توقعات الذهب.. كيف تحطمت الأسعار على صخرة ترامب؟

فقدت أسعار الذهب بريقها مرة أخرى، في سيناريو امتد على طول تعاملات نوفمبر الجاري، حيث تحوم أسعار الذهب بين مستويات 2620 و2700، بعدما فشلت في اختراق مستويات الذروة السابقة، والتي سُجِّلَت قبل فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية.

منذ الخامس من نوفمبر الجاري عجزت أسعار الذهب عن تسجيل قمم تاريخية جديدة على غرار الارتفاعات القياسية التي سبقت الانتخابات الأميركية، في المقابل تحولت رهانات المتداولين صوب الدولار الذي بات أكثر قوة بفضل سياسة ترامب الحمائية التي تغذي التضخم، وتدعم بقاء أسعار الفائدة مرتفعة.

الأسعار اليوم

انخفضت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الخميس بعد صدور بيانات التضخم والبطالة الأميركية أمس الأربعاء، ورغم أن البيانات جاءت إيجابية للدولار وسلبية للمعدن الأصفر، فإن الأسواق لم تتجاوب معها إلا اليوم.

نزلت أسعار الذهب في التعاملات الفورية اليوم بنحو 8 دولارات أو ما يعادل 0.4% وصولاً إلى مستويات 2621 دولاراً للأونصة بحلول الساعة الـ4:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.

كما انخفض سعر الذهب في تداولات العقود الأميركية الآجلة تسليم شهر ديسمبر بنحو 14 دولاراً أو ما يعادل 0.5% وصولاً إلى مستويات 2625 دولاراً للأونصة.

عند نهاية تعاملات أمس، ارتفعت أسعار الذهب لليوم الثاني على التوالي، بنحو 19 دولاراً، بعد أن ارتفعت بنحو 3 دولارات يوم الثلاثاء، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر الضخمة التي تجاوزت 3% في جلسة الاثنين.

قمة الذهب

مطلع الشهر الجاري، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بعدما نجحت في تحطيم مستويات الذروة التاريخية أكثر من مرة في تداولات أكتوبر وسبتمبر.

وسجلت العقود الأميركية الآجلة مستويات ذروة تاريخية عند 2801 دولاراً للأونصة، بينما بلغ أعلى سعر للذهب في التعاملات الفورية مستويات 2790 دولاراً للأونصة.

من جهة أخرى لم تنجح أسعار الذهب في الوصول إلى تلك المستويات منذ ليلة الخامس من نوفمبر (عشية فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية)، وذلك بالتزامن مع تحول الأنظار للرهان على قوة الدولار.

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، عن فرض رسوم جمركية وتعريفات على الصين وكندا والمكسيك، ورغم حالة عدم اليقين والخوف من اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق لم ينجح الذهب في بلوغ قمته التاريخية، في حين قفز الدولار إلى أعلى مستوى خلال عامين.

بيانات مهمة

صدرت أمس مجموعة من البيانات التي جاءت إيجابية وكما يتمناها مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» الأميركي، حيث أكدت جميعها أن الاقتصاد لا يزال ينمو، والتضخم يعاند، وهو ما قد يقود البنك إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مقيدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول.

كشفت البيانات نمو مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر بما يتوافق مع التوقعات، حيث سجل المؤشر نمواً شهرياً بمعدل 0.3%، وأشارت التوقعات إلى نمو المؤشر 0.3%، وكانت القراءة السابقة للمؤشر سجلت ارتفاعاً بـ 0.3% في سبتمبر الماضي.

وعلى أساس سنوي، كشفت البيانات أيضاً عن ارتفاع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي 2.8%، وهذا يتوافق مع توقعات الأسواق التي رجحت نمو الإنفاق الاستهلاكي الأميركي إلى 2.8%، بعدما سجلت القراءة السنوية السابقة نحو 2.7% خلال سبتمبر الماضي.

كما جاءت بيانات إعانات البطالة للأسبوع المنتهي في الـ22 من نوفمبر، إيجابية، للأسبوع السادس على التوالي، مع انخفاض عدد الطلبات الجديدة إلى 213 ألفاً، وهو أقل من توقعات السوق التي كانت تشير إلى 217 ألف طلب، ويأتي هذا الانخفاض بعد تسجيل 213 ألف طلب في الأسبوع السابق، وتمت مراجعتها على نحو مرتفع إلى 215 ألف طلب خلال الفترة نفسها.

وأصدر مكتب الإحصاء الأميركي أمس بيانات القراءة الأولية للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من العام الجاري، وجاءت متوافقة مع توقعات الأسواق، حيث سجل الاقتصاد الأميركي نمواً بـ 2.9%، بما يتوافق مع توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى نمو بـ 2.8%.