هل يسترد ذروته التاريخية؟. الذهب يقفز 13% منذ بداية العام

ارتفعت أسعار الذهب نحو 13% منذ بداية العام الجاري، مع ارتفاع آمال خفض الفائدة منذ يناير، وتصاعدت حدة التوترات الجيوسياسية، وعمليات شراء كبيرة للبنوك المركزية للمعدن الأصفر، والتي نجحت في دفع الأسعار إلى تسجيل قمة جديدة أعلى 2450 دولاراً للأونصة، قبل أن يتخلى المعدن الأصفر عن جزء من مكاسبه ويتراجع من أعلى مستوياته، مكتفياً بتحقيق 266 دولاراً خلال النصف الأول من العام 2024. 

 

  ماذا حدث؟

أنهت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تعاملات أمس الجمعة، نهاية النصف الأول من العام 2024، عند مستويات 2337 دولاراً للأونصة للعقود الآجلة تسليم شهر أغسطس. وكان الذهب استهل تعاملات العام الجاري عند مستويات 2071 دولاراً للأونصة ليرتفع أكثر من 266 دولاراً بزيادة بلغت   12.84%. 

وعلى الصعيد ذاته، ارتفعت الأسعار الفورية للمعدن الأصفر 12.5%، لتغلق عند مستويات 2325 دولارا مقابل 2.064 دولار مطلع تعاملات الجاري.

ما يقود السوق

دعم ارتفاعات الذهب قاد إلى تحسن بيانات التضخم الأميركي خلال الشهرين الماضيين بعد  التعثر في الربع الأول من العام الجاري؛ وهو ما عزز المعنويات بشأن خفض وشيك لأسعار الفائدة.

وأظهرت بيانات صدرت، أمس، الجمعة تباطؤ مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى 2.6% على أساس سنوي، خلال مايو، مقابل 2.7%.

كما عزز من صعود الأسعار اتجاه الصين إلى زيادة احتياطياتها من الذهب لمدة 18 شهراً متتالياً، بينما أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن بنك الشعب الصيني أن حيازاته ظلت ثابتة في مايو.

إلى ذلك، أظهر مسح أجراه مجلس الذهب العالمي، أن المزيد من المصارف المركزية قد تزيد احتياطياتها من الذهب في غضون 12 شهراً، في إطار سياسة التحوط من التضخم، واستمرار التوترات الجيوسياسة في العالم.

الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر تراجعت إلى 64%

"فيدووتش"

الأعلى إطلاقا

فقد الذهب خلال تداولات العام الجاري أعلى مستوياته على الإطلاق، والتي سجلها في 20 يونيو الماضي، حينما بلغ ذروة تاريخية جديدة أعلى مستويات 2450 دولارا.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة خلال تداولات 12 شهراً بنحو 21%، فيما لامس المعدن الأصفر أعلى مستوياته عند 2454 دولاراً.

وارتفعت أسعار الذهب في العقود الفورية خلال عام كامل، بأكثر من 21%، بينما بلغت أعلى مستوياتها عند 2436 دولاراً للأونصة.

الخسارة الأولى

تحولت أسعار العقود الآجلة للذهب إلى الارتفاع خلال تعاملات الجمعة، مع تقييم بيانات اقتصادية أظهرت تباطؤ الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، لكنه سجل أول خسائر شهرية منذ فبراير.

وعند التسوية، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس 0.15% أو ما يعادل 3 دولارات ليغلق عند مستويات عند 2337 دولارا للأوقية.

في غضون ذلك، نجح الذهب في تسجيل مكاسب أسبوعية طفيفة قدرها 0.35%، وانخفض خلال تداولات شهر يونيو 0.25%، بينما ارتفع خلال تعاملات الربع الثاني بما يقرب من 5% .

 الذهب أمس

ارتفعت العقود الآجلة للذهب، تسليم أغسطس عند نهاية تعاملات أمس الجمعة 0.1%، لتغلق عند مستويات 2337.6 دولار للأونصة، كما ارتفع سعر عقود التسليم الفوري للذهب إلى مستويات 2327.26 دولار للأونصة، بزيادة طفيفة لم تتجاوز 0.15% أو ما يعادل نحو 2 دولار في الأونصة، بينما كانت أسعار الذهب أنهت تعاملات الخميس الماضي على ارتفاع بأكثر من 23 دولارا  لتسجل الصعود الأول بعد 3 جلسات متتالية الهبوط.

المزيد من المصارف المركزية قد تزيد احتياطياتها من الذهب في غضون 12 شهراً، في إطار سياسة التحوط 

"مجلس الذهب العالمي"

تسعير الفائدة

تراهن الأسواق حاليا بـ 64%  على قيام الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى في سبتمبر، وفقا لأداه تتبع الفائدة "فيد ووتش".

وقالت خدمة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي.إم.إي": "إن الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر تراجعت إلى 64 % من 71 % تقريباً قبل قرار "الفيدرالي" الأميركي الأخير بالابقاء على أسعار الفائدة".

و تشير توقعات أداة "فيد واتش" إلى أن الأسواق تسعر عملية أو عمليتي خفض لمعدلات الفائدة الأميركية على الأكثر هذا العام، مقارنة بست عمليات خفض كانت متوقعة في يناير الماضي.

ويعزز خفض أسعار الذهب من الإقبال على اقتناء السبائك الذهبية تزامناً مع تراجع الدولار؛ ما قد يقود الذهب لاختبار قمته التاريخية السابقة، وتسجيل مستويات قياسية جديدة.