الأسواق تحلق تفاؤلاً بفوز ترامب.. الأسهم تنتعش والدولار يرتفع بقوة

قفزت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل قوي، اليوم الثلاثاء، تزامناً مع ارتفاع عائدات سندات الخزانة، عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.  

وشهدت أسهم شركة «ترامب ميديا & تكنولوجي» ارتفاعاً بنسبة 34%، فيما سجلت أسهم شركة «تيسلا» ارتفاعاً بنسبة 14.3%، فيما شهدت الأسهم ارتفاعاً جماعياً.

بالتوازي، سجلت العملات الرقمية وأسهم شركات أخرى قفزات ملحوظة، حيث ارتفعت «بيتكوين» بنسبة 9% لتلامس حاجز 75,000 دولار، بعد تصريحات ترامب حول نيته جعل الولايات المتحدة عاصمة التشفير، وتعهد بإنشاء احتياطي إستراتيجي للبيتكوين، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية. 

في حين قفزت أسهم «تيسلا» بدعم من تبرعات مؤسسها إيلون ماسك الذي ضخ ملايين الدولارات لدعم حملة ترامب الانتخابية، ما جعله أحد أبرز داعميه في القطاع الخاص.

ومن ناحية الأسواق الآسيوية، شهدت عملات الاقتصادات الكبرى تراجعاً مقابل الدولار الأميركي، إذ انخفض اليوان الصيني بنسبة 1.2% مع تصاعد احتمالات فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على البضائع الصينية من قبل ترامب.

 كما تأثرت أسهم شركات الطاقة النظيفة، إذ هبطت أسهم «إل جي إنرجي سوليوشن» في كوريا الجنوبية بنسبة 7%، وتراجعت أسهم «هانوا سوليوشن» للألواح الشمسية بأكثر من 8%.

في الأسواق الأميركية، ارتفعت العقود الآجلة المرتبطة بالمؤشرات الرئيسية، إذ تجاوزت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» نسبة 2.25%، وصعدت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 3%، كما أضافت العقود الآجلة لمؤشر «راسل 2000» للشركات الصغيرة، التي تعد أكثر حساسية لتقلبات الاقتصاد، حوالي 6.3%.

 بالتزامن مع هذا، تخلص المستثمرون من السندات، ما أدى إلى دفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أكثر من 4.4%، مرتفعًا عن مستوى إغلاقه يوم الثلاثاء عند 4.290%.

اتسعت الفجوة بين عائدات سندات الخزانة العادية وتلك المحمية من التضخم، وهو ما يراه المستثمرون مؤشراً على احتمال زيادة التضخم في ظل سياسات ولاية ترامب الثانية.وارتفع مؤشر الدولار الصادر عن صحيفة «وول ستريت جورنال»، الذي يقيس قيمة الدولار مقابل سلة من 16 عملة، بنحو 1.5%.

كما تراجع البيزو المكسيكي بنسبة 3.1% إلى أدنى مستوى له هذا العام؛ نتيجة مخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد المكسيكي.

في الأسواق الصينية، تفاعلت الأسهم بحدة مع التطورات السياسية، حيث توقفت التداولات على أسهم شركة برمجيات صينية تحمل اسماً مشابهاً لفوز ترامب الكبير بالحكمة بعد أن ارتفعت بنسبة 10%. في حين تراجعت أسهم شركة صينية أخرى لتصنيع القوارير الحرارية، تشبه اسمها الصوتي اسم «هاريس»، بنسبة 7% قبل أن تقلل بعضًا من خسائرها.

كذلك، شهدت أسواق السندات ضغوطاً متزايدة مع ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى مستويات تتجاوز 4.3%، وهو ما يعد الأعلى منذ يوليو، مدفوعًا بتوقعات زيادة العجز الفيدرالي في حال فوز ترامب. 
وقالت سونال ديساي، مديرة الاستثمار في «فرانكلين تمبلتون» للدخل الثابت: "تسعير السوق يعكس بعض المخاوف بشأن التعريفات الجمركية والتوسع المالي".

وأشار آرثر باس، المدير الإداري في شركة «ويدبوش للأوراق المالية»، إلى أن المتداولين زادوا من رهاناتهم الهبوطية على السندات في سوق المشتقات المالية، ما يشير إلى استمرار عمليات البيع.
تعتبر هذه التقلبات جزءاً من توجه أوسع نحو التحوط قبل الانتخابات، إذ يراهن بعض المتداولين على تحركات كبيرة طوال الأسبوع.