ما هي أهم الأحداث المحركة للاسواق الأسبوع المقبل؟

تتجه أنظار الأسواق هذا الأسبوع نحو نتائج الشركات وأرقام مبيعات التجزئة الأميركية للحصول على مؤشرات حول قوة الاقتصاد وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لأسعار الفائدة التي يحددها مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض آخر لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، بينما ستنشر الصين أرقام النمو الاقتصادي للربع الثالث. وفي خلفية هذه الأحداث، تظل أسعار النفط عرضة للتقلبات بسبب الاضطرابات في الطلب والتوترات الجيوسياسية المتزايدة.

أرباح الربع الثالث

بدأ موسم إعلان الأرباح في وول ستريت يوم الجمعة، حيث شهدت أسهم كل من «جي بي مورغان» و«ويلز فارغو» ارتفاعاً بعد أن تجاوزت نتائج البنكين توقعات السوق. ومن المقرر أن تعلن المزيد من البنوك الكبرى، مثل «بنك أوف أميركا» و«سيتي غروب»، عن نتائجها يوم الثلاثاء، بينما ستصدر «نتفليكس» تقريرها يوم الخميس بعد إغلاق السوق.

التركيز الرئيسي سيكون على «نتفليكس» لمراقبة عدد المشتركين الجدد أو فقدانهم، وهو ما سيوفر إشارة إلى صحة إنفاق المستهلكين. ولارتفاع سوق الأسهم، ستحتاج الشركات إلى تحقيق أرباح تتجاوز التوقعات، خصوصاً في ظل تقييمات السوق التي تفوق معدلاتها التاريخية.

ويتوقع المحللون في بنك«يو بي إس» أن تؤكد أرباح الربع الثالث أن نمو أرباح الشركات الكبرى لا يزال قوياً، مع توقع أن يعزز خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي النشاط الاقتصادي.

بيانات الاقتصاد الأميركي

سيكون التركيز هذا الأسبوع على بيانات مبيعات التجزئة الأميركية التي ستصدر يوم الخميس، حيث يأمل المستثمرون أن توفر هذه البيانات نظرة أعمق على صحة الاقتصاد الأميركي. البيانات القوية لسوق العمل الأخيرة دفعت المستثمرين لإعادة تقييم توقعاتهم بشأن مدى عمق خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر القادمة. وإذا جاءت أرقام مبيعات التجزئة قوية، فقد تدعم هذه التوقعات.

سيكون هناك أيضاً فرصة للاستماع إلى عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك المحافظ كريستوفر والر ورئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري ورئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي.

خفض الفائدة 

من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس بخفض آخر لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. يأتي هذا القرار بعد مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع الضغوط التضخمية في منطقة اليورو. يرى بعض المحللين أن هذه الخطوة قد تكون بداية لسلسلة من التخفيضات المتتابعة لدعم الاقتصاد الأوروبي.

محللون في «دويتشه بنك» أشاروا إلى أن خفض الفائدة في أكتوبر سيكون مهماً، حيث يمثل أول تخفيض متتابع في هذه الدورة، مما يشير إلى تحول نحو دورة تخفيف أسرع. ومع ذلك، لا يتوقع أن يتخلى البنك المركزي الأوروبي عن نهجه الذي يعتمد على البيانات الاقتصادية ويتعامل مع كل اجتماع على حدة.

بيانات الناتج المحلي للصين

ستصدر الصين يوم الجمعة بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، والتي ستكون الحدث الأبرز في أسبوع مزدحم بالبيانات الاقتصادية من ثاني أكبر اقتصاد في العالم. على الرغم من ضعف النمو في الربع الثاني، أعرب المسؤولون الصينيون عن ثقتهم في تحقيق هدف النمو السنوي الذي يبلغ حوالي 5%.

في ظل التحفيزات الاقتصادية الأخيرة من بكين، قد يتجاهل المستثمرون التشاؤم المحيط بالاقتصاد، مع احتمال أن تعزز المزيد من التفاصيل حول الدعم المالي انتعاش السوق.

أسعار النفط

اختتمت أسعار النفط الأسبوع الماضي على انخفاض طفيف، لكنها سجلت ارتفاعاً للأسبوع الثاني على التوالي مع تقييم المستثمرين لتأثيرات محتملة على الإمدادات بسبب التوترات في الشرق الأوسط والإعصار الذي ضرب فلوريدا.

ارتفعت العقود الآجلة للنفط بنسبة تزيد عن 1% على مدار الأسبوع، وسط ترقب لرد فعل إسرائيل على الهجوم الصاروخي من إيران في بداية الشهر. كما أدى إعصار «ميلتون» إلى دمار واسع في فلوريدا، مما يهدد بانخفاض استهلاك الوقود في الولاية التي تعد ثالث أكبر مستهلك للبنزين في الولايات المتحدة.

في المجمل، تشير التوقعات إلى أسبوع حافل بالتقلبات الاقتصادية في الأسواق العالمية، مع مراقبة دقيقة لأداء الشركات الكبرى والتطورات الجيوسياسية وأسعار النفط المتقلبة.