لا تزال قرارات ترامب المحتملة تمنح العملة الأميركية القوة
الدولار يتعافي بعد التراجع عقب بيانات التضخم
عوض الدولار الأميركي بعض خسائره مقابل العملات الرئيسة، في التعاملات الصباحية اليوم الخميس، لكنه ظل ضعيفاً بعد أن هدأت بيانات أضعف من المتوقع المخاوف من تسارع التضخم، وزادت فرص احتمال خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة مرتين هذا العام.
تتوقع الأسواق الآن أن يخفض «الفيدرالي» الأميركي تكاليف الاقتراض بمقدار 40 نقطة أساس بحلول نهاية العام، وذلك مقارنة مع توقعات بخفضها نحو 31 نقطة أساس قبل بيانات التضخم، وفقا لأداة تتبع الفائدة من فيد ووتش.
ورغم انتكاسة البيانات التي نالت مؤقتاً من قوة الدولار، لا تزال المخاوف قائمة بشأن الرسوم الجمركية المحتملة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، التي قد تؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية، في حين حوم الدولار قرب أعلى مستوى في أكثر من عامين.
يشعر المستثمرون بالقلق من أن يؤدي احتمال فرض دونالد ترامب رسوماً جمركية بعد توليه الرئاسة الأسبوع المقبل إلى دفع التضخم للارتفاع والحد من قدرة المركزي الأميركي على خفض تكاليف الاقتراض إلى حد بعيد.
أظهر أحد البيانات الأميركية احتمالية قوية بخفض أسعار الفائدة؛ ما ينعكس سلباً على الدولار وعوائد السندات، إذ أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل أن أسعار المستهلكين زادت 2.9% في الاثني عشر شهراً المنتهية في ديسمبر بما يتماشى مع توقعات خبراء الاقتصاد.
وجاء التضخم الأساس، الذي يستثني أسعار الأغذية والطاقة، موافقاً للتوقعات، إلا أنه أقل من الشهر السابق، ليتراجع الدولار بسبب قراءة التضخم الأساس الضعيفة، بالإضافة إلى بيانات أسعار المنتجين أول أمس الثلاثاء.
يوم الجمعة الماضي، أظهرت بيانات أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة تسارع على نحو غير متوقع في ديسمبر، وأن معدل البطالة هبط إلى 4.1%، وهو ما دفع المتعاملين إلى حد كبير إلى تقليص الرهانات على خفض "الفيدرالي" لأسعار الفائدة هذا العام.
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسة أخرى، 0.1% إلى 109.17، بينما سجل أعلى مستوى في 26 شهراً يوم الاثنين الماضي عند 110.17.
في الوقت ذاته زاد العائد على السندات الأميركية، ليرتفع عائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات إلى مستويات 4.671% بزيادة نقطتين بحلول الساعة الـ0630 بتوقيت غرينتش.
كانت قراءة التضخم المنخفضة علامة للمتعاملين على تقليل بعض المراكز الشرائية للدولار، مع توقعات أن يتوخى المركزي الأميركي الحذر في استئناف خفض تكاليف الاقتراض، حتى يتيقن تماماً من أن التضخم يتراجع.
ارتفع الدولار بصورة طفيفة مقابل الين إلى مستويات 156.2، بعدما تراجع أمس بنسبة 0.93% عقب صدور بيانات التضخم.
صعد الين بعد تعليقات لمحافظ البنك المركزي كازو أويدا قال خلالها «إن البنك سيرفع أسعار الفائدة، ويعدل مستوى الدعم النقدي إذا استمر التحسن في الاقتصاد والأسعار.
ارتفع الدولار مقابل الجنيه الإسترليني في أحدث معاملات 0.1% إلى 1.2229 دولار، بعد التراجع الكبير، خاصة بعدما أظهرت بيانات رسمية تباطؤ التضخم على نحو غير متوقع الشهر الماضي، فيما سجل التضخم الأساس، الذي يراقبه بنك إنجلترا، تراجعاً أكثر حدة، وهي أنباء إيجابية لوزيرة الخزانة ريتشل ريفز بعد عمليات بيع كثيفة للسندات البريطانية في الآونة الأخيرة.
بينما انخفض اليورو 0.15% إلى 1.0299 دولار، وسط توقعات أن يقدم البنك المركزي الأوروبي الخفض الخامس لأسعار الفائدة في وقت قريب.