الذهب يتحسس الطريق لقمم تاريخية والأسعار تتضارب

يتحسس المعدن الأصفر طريقه لاستعادة الطريق صوب قمم سعرية تاريخية بعد حالة مؤقتة من الهدوء ترقبًا لإجراء أول عملية لخفض أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي، حيث يحوم بالقرب من أعلى مستوياتها خلال أربعة أسابيع تقريبًا.

ورغم أن تصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي أبقت الباب مفتوحاً كعادته لبعض من التغييرات في السياسة النقدية، فإن تلك التغييرات يبدو أنها انحسرت في تلك المرة حول موعد الخفض.

وخلال المؤتمر الصحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول أكد أن أسعار الفائدة بلغت ذروتها، مشيرًا إلى ان البنك بصدد تحديد موعد خفض الفائدة.

وفي غضون ذلك لا يزال التباين يسيطر على تعاملات الذهب بعدما سجلت الأسعار الفورية أمس الخميس صعودًا قويًا تزامنًا والأداء الفاتر للعقود الآجلة.

الذهب الآن

وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة ارتفعت العقود الآجلة تسليم مارس بأقل من دولارين عند مستويات قرب الـ 2073 دولار.

بينما دخلت العقود الفورية في حالة من التقلب حيث انخفضت في التعاملات المبكرة لفترة وجيزة قبل أن تمحو خسائرها وترتفع بأقل من دولار.

اقرأ أيضًا- صندوق النقد: الحرب والتوترات تكبد مصر مليارات الدولارات

الذهب أمس

وبنهاية تعاملات أمس الخميس ارتفعت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم أبريل في حدود 0.2% ما يعادل 4 دولارات تقريبًا وصولا إلى مستويات 2071.1 دولار للأوقية.

وفي غضون ذلك وسعت العقود الفورية للذهب من ارتفاعاتها التي اقتربت من 1% وصولا إلى مستويات قرب الـ 2060 دولارًا للأوقية ليتسع الفارق بين العقود الفورية والآجلة في الأداء.

دعم الأسعار

يرى كبير المحللين في ريلاينس سيكيوريتيز، جيجار تريفيدي، إن الاحتياطي الفيدرالي واثق بأن التضخم سيصل إلى النطاق المرغوب فيه بنسبة 2%.

ولفت جيجار تريفيدي إلى أن صانعي السياسة لنقدية أبقوا النافذة مفتوحة لتخفيضات أسعار الفائدة، ولكن ليس في مارس ما حافظ على دعم أسعار الذهب.

وقال تريفيدي: "وترك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، وأسقط فكرة أن خفض أسعار الفائدة في الربيع، لكنه أسقط إشارة طويلة الأمد إلى احتمال حدوث المزيد من الارتفاعات، مع شجع المضاربين على ارتفاع الذهب".

تسعير الفائدة

ووفقًا لأداة تسعير توقعات الفائدة بحسب بيانات فيدووتش، تراجعت توقعات الأسواق بشأن تحريك أسعار الفائدة في مارس لصالح زيادة التوقعات بخفض الفائدة في مايو المقبل.

وقلصت العقود الآجلة الرهانات على خفض أسعار الفائدة في مارس إلى 35.5% من 90% في نهاية عام 2023، لكنها زادت فرص التخفيض في مايو إلى 96%.

اقرا أيضًا- بعد انتكاسة مفاجئة.. النفط يتعافى من شائعات زائفة

قمم جديدة

وقال بريان لان من جولد سيلفر سنترال في سنغافورة: "من غير المرجح أن يخفض الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في مارس، لكن المتداولين في السوق على يقين من أنه سيبدأ في خفض أسعار الفائدة بعد ذلك. التصريحات كانت جيدة بالنسبة للذهب".

ولفت جولد سيلفر سنترال إلى أن المضاربين على صعود الذهب يتأهبون لدفع الأسعار إلى قمم تاريخية جديد، بعد فترة من الفتور والتي جاءت قبيل اجتماع الفيدرالي الأميركي.

قلق المتداولين

ورى كبير المحللين في سيتي إندكس، مات سيمبسون أن الارتفاع الموسمي للذهب قد وصل مبكرًا، لذلك ليس من المفاجئ أن نراه يواجه صعوبات في الوقت الحالي.

وبحسب سيمبسون أصبح المتعاملون أكثر قلقًا حيال موقف الاحتياطي الفيدرالي الذي يبدو أنه يتجه لتعليق أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت.

ويتوقع المتداولون تخفيض أسعار الفائدة الفيدرالية بنحو 130 نقطة أساس لعام 2024، بانخفاض عن الرهانات التي تزيد على 160 نقطة أساس في نهاية عام 2023.

توجه الفيدرالي

واستبعد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بشدة، الأربعاء، فكرة أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة في الربيع، وذلك في ظل توقع كثير من المتعاملين في السوق أن يبدأ خفضها في مارس.

وقال باول: "لا أعتقد أنه من المرجح أن تتوصل اللجنة إلى مستوى من الثقة بحلول وقت اجتماع مارس لخفض تكاليف الاقتراض".

وأضاف رئيس الفيدرالي: "لكن يجب النظر في ذلك، مشيرًا إلى أن خفض مارس ليس القضية الرئيسية لواضعي السياسات في المركزي الأميركي".

ويؤثر الدولار القوى على شهية مخاطر المتعاملين في أسواق الطاقة حيث يرفع من تكاليف قل وتأمين وشراء النفط والعكس صحيح.

اقرأ أيضًا- بعد مفاجأة باول.. الدولار يستأسد على الجميع