أظهرت مدن الخليج العربي أداءً قويًا في تقرير المدن الذكية IMD، حيث جمع بعضها بين النمو الاقتصادي والنهضة العمرانية حيث جاءت دبي أولًا خليجيًا، تلتها أبوظبي، ثم الرياض، فالدوحة، وأخيرًا المنامة في المرتبة الخامسة. ويعكس هذا الترتيب التقدم المستمر في تحسين جودة الحياة والبنية التحتية، مدفوعًا برؤى تنموية طموحة واستراتيجيات رقمية فعالة.
وفيما يلي قائمة بأبرز عشر مدن في منطقة الشرق الأوسط، مرتبة بناءً على تحليل شامل لبيانات الأمم المتحدة ومؤشر التنمية البشرية، مع إبراز لمحات عن النمو السكاني والمؤشرات الاجتماعية والاقتصادية لكل منها.
تعد دبي واحدة من أبرز المدن في منطقة الشرق الأوسط، وتقع في دولة الإمارات العربية المتحدة. يبلغ عدد سكانها 3,050,000 نسمة وفقاً لتوقعات الأمم المتحدة للتحضر، مما يجعلها من المدن ذات الكثافة السكانية العالية في المنطقة.
تتمتع دبي بمؤشر تنمية بشرية مرتفع جداً يبلغ 0.937 حسب بيانات مختبر البيانات العالمي (Global Data Lab)، وهذا يعكس المستوى المعيشي المرتفع للسكان. كما تُظهر البيانات أن دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً شهدت تحسناً مستمراً في مؤشر التنمية البشرية (HDI)، حيث ارتفع من 0.860 في عام 2019 إلى 0.917 في عام 2022، بزيادة قدرها 0.019 خلال عام واحد.
على صعيد المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، تُظهر البيانات أن متوسط العمر المتوقع عند الولادة في الإمارات وصل إلى 79.2 سنة في عام 2022، بزيادة قدرها 0.5 سنة مقارنة بالعام السابق. كما أن متوسط سنوات الدراسة المتوقعة ثابت عند 17.2 سنة، بينما متوسط سنوات الدراسة الفعلية وصل إلى 12.8 سنة، وهذا يعكس الاهتمام الكبير بالتعليم في الدولة.
اقتصادياً، حققت الإمارات نمواً ملحوظاً في الناتج المحلي الإجمالي للفرد (بتعادل القوة الشرائية)، حيث ارتفع من 69,550 دولار في عام 2021 إلى 74,104 دولار في عام 2022، بزيادة كبيرة قدرها 4,553 دولار خلال عام واحد. هذا النمو الاقتصادي المستدام يعكس قوة اقتصاد دبي والإمارات عموماً وتنوعه، خاصة مع الجهود المتواصلة للتحول نحو اقتصاد ما بعد النفط.
أبوظبي هي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة وأكبر إماراتها مساحة. ويبلغ عدد سكان أبوظبي 1,590,000 نسمة حسب توقعات الأمم المتحدة للتحضر، مما يجعلها ثاني أكبر مدينة في الإمارات بعد دبي من حيث عدد السكان.
تتمتع أبوظبي بمؤشر تنمية بشرية مرتفع جداً يبلغ 0.937 حسب بيانات مختبر البيانات العالمي، ما يعكس المستوى المعيشي المرتفع في المدينة.
تُعد أبوظبي نموذجاً للتطور المستدام والرؤية المستقبلية، حيث تسعى إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على النفط من خلال الاستثمار في قطاعات مثل السياحة والثقافة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا، مع الحفاظ على تراثها الثقافي وهويتها الوطنية.
تعد الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وأكبر مدنها من حيث عدد السكان. ويبلغ عدد سكان الرياض 7,820,000 نسمة حسب توقعات الأمم المتحدة للتحضر، مما يجعلها واحدة من أكبر المدن في منطقة الشرق الأوسط.
تتمتع مدينة الرياض بمؤشر تنمية بشرية مرتفع يبلغ 0.899 وفقاً لبيانات مختبر البيانات العالمي، وهو ما يعكس مستوى معيشي جيد للسكان. وعلى المستوى الوطني، شهدت المملكة العربية السعودية تحسناً مستمراً في مؤشر التنمية البشرية، حيث ارتفع من 0.842 في عام 2019 إلى 0.856 في عام 2022، بزيادة قدرها 0.007 خلال العام الأخير.
تُظهر البيانات أيضاً تحسناً ملحوظاً في متوسط العمر المتوقع عند الولادة في المملكة، الذي وصل إلى 77.9 سنة في عام 2022، بزيادة قدرها سنة كاملة مقارنة بالعام السابق. فيما يتعلق بالتعليم، استقر متوسط سنوات الدراسة المتوقعة عند 15.2 سنة، بينما بلغ متوسط سنوات الدراسة الفعلية 11.3 سنة منذ عام 2020.
من الناحية الاقتصادية، سجلت المملكة العربية السعودية نمواً واضحاً في الناتج المحلي الإجمالي للفرد (بتعادل القوة الشرائية)، حيث ارتفع من 47,441 دولار في عام 2021 إلى 50,620 دولار في عام 2022، بزيادة كبيرة قدرها 3,179 دولار خلال عام واحد. هذا النمو الاقتصادي يأتي في سياق الجهود المتواصلة لتنفيذ رؤية المملكة 2030 وخطط التنويع الاقتصادي التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وتشهد الرياض حالياً نهضة عمرانية وتنموية كبيرة تتمثل في مشاريع ضخمة تهدف إلى تحويلها إلى مدينة عالمية متطورة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، مع التركيز على تحسين جودة الحياة وتطوير البنية التحتية بما يتماشى مع المعايير العالمية.
تعد الدوحة عاصمة دولة قطر ومركزها الاقتصادي والسياسي والثقافي الرئيسي. ويبلغ عدد سكان الدوحة 1,950,000 نسمة حسب توقعات الأمم المتحدة للتحضر، مما يجعلها واحدة من المدن المتوسطة الحجم سكانياً في منطقة الخليج.
تتمتع الدوحة بمؤشر تنمية بشرية مرتفع يبلغ 0.875 وفقاً لبيانات مختبر البيانات العالمي، مما يعكس مستوى تنمية بشرية جيد. على المستوى الوطني، شهدت دولة قطر تحسناً في مؤشر التنمية البشرية، حيث ارتفع من 0.852 في عام 2019 إلى 0.866 في عام 2022، بزيادة قدرها 0.004 خلال العام الأخير.
من المثير للاهتمام ملاحظة التحسن الكبير في متوسط العمر المتوقع عند الولادة في قطر، الذي ارتفع بشكل ملحوظ من 79.3 سنة في عام 2021 إلى 81.6 سنة في عام 2022، بزيادة كبيرة قدرها 2.3 سنة خلال عام واحد. هذا المؤشر يضع قطر في مصاف الدول المتقدمة من حيث الرعاية الصحية وجودة الحياة.
فيما يتعلق بالتعليم، استقر متوسط سنوات الدراسة المتوقعة عند 13.3 سنة منذ عام 2020، بينما بلغ متوسط سنوات الدراسة الفعلية 10.1 سنة، وهو ما يشير إلى التزام الدولة بتطوير قطاع التعليم رغم أن هناك مجالاً للتحسين مقارنة ببعض دول الجوار.
اقتصادياً، تُظهر البيانات أن قطر تحظى بمستوى مرتفع جداً من الناتج المحلي الإجمالي للفرد (بتعادل القوة الشرائية)، حيث ارتفع من 91,760 دولار في عام 2021 إلى 95,944 دولار في عام 2022، بزيادة ملموسة قدرها 4,184 دولار خلال عام واحد. هذا المستوى المرتفع من الدخل يجعل قطر من بين الدول الأعلى دخلاً للفرد في العالم، مما ينعكس على مستوى المعيشة المرتفع وجودة الخدمات في الدوحة.
شهدت الدوحة في السنوات الأخيرة طفرة عمرانية وتنموية كبيرة، خاصة مع استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث تم تطوير البنية التحتية والمرافق العامة والنقل والفنادق بمعايير عالمية، مما زاد من مكانتها كمركز سياحي واقتصادي إقليمي وعالمي.
المنامة هي عاصمة مملكة البحرين والمركز الاقتصادي والسياسي الرئيسي للدولة. ويبلغ عدد سكان المنامة 740,000 نسمة حسب توقعات الأمم المتحدة للتحضر، مما يجعلها من المدن متوسطة الحجم في منطقة الخليج العربي.
تتميز المنامة بمؤشر تنمية بشرية مرتفع يبلغ 0.888 وفقاً لبيانات مختبر البيانات العالمي، وهو مؤشر يعكس مستوى معيشي متقدم للسكان. على المستوى الوطني، شهدت مملكة البحرين تحسناً ملحوظاً في مؤشر التنمية البشرية، حيث ارتفع من 0.859 في عام 2019 إلى 0.880 في عام 2022، بزيادة قدرها 0.013 خلال العام الأخير، وهي زيادة جيدة تعكس التطور المستمر للدولة.
فيما يتعلق بمؤشرات الحياة والصحة، وصل متوسط العمر المتوقع عند الولادة في البحرين إلى 79.2 سنة في عام 2022، بزيادة قدرها 0.5 سنة مقارنة بالعام السابق. هذا المؤشر يضع البحرين ضمن الدول ذات المستوى الصحي المتقدم.
على صعيد التعليم، تُظهر البيانات أن متوسط سنوات الدراسة المتوقعة في البحرين يبلغ 16.3 سنة، وهو رقم مرتفع يعكس اهتمام الدولة بالتعليم، بينما استقر متوسط سنوات الدراسة الفعلية عند 11.0 سنة منذ عام 2020.
من الناحية الاقتصادية، سجلت البحرين تحسناً في الناتج المحلي الإجمالي للفرد (بتعادل القوة الشرائية)، حيث ارتفع من 46,757 دولار في عام 2021 إلى 48,731 دولار في عام 2022. هذا النمو الاقتصادي يعكس تعافي الاقتصاد البحريني بعد التحديات الاقتصادية التي واجهتها المنطقة خلال السنوات السابقة.
تعد المنامة مركزاً مالياً مهماً في المنطقة، حيث تضم العديد من البنوك والمؤسسات المالية والشركات الدولية. كما تتميز بتنوع ثقافي واضح نظراً لاستقطابها للعمالة الوافدة من مختلف دول العالم، مما يجعلها بوتقة حضارية تجمع بين الأصالة العربية والانفتاح على الثقافات العالمية.
مكة المكرمة هي مدينة ذات أهمية دينية عظيمة في المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر أقدس الأماكن بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. وفقاً للبيانات المعروضة، يبلغ عدد سكان مكة 2,180,000 نسمة حسب توقعات الأمم المتحدة للتحضر، مما يجعلها ثالث أكبر مدينة في المملكة بعد الرياض وجدة.
تتمتع مكة بمؤشر تنمية بشرية مرتفع يبلغ 0.871 وفقاً لبيانات مختبر البيانات العالمي، وهو مؤشر يعكس مستوى تنمية جيد يتوافق مع مكانتها كمدينة رئيسية.
وتشهد مكة المكرمة تطوراً كبيراً في البنية التحتية والخدمات في إطار رؤية المملكة 2030، خاصة مع مشاريع توسعة الحرم المكي وتطوير مشاريع الإسكان والنقل لاستيعاب أعداد الحجاج والمعتمرين المتزايدة كل عام. كما تشهد المدينة تطوراً في الخدمات الصحية والتعليمية بما يتناسب مع أهميتها الدينية والتاريخية.
وتمثل مكة المكرمة نموذجاً فريداً للمدينة التي تجمع بين القدسية الدينية والتطور الحضاري، حيث تستقبل سنوياً الملايين من المسلمين من مختلف أنحاء العالم، مما يجعلها من أكثر المدن تنوعاً ثقافياً خلال مواسم الحج والعمرة.
تعد جدة ثاني أكبر مدن المملكة العربية السعودية وبوابتها الرئيسية على البحر الأحمر. ويبلغ عدد سكان جدة 4,940,000 نسمة حسب توقعات الأمم المتحدة للتحضر، مما يجعلها من المدن الكبرى في المملكة والشرق الأوسط.
تتمتع جدة بمؤشر تنمية بشرية مرتفع يبلغ 0.871 وفقاً لبيانات مختبر البيانات العالمي، وهو مؤشر يعكس مستوى معيشي متقدم للسكان.
تعتبر جدة مركزاً تجارياً واقتصادياً مهماً في المملكة، وميناءً رئيسياً على البحر الأحمر، كما أنها تعد بوابة الحجاج والمعتمرين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة. تمتاز المدينة بتنوعها الثقافي وانفتاحها، حيث تضم سكاناً من مختلف الجنسيات والثقافات، مما جعلها تُلقب بـ (عروس البحر الأحمر).
شهدت جدة في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً ضمن مشاريع رؤية المملكة 2030، خاصة في مجالات البنية التحتية والسياحة والترفيه، مع مشاريع طموحة مثل برج جدة والواجهة البحرية ومشاريع التطوير العمراني الأخرى التي تهدف إلى جعلها وجهة عالمية للسياحة والأعمال.
تعد مدينة الخبر من المدن الساحلية المهمة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، مطلة على الخليج العربي. ويبلغ عدد سكان الخبر 410,000 نسمة حسب الإحصاءات الرسمية، مما يجعلها مدينة متوسطة الحجم مقارنة ببعض المدن الكبرى في المملكة.
تتمتع الخبر بمؤشر تنمية بشرية مرتفع يبلغ 0.862 وفقاً لبيانات مختبر البيانات العالمي، وهو مؤشر يعكس مستوى معيشة جيد للسكان.
تعتبر الخبر من المدن ذات الطابع الحضري الحديث في المملكة، وتشكل مع مدينتي الدمام والظهران منطقة حضرية متكاملة تعرف باسم (الحاضرة الشرقية) أو (الدمام الكبرى). تمتاز المدينة بطابعها السياحي والترفيهي، حيث تضم كورنيش الخبر الشهير، وجزيرة المرجان، والعديد من المراكز التجارية والفنادق العالمية.
اقتصادياً، تُعد الخبر مركزاً تجارياً وصناعياً مهماً، حيث تقع بالقرب من حقول النفط الرئيسية في المنطقة الشرقية، وترتبط ببقية دول الخليج العربي عبر جسر الملك فهد الذي يربطها بمملكة البحرين. كما تحظى المدينة بوجود العديد من الشركات المحلية والعالمية، خاصة في قطاعات النفط والغاز والخدمات اللوجستية.
تشهد الخبر حالياً العديد من مشاريع التطوير ضمن رؤية المملكة 2030، مثل تطوير الواجهة البحرية وإنشاء المزيد من المرافق السياحية والترفيهية، مما يعزز من مكانتها كوجهة سياحية واستثمارية مهمة في المنطقة الشرقية والمملكة بشكل عام.
مدينة المدينة المنورة، إحدى أقدس المدن في العالم الإسلامي، تقع في غرب المملكة العربية السعودية ويبلغ عدد سكانها نحو 1.6 مليون نسمة بحسب تقديرات الأمم المتحدة لآفاق التوسع الحضري. وتُعد المدينة مركزًا دينيًا وتاريخيًا هامًا، إلى جانب كونها من المدن السعودية التي تشهد تطورًا متزايدًا على صعيد التنمية البشرية.
تُظهر بيانات معمل البيانات العالمية (Global Data Lab) أن المدينة سجلت مؤشر تنمية بشرية (HDI) بلغ 0.871، وهو من أعلى المؤشرات في المنطقة، ما يعكس مستوى جيدًا من الصحة والتعليم والدخل.
كما تُظهر البيانات أن المدينة المنورة، رغم طابعها الديني، تواكب النهضة الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، مستفيدة من الخطط الوطنية التي تركز على تحسين جودة الحياة وتوسيع قاعدة التنمية لتشمل كافة المناطق.
تُعد مسقط، عاصمة سلطنة عمان، من المدن ذات الأهمية السياسية والاقتصادية والثقافية في منطقة الخليج العربي. ويُقدّر عدد سكانها بنحو 1.68 مليون نسمة وفقًا لتوقعات الأمم المتحدة الحضرية، ما يجعلها واحدة من أكبر المدن في السلطنة.
بلغ مؤشر التنمية البشرية (HDI) في مسقط 0.819 وفقًا لبيانات معمل البيانات العالمية، وهو رقم يعكس تطورًا ملحوظًا في مستوى التعليم والرعاية الصحية والدخل في المدينة. وعلى مستوى السلطنة ككل، سجلت عمان تحسنًا في المؤشر من 0.824 في عام 2019 إلى 0.838 في عام 2022.
أما على صعيد الصحة، فقد ارتفع متوسط العمر المتوقع عند الولادة إلى 73.9 عامًا في عام 2022، مقارنة بـ72.5 عامًا في العام السابق، ما يشير إلى تحسن في أنظمة الرعاية الصحية وظروف المعيشة.
وفي مجال التعليم، بلغت السنوات المتوقعة للالتحاق بالتعليم 13 عامًا، فيما بقيت سنوات التعليم الفعلية ثابتة عند 11.9 عامًا، ما يدل على استقرار نسبي في منظومة التعليم.
اقتصاديًا، ارتفع نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي حسب تعادل القوة الشرائية من 31,513 دولارًا في عام 2019 إلى 32,967 دولارًا في عام 2022، ما يعكس تحسنًا تدريجيًا في القوة الشرائية والفرص الاقتصادية لسكان العاصمة.
تعكس هذه المؤشرات أن مسقط تواصل تقدمها في مجالات التنمية البشرية، مستفيدة من السياسات الحكومية التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إطار رؤية عمان 2040.