شهدت الأسواق العالمية هذا الأسبوع تحركات متباينة في أسعار السلع الأساسية، حيث ارتفعت أسعار القهوة إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1977، فيما تراجعت أسعار الذهب، وحافظ النحاس على استقرار نسبي.
سجلت أسعار القهوة ارتفاعاً كبيراً، حيث بلغت أسعار أرابيكا في تداولات الجمعة 335 سنتاً للرطل، بزيادة نحو 75% منذ بداية العام. وأرجع المحللون هذا الارتفاع إلى مخاوف بشأن الإنتاج في البرازيل، بسبب جفاف غير مسبوق هذا الصيف، إلى جانب تزايد الاضطرابات المناخية.
وأشار كارستن فريتش، المحلل في «كوميرزبانك»، إلى أن هذه الزيادة مرتبطة بشكل أساسي بالقلق من حصاد العام المقبل. وأضاف أن الأحداث المناخية المتطرفة، مثل موجات الحرارة والصقيع، أصبحت أكثر شيوعاً في البرازيل، ما يزيد من تقلب الأسعار.
من جهته، ذكر أولي هانسن، المحلل في «ساكسوبنك»، أن القهوة تُزرع في مناطق محدودة بالمناطق الاستوائية، ما يجعلها عرضة لتغيرات الطقس، مضيفاً أن التوترات الجيوسياسية، مثل الاضطرابات في النقل البحري بالبحر الأحمر، زادت من دعم أسعار السلع الأساسية.
تراجعت أسعار الذهب هذا الأسبوع، بسبب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، ما قلل من الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
على الرغم من ذلك، فإن استمرار التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك ضربات جوية إسرائيلية على جنوبي لبنان والعملية العسكرية في غزة، ساعد في الحد من التراجع الكبير.
وبلغ سعر أونصة الذهب الجمعة 2,656.70 دولاراً، منخفضاً من 2,716.19 دولارًا قبل أسبوع. كما ساهم ضعف الدولار في دعم الذهب جزئيًا، حيث زادت التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة في ديسمبر.
أما أسعار النحاس، فقد توقفت عن التراجع هذا الأسبوع مع بقائها قريبة من 9,000 دولار للطن. وأوضح محللو «يو بي إس» أن السياسات الأميركية الجديدة، مثل الرسوم الجمركية والتوجهات نحو الطاقة المتجددة، أثرت سلبًا في الأسعار.
على الرغم من ذلك، يُتوقع أن تؤدي التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة إلى زيادة الطلب على النحاس، مع عجز متوقع في المعروض يبلغ 250 ألف طن بحلول عام 2025.
سجلت أسعار النحاس الجمعة 9,023 دولاراً للطن، مقارنة بـ8,968 دولاراً في الأسبوع السابق.