رفعت شركات التأمين البحري والجوي أسعارها، وفرضت شروطاً جديدة لتغطية مخاطر الحرب مع توسع الصراع في الشرق الأوسط ليشمل مناطق خارج إسرائيل وغزة، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة «إس آند بي غلوبال».
ومنذ نوفمبر 2023، تعرضت السفن التجارية في خليج عدن والبحر الأحمر لهجمات مستمرة من الحوثيين، مستهدفين الشحن المرتبط بإسرائيل وحلفائها، مع تأثر الشحن التجاري بشكل عام.
وذكر رئيس قسم التأمين على هياكل السفن والمسؤوليات البحرية في شركة «ماكجيل آند بارتنرز» ديفيد سميث، أن التأمين البحري ضد الحرب في البحر الأحمر لا يزال متاحاً لبعض السفن، لكنه أصبح «مكلفاً للغاية» حيث شهدت الأسعار ارتفاعاً يصل إلى الضعف أو ثلاثة أضعاف في الشهر الماضي.
تتجه شركات التأمين على السفن البحرية إلى فرض أقساط إضافية على السفن التي تدخل المناطق ذات المخاطر العالية، ويتم تحديد هذه المناطق من قبل لجنة الحرب المشتركة التابعة لـ«سوق لندن».
وقال سميث إنه من الصعب تحديد نسبة مئوية للأسعار الحالية؛ لأن التسعير يعتمد إلى حد كبير على علم السفينة وملكيتها ونوعها وحجمها وحمولتها.
وفي الآونة الأخيرة، أصبح السعر يعتمد بشكل متزايد على ما إذا كانت السفينة أو أي سفينة أخرى في أسطولها قد زارت ميناء إسرائيلياً خلال الأشهر الـ12 السابقة.
كما أشار سميث إلى أن بعض السفن قد تواجه صعوبة في الحصول على تغطية تأمينية لعبور البحر الأحمر، خصوصاً السفن الأميركية الكبيرة.
وأضاف: «هذا الوضع جديد تماماً، حيث قد ترفض بعض شركات التأمين تقديم التغطية حتى بأعلى الأسعار».
وتمر السفن التي تحمل البضائع بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط عادة عبر قناة السويس، وهو ما يعني السفر عبر البحر الأحمر وخليج عدن. وتشير تقديرات الصناعة إلى أن الشحن عبر قناة السويس يمثل 12% من التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات العالمية.
ونظراً لتزايد المخاطر، أصبحت العديد من السفن تتجنب المرور عبر قناة السويس، وهو ما يضيف ما لا يقل عن 10 أيام إلى الرحلات البحرية باتباع طريق رأس الرجاء الصالح.
ورغم أن هذا الطريق الطويل يجنّب السفن أقساط الحرب الإضافية، إلا أنه يزيد من مخاطر وقوع الحوادث الطبيعية بفعل الطقس القاسي.
في مجال الطيران، تفرض شركات التأمين أقساطاً مرتفعة على تغطية الحرب للطائرات التي تتوجه إلى تل أبيب وبيروت. وعلى الرغم من ارتفاع التكلفة، إلا أن التغطية التأمينية لا تزال متاحة، وفقًا لإدوارد بوند، شريك الطيران والفضاء في شركة «ماكجيل آند بارتنرز».
وقال إن شركات التأمين باتت تتخذ نهجاً مختلفاً أيضاً؛ إذ تخضع بعض التغطيات لموافقة إسرائيلية للدخول إلى المجال الجوي اللبناني، وتفرض بعضها أقساطاً إضافية في حال اضطرار الطائرات إلى البقاء في تل أبيب أو بيروت فترة أطول من المتوقع بسبب مشاكل فنية.
وأضاف: على الرغم من بعض المتطلبات الإضافية من شركات التأمين، فإنها تدعم بشكل أساسي توفير التغطية إلى حد أكبر.
وتراقب شركات التأمين عن كثب تطورات الصراع في الشرق الأوسط، مع التركيز على البحر الأحمر كمصدر رئيس للقلق. ورغم التوسع في الصراع، لم تتم إضافة مناطق جديدة إلى قائمة المخاطر التي تضعها لجنة الحرب المشتركة.