شهدت العقود الآجلة لخام الحديد تراجعاً ملحوظاً، مع انخفاض الأسعار للأسبوع الثاني على التوالي نتيجة انحسار الطلب في الصين، على الرغم من الدعم المحدود الناتج عن تخزين ما قبل العطلات وتحفيز حكومي مُعلن.
ويُعد خام الحديد مكوناً أساسياً في صناعة الصلب، وعندما تُقلّص الصين، أكبر منتج للصلب في العالم، استهلاكها، تُحدث تأثيرات واسعة في السوق العالمية، فقد تراجع عقد خام الحديد لشهر مايو في بورصة داليان للسلع بنسبة 1.79% ليصل إلى 766 يواناً للطن المتري، بينما انخفض السعر لشهر يناير في سنغافورة بنسبة 1.17% ليصل إلى 99.60 دولار للطن.
يتزامن ذلك مع انخفاض بنسبة 0.7% في متوسط الإنتاج اليومي من الحديد الخام الساخن ليصل إلى 2.28 مليون طن، وهو أدنى مستوى منذ أواخر سبتمبر.
ويرى محللو مجموعة «فيرست فيوتشرز» أن هذا الانخفاض يرجع إلى أعمال الصيانة والتقليص الاستراتيجي للإنتاج في مصانع الصلب الصينية. وعلى الرغم من أن تخزين المواد قبل عطلة رأس السنة الصينية يوفر بعض الدعم للسوق، إلا أنه لا يكفي لمواجهة التراجع الأوسع الناتج عن ضعف الظروف السوقية.
كما أن منتجات الصلب مثل حديد التسليح واللفائف المدرفلة على الساخن في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة قد سجلت خسائر إضافية، بينما تراجعت أرباح منتجي الصلب بنسبة 83.7% لتصل إلى 7.86 مليار يوان خلال الأشهر الـ 11 الماضية.
التباطؤ الحالي في الطلب الصيني على خام الحديد والصلب يُلقي بظلاله على الأسواق العالمية. ومع تقليص مصانع الصلب الصينية إنتاجها، تتأثر سلاسل الإمداد العالمية؛ مما يُثير قلق المستثمرين.
وبينما يوفر التخزين المحلي قبل عطلة رأس السنة الصينية بصيص أمل، يبقى السوق هشاً. وتُعد مراقبة تأثير الجهود التحفيزية الإضافية للحكومة الصينية عاملاً حاسماً لتحديد مسار الأسواق في الأشهر المقبلة.
يُظهر التراجع في الطلب الصيني على المواد الخام الأساسية، مثل خام الحديد، التحديات الاقتصادية الأوسع التي تواجهها البلاد مع تباطؤ معدلات النمو. لهذا تأثيرات كبيرة على التجارة العالمية والاستقرار الاقتصادي، ولا سيما في القطاعات المعتمدة على السلع الأساسية.
ومع ظهور مؤشرات تباطؤ اقتصادي في الصين، أكبر مستهلك للمواد الخام، يتعين على الدول والشركات العالمية الاستعداد لتحولات محتملة في الطلب والأسعار قد تُعيد تشكيل ديناميكيات السوق في عام 2025.