وتراجعت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي اليوم الأربعاء مع ارتفاع مخزونات الخام وإنتاجه بالولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى جانب احتمال قائم رغم التصعيد، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.
وحذرت الأمم المتحدة من أن هجوما إسرائيليا على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة يلوح "في الأفق القريب"، وناشد أنطونيو جوتيريش -الأمينُ العام للمنظمة- الدولَ صاحبةَ النفوذ لدى إسرائيل "ببذل كل ما في وسعها" لمنع أي هجوم إسرائيلي على رفح.
وفي الوقت ذاته توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء بالمضي في الهجوم الذي يهدد بتنفيذه منذ فترة طويلة على رفح بصرف النظر عن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث مقترح لوقف القتال وإعادة الرهائن الإسرائيليين.
المفاوضات الجارية من أجل وقف محتمل لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس خففت علاوة المخاطر الجيوسياسية بأسعار النفطيب جون رونغ
وخلال التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو 60 سنتا بما يعادل 0.65%، نزولا إلى مستويات دون الـ 86 دولارا للبرميل.
وفي الوقت ذاته تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة للتسليم في يونيو 65 سنتا أو0.8% نزولا إلى مستويات قرب الـ 81 دولارا للبرميل.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يونيو بحوالي 54 سنتا، أو ما يعادل 0.6% نزولا إلى مستويات عند التسوية 87.86 دولار للبرميل، بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء.
وتراجعت عقود شهر يوليو الأكثر تداولا لخام برنت 87 سنتا إلى 86.33 دولار عند التسوية، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 70 سنتا، أو 0.9% نزولا إلى مستويات 81.93 دولار للبرميل.
وفي الوقت ذاته تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لأقرب شهر استحقاق بأكثر من 1% بنهاية تعاملات اول أمس الاثنين.
المخاوف بشأن الطلب أثرت أيضا في المعنويات، إذ انخفضت علاوات الديزل وزيت التدفئة على النفط الخام إلى أدنى مستوى لها منذ أشهرإيه إن زد (ANZ)
وزادت مخزونات النفط الخام الأميركية الأسبوع الماضي بمقدار 4.906 مليون برميل، في حين انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، وذلك وفقا لمصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء.
وفي الوقت ذاته تراقب الأسواق قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وما سيمنحه رئيسه من تلميحات بشأن مستقبل الفائدة التي يدعم استمراراها مرتفعة قوة الدولار، وهو الأمر السلبي للسلع المقومة بالعملة الأميركية.
وقالت إدارة معلومات الطاقة: "إن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع إلى 13.15 مليون برميل يوميا في فبراير مقارنة مع 12.58 مليون برميل يوميا في يناير، في أكبر زيادة شهرية منذ أكتوبر 2021".
وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة ارتفاع ارتفعت صادرات الولايات المتحدة إلى 4.66 مليون برميل يوميا من 4.05 مليون برميل يوميا في نفس الفترة.
ارتفاع الدولار وسط توقعات برفع أسعار الفائدة على المدى الطويل يزيد من تكلفة النفط بالنسبة لأولئك الذين يحملون عملات أخرىتينا تنغ
وقال محللو إيه إن زد (ANZ) في مذكرة بحثية: "المخاوف بشأن الطلب أثرت أيضا في المعنويات، إذ انخفضت علاوات الديزل وزيت التدفئة على النفط الخام إلى أدنى مستوى لها منذ أشهر".
وأوضح محللو إيه إن زد (ANZ) نقلًا عن بيانات من إدارة معلومات الطاقة أن متوسط الاستهلاك لـ4 أسابيع في الولايات المتحدة يقترب من متوسط أدنى مستوى موسمي في السنوات الـ5 الماضية.
وترى محللة أسواق النفط تينا تنغ، أن التضخم الثابت في الولايات المتحدة يثير مخاوف بشأن أسعار الفائدة الأعلى لمدة أطول، ما يؤدي إلى ارتفاع الدولار الأميركي ويضغط على أسعار السلع الأساسية والنفط".
وقالت تنغ: "ارتفاع الدولار وسط توقعات برفع أسعار الفائدة على المدى الطويل يزيد من تكلفة النفط بالنسبة لأولئك الذين يحملون عملات أخرى، لأن السلع مقومة بالعملة الأميركية وعليه ترتفع تكاليف النقل والشراء والتأمين".
الأسواق تترقب لهجة متشددة من الفيدرالي قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا الأسبوعتوني سيكامور
ويرى المحلل لدى آي جي بنك، يب جون رونغ، أن المفاوضات الجارية من أجل وقف محتمل لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس دفعت المشاركين في السوق إلى مزيد من التخفيف من علاوة المخاطر الجيوسياسية بأسعار النفط.
وقال رونغ: "إن إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لمدة أطول قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الدولار الأميركي، في حين يضع أيضًا بعض المخاطر على توقعات الطلب على النفط".
وفي الوقت ذاته قال محلل السوق في آي جي بنك توني سيكامور: "الجهود المكثفة للتوسط في وقف إطلاق النار بغزة أدت إلى تخفيف التوترات الجيوسياسية وأسهمت في تراجع أسعار النفط بعدما قال مسؤول من حماس "إن وفدا من الحركة سيزور القاهرة، لإجراء محادثات سلام".
وإضافة إلى الحرب لفت سيكامور إلى ترقب أسواق النفط أيضًا مراجعة سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في الأول من مايو، وقال: "الأسواق تترقب لهجة متشددة من الفيدرالي قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اليوم".