توقعات الذهب.. كيف قرأت الأسواق محضر الفيدرالي؟

ارتفعت أسعار الذهب خلال التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، بعدما انسحبت قراءة المتداولين للمحضر الذي صدر أمس، على توقعات سعر الذهب اليوم، في إشارة إلى أن الأسواق فسرت محضر الفيدرالي الأخير، على أنه ينطوي على المزيد من التخفيضات.

وسعت أسعار الذهب مكاسبها لليوم الثاني على التوالي، مع انتظار المستثمرين بيانات تضخم رئيسة في الولايات المتحدة، سعياً إلى مؤشرات على المدى القريب، لخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر.

الذهب اليوم 

ارتفع الذهب في المعاملات الفورية  0.3% أو ما يعادل 8 دولارات وصولاً إلى 2641 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 5:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.

صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب، تسليم شهر ديسمبر المقبل، بنسبة 8% أو ما يعادل 20 دولاراً في الأونصة وصولاً إلى 2640.1 دولار للأونصة.

عند نهاية تعاملات أمس، ارتفعت أسعار الذهب بعدما لامست أدنى مستوى في أكثر من أسبوع بفعل تراجع الطلب على الملاذ الآمن بسبب تفاؤل حيال احتمال التوصل لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.

أنهى الذهب المعاملات الفورية على ارتفاع  0.3 بعد أن سجل أدنى مستوى منذ 18 نوفمبر في وقت سابق من الجلسة، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6%.

محضر الفيدرالي

يرى المشاركون في الاجتماع أن خفض الفائدة وتعديل موقف السياسة النقدية من شأنه أن يساعد في الحفاظ على قوة الاقتصاد وسوق العمل مع الاستمرار في تمكين المزيد من التقدم فيما يتصل بالتضخم.

توقع المشاركون أنه إذا جاءت البيانات على النحو المتوقع، مع استمرار التضخم في التحرك نحو الانخفاض بشكل مستدام إلى 2% وبقاء الاقتصاد بالقرب من الحد الأقصى للتشغيل، فمن الراجح أن يكون من المناسب التحرك تدريجياً نحو سياسة نقدية أكثر حيادية بمرور الوقت.

أشار أعضاء الفيدرالي الأميركي إلى أن قرارات السياسة النقدية لا تمضي وفقاً لمسار محدد مسبقاً ومشروطة بتطور الاقتصاد والآثار المترتبة على التوقعات الاقتصادية وتوازن المخاطر؛ وشددوا على أنه سيكون من المهم للجنة أن توضح هذا الأمر أثناء تعديل موقفها من السياسة النقدية.

في مناقشة وضع السياسة النقدية في الاستجابة للتغيرات المحتملة في توازن المخاطر، أشار بعض أعضاء الفيدرالي الأميركي إلى أن اللجنة قد تتوقف مؤقتاً عن تخفيف أسعار الفائدة وتبقيها عند مستوى مقيد إذا ظل التضخم مرتفعاً.

لاحظ أعضاء الفيدرالي الأميركي أيضاً أن حالة عدم اليقين بشأن مستوى سعر الفائدة المحايد قد أدت إلى تعقيد تقييم درجة تقييد السياسة النقدية، وفي رأيهم، جعلت من المناسب خفض الفائدة بشكل تدريجي.

ما تراقبه السوق؟

يراقب المتداولون حالياً دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، حيز التنفيذ، إذ يعتبر الذهب استثماراً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، مثل الحروب التجارية والصراعات الأخرى.

وسوف يراقب المتداولون من كثب بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي وطلبات إعانة البطالة والمراجعة الأولى للناتج المحلي الإجمالي، المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم.

من المتوقع أن تلعب هذه التقارير دوراً محورياً في تشكيل التوقعات بشأن ما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيمضي قدماً في خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، إذ يقلل خفض أسعار الفائدة من التكلفة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.

ووفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي.إم.إي» تتوقع الأسواق حالياً بنسبة 63% خفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر.

تعريفات ترامب

تعززت جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن، بعدما تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية كبيرة على كندا والمكسيك والصين، أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى إشعال حروب تجارية.

التعريفات الجمركية تثير مجموعة من الشكوك، من بينها خطر ارتفاع التضخم، وهو ما قد يحد من إمكانية خفض أسعار الفائدة ويؤثر سلباً على أسعار الذهب.

رغم أن سكوت بيسنت مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لحقيبة الخزانة الأميركية، يرى أن الرسوم التجارية هي أداة للسياسة الخارجية، إلا أنه أعلن تأييده لبقاء الدولار قوياً وكذلك لسياسة التعريفات الجمركية.