أسعار الذهب.. من يُفرمل الصعود؟

سلكت أسعار الذهب مسارات مختلفة في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، قبل بيانات التضخم الأميركية التي تترقبها الأسواق، في محاولة لتلمس خطوة مجلس احتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» في اجتماعه المقرر نهاية الشهر الحالي.

في غضون ذلك، تراجعت الأسعار الفورية في حين ارتفعت العقود الآجلة بإشارة إلى حالة القلق والتضارب التي تسيطر على شهية المخاطر لدى المتداولين، في ظل الغموض الذي يكتنف أوضاع الاقتصاد الكلي، خاصة مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

إذا جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين مرتفعة، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الذهب، إذ تعزز تلك النتائج توجه مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» أن يمضي في إبطاء سياسة التيسير النقدي التي انتهجها العام الماضي في عام 2025.

تشير بيانات جمعتها مجموعة بورصات لندن إلى أن المتداولين يتوقعون حالياً أن يخفض الاحتياطي «الفيدرالي» أسعار الفائدة 29.4 نقطة أساس بحلول نهاية العام الحالي، نزولاً من 45 نقطة قبل بيانات الوظائف في الأسبوع الماضي.

الأسعار اليوم

أظهرت تعاملات العقود الفورية للمعدن الأصفر، تراجعاً محدوداً في حدود دولارين أو ما يعادل 0.1% وصولاً إلى مستويات 2675 دولاراً للأونصة، بحلول الساعة 05:00 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.

في المقابل، ارتفع سعر الذهب في تعاملات العقود الآجلة الأميركية تسليم شهر فبراير بنحو عشرة دولارات تعادل 0.45% وصولاً إلى مستويات 2692 دولاراً للأونصة.

في ختام جلسة أمس، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم فبراير، بنسبة 0.1%، أو ما يعادل 3.7 دولار، إلى 2682.30 دولار للأونصة، بينما زادت العقود الفورية بأكثر من 0.5% وصولاً إلى 2677 دولارًا للأونصة.

ما تراقبه الأسواق؟

يترقب المتعاملون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المقرر صدورها اليوم، بعد أن أكد تقرير الوظائف الأسبوع الماضي متانة الاقتصاد الأميركي، ودفع المتعاملين إلى تقليص الرهانات على المزيد من خفض أسعار الفائدة.

أظهرت بيانات أميركية أمس، التباطؤ في معدل تضخم أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بصورة غير متوقعة خلال شهر ديسمبر 2024، ما قد يسهم في تهدئة المخاوف من استمرار ضغوط الأسعار.

ارتفع مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة 0.2% على أساس شهري، ما يقل عن متوسط ​​التوقعات المرجحة لزيادته 0.4% خلال الشهر الماضي، بينما صعد المؤشر 3.3% على أساس سنوي مقابل توقعات 3.4%.

الغموض يسيطر

جنباً إلى جنب، مع البيانات اللحظية التي تساهم في تحريك شهية المخاطر لدى المتداولين تسيطر مجموعة من المحركات التي ضربت سياجاً من الغموض بشأن مستقبل الفائدة والتضخم.

يعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الحالي، وقد تعهد بفرض رسوم جمركية تجارية، ما يغذّي توقعات أن تؤدي هذه الرسوم إلى إشعال حروب تجارية وإعادة إذكاء التضخم.

أظهر مسح أجراه الاحتياطي «الفيدرالي» في نيويورك أن توقعات المستهلكين الأميركيين بشأن المسار المتوقع للتضخم كانت متباينة الشهر الماضي.

عززت بيانات الوظائف الأميركية الأسبوع الماضي، التي جاءت أقوى من المتوقع، الموقف الحذر لمجلس الاحتياطي «الفيدرالي» بشأن تخفيضات أسعار الفائدة؛ ما أثر في المعدن النفيس.