ورغم تكبد الذهب خسائر حادة تجاوزت الـ 50 دولارا في الأوقية أمس، إلا أنه نجح بتحقيق مكاسب للشهر الثالث على التوالي.
إذا سمعنا ميلاً متشدداً من رئيس الاحتياطي الفيدرالي فقد تواجه أسعار الذهب اختباراً لبعض مستويات الدعم الرئيسة على الجانب السلبيتيم ووتر كبير محللي السوق في "كيه سي إم تريد"
وخلال التعاملات المبكرة، اليوم فقد الذهب مستويات الدعم الرئيسة عند 2300 دولار للأوقية، مبتعداً عن ذروته التاريخية التي سجلها في 12 أبريل الماضي قرب الـ2450 دولاراً، فاقداً ما يقرب من 150 دولاراً.
وانخفضت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم يونيو بحوالي 0.5%، أو ما يعادل 10 دولارات، نزولاً إلى مستويات قرب الـ2290 دولاراً للأوقية.
وفي التداولات الفورية، تراجعت أسعار التسليم الفوري للذهب 0.4% أو ما يعادل 5 دولارات في الأوقية نزولاً إلى مستويات قرب الـ2280 دولاراً للأوقية.
انخفضت أسعار الذهب، خلال تعاملات اليوم، إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية مارس، بضغط من مخاوف عودة الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، لكنها سجلت مكاسب شهرية.
من المحتمل حدوث تراجع موسمي في الطلب على الذهب خلال منتصف عام 2024سيتي بنك
وعند نهاية تعاملات أمس الثلاثاء، تراجعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو 2.38%، أو ما يعادل 54.8 دولار، لتصل إلى 2302.9 دولار للأوقية.
وفي الوقت ذاته، انخفضت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب 1.66%، لتصل إلى 2296.82 دولار للأوقية، لكن الذهب سجل مكاسب شهرية بنسبة 2.9% أو ما يعادل 64.5 دولار.
وفي غضون ذلك، كان مؤشر الدولار الأميركي ارتفع 0.3%، مما يجعل المعدن الأصفر المسعر بالعملة الأميركية أقل جاذبية بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
ويرى كبير محللي السوق في شركة "كيه سي إم تريد" تيم ووتر أنه وعلى المدى القصير، يواجه الذهب بعض التحديات؛ نظراً إلى الجدول الزمني المتأخر المحتمل لخفض أسعار الفائدة.
وقال: "إذا سمعنا ميلاً متشدداً من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، فقد تواجه أسعار الذهب اختباراً لبعض مستويات الدعم الرئيسة على الجانب السلبي".
وكتب محللو "سيتي بنك"، في مذكرة: "من المحتمل حدوث تراجع موسمي في الطلب على الذهب خلال منتصف عام 2024، ولكن اتجاه الاستهلاك الأقوى عبر بنك الشعب الصيني يدعم الحد الأدنى لسعر الذهب".
هناك بعض المخاطر بالتراجع مع احتمال أن يتبنى الاحتياطي الاتحادي لهجة متشددة في السياسة النقديةكايل رودا
وقال محلل أسواق المال في "كابيتال دوت كوم" كايل رودا: "أرى أننا بدأنا نرى أسعار الذهب تعود إلى تلك المستويات الأساسية، فالدولار يصعد وعوائد السندات ترتفع بعد انحسار مخاطر جيوسياسية".
وأضاف: "هناك بعض المخاطر بالتراجع مع احتمال أن يتبنى الاحتياطي الاتحادي لهجة متشددة في السياسة النقدية وهو ما قد يكبد الذهب مزيدا من الخسائر".
وقال رودا: "إذا كان هناك احتمال أن يؤدي الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة تسعير طفيفة للاحتمالات الكبيرة لخفض أسعار الفائدة، أو على الأقل أكثر مما هو متوقع حاليا في السوق، فإن ذلك سيكون داعما للغاية لأسعار الذهب".
وزادت المخاوف من تعثر خطط تخفيف السياسة النقدية هذا العام، بعدما أظهرت البيانات أمس أن تكلفة العمالة -مقياس للأجور- في الولايات المتحدة، ارتفعت 1.2% في الربع الأول، مقارنة بتوقعات أشارت لارتفاعها 1% وفقا لرودا.
زادت المخاوف من تعثر خطط تخفيف السياسة النقدية هذا العامكايل رودا
ووفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لـ"سي.إم.إي"، يتوقع المتعاملون حاليا خفضا واحدا لسعر الفائدة هذا العام ويرجحون حدوثه في نوفمبر، في ظل بيانات تشير إلى تضخم عنيد والخطاب المتشدد من مسؤولي الاحتياطي الاتحادي ومنهم رئيسه جيروم باول.
وتترقب الأسواق اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي، الذي بدأ أمس ويختتم اليوم الأربعاء، وكذلك بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها يوم الجمعة المقبل.
ومن المتوقع أن يبقي الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة القياسي دون تغيير في نطاق بين 5.25 و5.5 % في نهاية اجتماع اليوم، بيد أن الأسواق ستراقب عن كثب تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول لمعرفة توجهات البنك في الفترة المقبلة.