المعدن الأصفر يبتعد أكثر من 30 دولاراً عن ذروته التاريخية حتى الآن
ابتعدت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، خطوة أخرى للوراء عن أعلى مستوى لها على الإطلاق، والذي تم تسجيله في الأسبوع الماضي، بعد بيانات أميركية يوم الجمعة الماضي عززت من قوة الدولار الأميركي، وهو ما انسحب على توقعات سعر الذهب اليوم.
إضافة إلى ذلك خفتت حدة تصاعد توترات الشرق الأوسط مع استيعاب الأسواق للرد الإسرائيلي على إيران، تزامناً وحالة الضبابية التي تسيطر على توقعات المتداولين بشأن الانتخابات الأميركية، وإن كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز محتمل للمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب الذي تدعم سياساته أن يظل الدولار قوياً، وهو ما ينسحب سلباً على جاذبية الذهب.
وتقلل قوة الدولار من جاذبية السبائك لارتفاع تكلفة الشراء، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون مؤشرات جديدة بشأن مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، حيث يرتفع الذهب في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وفقاً لأداة تتبع أسعار الفائدة، «فيد ووتش» لمراقبة السوق التابعة لـ«سي إم إي»، تتوقع الأسواق 94.8% خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع «المركزي الأميركي» في نوفمبر.
انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية اليوم، بحوالي 0.7% أو ما يعادل 19 دولاراً للأونصة، لتسجل الأسعار بحلول الساعة 4:10 صباحاً بتوقيت غرينتش مستويات 2729 دولاراً للأونصة، ليبتعد الذهب نحو 30 دولاراً عن ذروته التاريخية.
في الوقت نفسه، هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 0.6% وصولاً إلى مستويات 2738 دولاراً للأونصة، بعدما فقدت ما يقرب من 16 دولاراً من قيمتها.
بلغت الأسعار الفورية يوم الأربعاء الماضي ارتفاعاً قياسياً إلى 2758.37 دولار للأونصة، بينما سجلت العقود الآجلة في اليوم نفسه أعلى مستوياتها عند 2772.6 دولار للأونصة.
كانت الأسعار أنهت تعاملات يوم الجمعة على ارتفاع، لتصعد العقود الآجلة 0.2% عند مستويات 2754.6 دولار عند التسوية، بينما ارتفعت الأسعار الفورية 0.44% عند 2747.7 دولار للأونصة.
أنهت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع الماضي على ارتفاع أسبوعي بـ1%، لتسجل الارتفاع الأسبوعي الثالث عى التوالي، على الرغم من قوة الدولار الأميركي.
كما قفز الذهب 33% منذ بداية العام مع ارتفاع الطلب على استثمارات الملاذ الآمن بسبب التوتر المستمر في الشرق الأوسط، إلى جانب خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة نصف نقطة أساس.
فيما عززت الضبابية بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية الطلب على المعدن الأصفر؛ إذ تظهر استطلاعات أن المنافسة لا تزال متقاربة، وتسود حالة من عدم اليقين مع اقتراب الخامس من نوفمبر (يوم الانتخابات)، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن السباق سيكون محتدماً.
وأظهر مسح يوم الجمعة الماضي صدر عن جامعة ميتشغان، انخفاض حصة المستهلكين الذين يتوقعون فوز كامالا هاريس إلى 57% في أكتوبر من 63% في سبتمبر، مع تراجع ثقة الديمقراطيين 1% وارتفاع ثقة الجمهوريين الداعمين لدونالد ترامب 8%.
عزز من قوة الدولار وزيادة الضغط عل الذهب ارتفاع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر، مسجلة أعلى مستوى لها منذ قراءة إبريل البالغة 77.2 نقطة، بدعم من تحسن ظروف شراء السلع المعمرة، مع انخفاض أسعار الفائدة.
ازداد مؤشر ثقة المستهلكين 0.6% على أساس شهري عند 70.5 نقطة في القراءة المعدلة لشهر أكتوبر، مقابل 70.1 نقطة في سبتمبر، وخلافًا للتقدير الأولي بانخفاضها إلى 68.9 نقطة.
بينما استقرت توقعات المستهلكين للتضخم خلال الأشهر الـ12 المقبلة 2.7%، وتراجعت توقعات التضخم على المدى الطويل عند 3%، من 3.1% في سبتمبر.
في الوقت ذاته تراجعت طلبات السلع المعمرة المقدمة للمصانع في الولايات المتحدة خلال سبتمبر، حيث عوض تراجع حجوزات الطائرات التجارية زيادة الطلب على المعدات التجارية، بـ0.8% في سبتمبر، مقارنة مع توقعات انخفاضها 1%؛ ما يعزز توقعات خفض الفائدة بوتيرة أبطأ.