يأتي ذلك بينما تتوالى الإشارات بشأن قرب تحول السياسة النقدية للبنك المركزي الاوروبي، حيث أكد أعضاء البنك أن اجتماع يونيو المقبل قد يشهد أول خفض لأسعار الفائدة بعد ارتفاعها لذروة 21 عاما.
يجب على صانعي السياسات النظر بعناية شديدة في البيانات الاقتصادية لأن هناك خطر التيسير قبل الأوانإيزابيل شنابل
وتترقب الأسواق اليوم الجمعة بيانات التضخم عن شهر أبريل في منطقة اليورو، وسط توقعات باستقرار التضخم السنوي عند 2.4%.
وبحسب توقعات المحللين في ستاندرد أند بورز غلوبال، من المرجح أن يتباطأ التضخم الأساسي في منطقة اليورو من 1.1% خلال مارس إلى 0.7% خلال أبريل.
وفي تصريحات معدة للنشر مسبقا، ذكرت إيزابيل شنابل، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، اليوم الجمعة، أن" المركزي الأوروبي قد يخفض أسعار الفائدة في شهر يونيو المقبل".
وفي الوقت ذاته، قالت شنابل: "يجب على صانعي السياسات النظر بعناية شديدة في البيانات الاقتصادية لأن هناك خطر التيسير قبل الأوان".
وأضافت شنابل: "كلما اقتربنا من مستوى تضخم محايد محتمل، ( والذي قد يكون أعلى بكثير من 2%)، يحتاج المركزي الأوروبي إلى التحرك بحذر أكبر".
كلما اقتربنا من مستوى تضخم محايد محتمل (الذي قد يكون أعلى بكثير من 2%) يحتاج المركزي الأوروبي إلى التحرك بحذر أكبرإيزابيل شنابل
وأكدت شنابل أن صانعي السياسة النقدية لا يمكنهم الالتزام مسبقا بأي مسار سعر فائدة معين بسبب عدم اليقين المرتفع للغاية، حيث أكدت البيانات الاقتصادية الأخيرة أن الميل في مكافحة التضخم هو الأكثر صعوبة.
وذكرت شنابل: "خفض معدل الفائدة باجتماع يونيو المقبل سيعتمد على البيانات الاقتصادية الواردة، وسيكون مسار خفض الفائدة لدى المركزي الأوروبي بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية في شهر يونيو أكثر غموضا".
وفي غضون ذلك، قال أولي رين، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي: "من المتوقع أن يخفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، إذا استمرت الثقة في أن التضخم يقترب من هدفه البالغ 2% بطريقة مستدامة في تعزيزها".
وأشار عضو المركزي الأوروبي ماديس مولر إلى أن خفض أسعار الفائدة من قبل المركزي الأوروبي في اجتماع يونيو المقبل أمر محتمل جدا، لكن تحركات البنك بعد ذلك ستكون أكثر تعقيدا.
خفض أسعار الفائدة من قبل المركزي الأوروبي في اجتماع يونيو المقبل أمر محتمل جدا، لكن تحركات البنك بعد ذلك ستكون أكثر تعقيداماديس مولر
مقارنة بالفيدرالي
وفي الوقت ذاته، قال عضو المركزي الأوروبي ومحافظ البنك الوطني البلجيكي، بيير وونش: "أول تخفيض لأسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس أمر منتهٍ، وهذا هو الجزء السهل، ولكن الخفض سيكون أبطأ مقارنة بتخفيف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لسياسته النقدية".
وأوصى وونش بضرورة المضي قدما بشكل تدريجي وليس بسرعة كبيرة فيما يتعلق بخفض الفائدة، كما أكد على أهمية الامتناع عن التزام البنك المركزي الأوروبي بأسعار الفائدة في اجتماع يونيو.
وأشار وونش إلى أن البنك المركزي الأوروبي يبدأ سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة، مما يزيد من توقعات السوق في وقت يجب أن يظل فيه صانعو السياسة حذرين لأنه من غير المؤكد معرفة أين ستنتهي معدلات الفائدة.
وقال وونش: "استمرار بيئة الأسعار المرتفعة في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة بوتيرة أبطأ".
استمرار بيئة الأسعار المرتفعة في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة بوتيرة أبطأبيير وونش
وبحسب نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية بشهر أبريل الماضي للمركزي الأوروبي، ذكر تقرير البنك أنه قد يكون في وضع يسمح ببدء تخفيف السياسة في اجتماع يونيو.
وقال الأعضاء: "خفض الفائدة إذا أكدت البيانات المستقبلية التي سيتم تلقيها بحلول ذلك الوقت توقعات التضخم على المدى المتوسط التي أشارت إليها توقعات مارس".
وهناك إجماع واسع النطاق بين الأعضاء على الانتظار حتى اجتماع المركزي الأوروبي القادم لرؤية المزيد من الأدلة واكتساب الثقة الكافية في عودة التضخم بالوقت المناسب وبشكل مستدام إلى الهدف.