعدة
والعام الماضي تمت تجربة زراعة الأرز بمنطقة العلمين بالساحل الشمالي، وهو ما يعد تغييرا كبيرا في عدم الاعتماد على زراعة الأرز بمناطق الدلتا فقط، والتي تعد الأرض الملائمة لمئات السنوات لزراعة الأرز لكونها أرضا طينية، إلا أنها ذات استغلال للمياه بصورة كبيرة لهذا المحصول.
وكشف زايد، عن الاتجاه نحو تعميم التجربة خلال الفترة المقبلة والأراضي الملحية، وذلك في نطاق عدد من المحافظات منها البحيرة والإسكندرية ومطروح، والاعتماد على مصادر جديدة من المياه منها مياه الآبار وتنفيذ برنامج الري بالتنقيط.
وحسب وزير التموين المصري علي المصيلحي، بلغ إجمالي المساحة المزروعة من الأرز الشعير الموسم الماضي 1.5 مليون فدان بإجمالي إنتاج بلغ 6 ملايين طن من الأرز الشعير، أي ما يعادل نحو 3.5 ملايين طن أرز أبيض، في حين يبلغ الاستهلاك المحلي 3.2 ملايين طن سنويا.