سجلت العقود الآجلة للنحاس الأميركي مستوى قياسياً اليوم الأربعاء، حيث اتسعت الفجوة بينها وبين الأسعار في بورصة لندن وسط رهانات متزايدة على مستوى الرسوم الجمركية التي قد يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المعدنـ، بحسب رويترز.
وارتفعت العقود الآجلة الأكثر نشاطاً للنحاس تسليم مايو في بورصة «كومكس» الأميركية 1.4% إلى 5.283 دولار للرطل، بعدما بلغت مستوى قياسياً عند 5.374 دولار.
وأفادت وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تفرض رسوماً جمركية على واردات النحاس خلال الأسابيع المقبلة، قبل الموعد النهائي لاتخاذ القرار.
وكان ترامب وجّه وزارة التجارة الأميركية الشهر الماضي، بفتح تحقيق بشأن الرسوم المحتملة، حيث يتقدم هذا الإجراء بوتيرة أسرع من المتوقع، وفقاً للتقرير.
في المقابل، تراجع النحاس القياسي لثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن «إل إم إي» 1.7% إلى 9942 دولاراً للطن المتري عند الساعة 10:41 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل 10164.5 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 7 يونيو خلال الساعات الأولى من التداول.
واتسعت الفجوة السعرية بين النحاس في «كومكس» وسعره في بورصة لندن إلى مستوى قياسي، حيث تجاوزت 1700 دولار للطن لعقود مايو، وأكثر من 2000 دولار لعقود ديسمبر.
قال رئيس الأبحاث في «أمالغاميتد ميتال تريدينغ» دان سميث: «يُقدّر السوق الآن احتمال فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 25% على النحاس بنحو 80%. لذا، لم يتم تسعير هذا الاحتمال بالكامل بعد، لكنه بات مرجحاً بشكل متزايد».
وقبل شهر، أمر الرئيس الأميركي بإجراء تحقيق حول فرض رسوم جمركية جديدة على واردات النحاس، في خطوة تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي لهذا المعدن.
ورغم أن التحقيق قد يستغرق تقنياً ما يصل إلى تسعة أشهر، إلا أن وكالة «بلومبرغ»، نقلاً عن مصادر مطلعة، أفادت بأن الرسوم الجمركية الأميركية على النحاس قد تُفرض في غضون أسابيع.
جدير بالذكر أن الرسوم الأميركية بنسبة 25% على منتجات الصلب والألمنيوم دخلت حيز التنفيذ في أوائل مارس، كما أعلن ترامب أن «الرسوم الجمركية المتبادلة» التي تهدف إلى مواءمة التعريفات الأميركية مع تلك المفروضة من قبل دول أخرى، ستُطبق اعتباراً من 2 أبريل.
ومع اعتماد الولايات المتحدة على الاستيراد لتلبية نحو 40% من احتياجاتها من النحاس، معظمها من تشيلي وكندا، يتركز الاهتمام حالياً على تأمين الإمدادات الأميركية تحسباً لأي قرار، وسط مخاوف من أن تؤدي محاولات إعادة توجيه المعدن من مناطق استهلاكية أخرى إلى تشديد السوق.
تراجعت المخزونات المتاحة من النحاس في بورصة لندن إلى 111 ألف طن منذ منتصف فبراير، لكن الفارق بين السعر الفوري وعقد الثلاثة أشهر ظل منخفضاً، ما يشير إلى عدم وجود نقص حاد في الإمدادات الفورية.
على صعيد الإنتاج، أعلنت شركة «غلينكور» حالة القوة القاهرة على شحنات النحاس من مصهر «ألتونورتي» في تشيلي، حيث تم تعليق الإنتاج، وفقاً لمصدرين صناعيين تحدثا إلى «رويترز».
أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد استقر سعر الألمنيوم في بورصة لندن عند 2608.50 دولار للطن، بينما تراجع الرصاص بنسبة 0.6% إلى 2072 دولاراً. وأظهرت البيانات اليومية للبورصة عمليات إلغاء كبيرة لمخزونات هذين المعدنين من المستودعات المسجلة.
كما انخفض الزنك 0.9% إلى 2943.50 دولار، وتراجع القصدير 0.2% إلى 34955 دولاراً، في حين استقر النيكل عند 16150 دولاراً للطن.