الدولار يقفز لذروة 8 أسابيع مستقوياً بـ"صقور الفيدرالي"

ارتفع مؤشر الدولار الأميركي في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، إلى أعلى مستوياته منذ نهاية أبريل الماضي، مستمداً قوته من التصريحات المتشددة من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددين (الصقور).

ويأتي ارتفاع مؤشر الدولار قبل ساعات من صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمراقبة التضخم.

الدولار اليوم

ارتفع مؤشر الدولار الأميركي اليوم الجمعة، 0.2% مقابل سلة من 6 عملات رئيسة إلى مستويات 106.13 نقطة وهي الأعلى للمؤشر منذ إغلاق يوم 30 أبريل الماضي.

وأنهى مؤشر الدولار تعاملات أمس الخميس، على ارتفاع في حدود 0.35% عند مستويات 105.91 نقطة مدعوماً بتصريحات العديد من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

وفي الوقت ذاته ارتفع العائد على الأموال الفيدرالية، ليرتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 0.02 نقطة إلى 4.31%.

هناك سيناريوهات محتملة قد تتطلب خفض الفائدة أكثر، أو عدم خفضها إطلاقاً، أو حتى زيادتها، سأعتمد على البيانات والظروف الموجودة على الأرض في اتخاذ قراراتي

رافاييل بوستيك عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي 

سبب كاف للصبر

قال عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بولاية أتلانتا، رافاييل بوستيك "تشير بيانات الناتج المحلي الإجمالي وسوق العمل إلى تباطؤ منظم في النشاط الاقتصادي من شأنه أن يوازن بين العرض والطلب، ويخفض التضخم".

وأضاف بوستيك "نريد أن نكون على يقين تام من أن التضخم سيعود إلى 2% قبل التخفيض الأول الذي يجب أن ينظر إليه على أنه الأول في سلسلة التخفيضات، وهذا سبب كاف للصبر حتى نهاية العام".

وقال بوستيك في خطاب "هناك سيناريوهات محتملة قد تتطلب خفض الفائدة أكثر، أو عدم خفضها إطلاقاً، أو حتى زيادتها، سأعتمد على البيانات والظروف الموجودة على الأرض في اتخاذ قراراتي".

وتابع بوستيك "لا يزال التضخم مصدر القلق الرئيس لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ومن المرجح أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة في الربع الرابع من العام مع تحرك التضخم في الاتجاه الصحيح".

وأضاف بوستيك "أتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بأربعة تخفيضات بمقدار ربع نقطة مئوية خلال عام 2025، وسيستمر البنك باتخاذ خطواته على مسار طويل الأجل".

تشدد لفترة أطول

وقالت عضو ببنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليزا كوك، في المؤتمر الاقتصادي في نيويورك "(الفيدرالي) سيواصل جهوده الرامية لكبح التضخم، بالرغم من البداية المتقلبة بعام 2024".

وأضافت كوك "في وقت ما، سيكون من المناسب خفض أسعار الفائدة، حيث إن السياسة النقدية الحالية في وضع جيد بما يوائم التوقعات الاقتصادية".

وأوضحت عضو "الفيدرالي" كوك أن ارتفاع توقعات التضخم سيستدعي إبقاء الاحتياطي "الفيدرالي" الأميركي على سياسته المتشددة لفترة أطول.

ولفتت كوك إلى أن موعد تعديل بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية سيعتمد على البيانات الاقتصادية الواردة ومدى تناسقها مع التوقعات، إلى جانب توازن المخاطر.

في حال تراجع التضخم بشكل أبطأ من المتوقع، فإنه يجب على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أن يترك الفائدة أعلى كما هي دون تغيير لفترة أطول.

ماري دالي، عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي

وقت غير مناسب

وأوضحت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ميشيل بومان، أن الاحتياطي"الفيدرالي" لم يصل بعد إلى المستوى الذي يكون فيه من المناسب خفض أسعار الفائدة.

وقالت بومان "إذا أظهرت البيانات أن التضخم يتحرك بشكل مستدام إلى مستوى 2%، فسوف يصبح من المناسب خفض أسعار الفائدة تدريجياً".

 وأضافت بومان "من المتوقع أن يظل التضخم في الولايات المتحدة مرتفعاً لبعض الوقت، حيث لا نزال نرى عدداً من مخاطر التضخم الصعودية".

وقالت بومان "قد تقوم البنوك المركزية الأخرى بتخفيف السياسة النقدية (خفض أسعار الفائدة) عاجلاً أو بسرعة أكبر من بنك الاحتياطي الفيدرالي".

ترك الفائدة 

إلى ذلك قالت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في ولاية سان فرانسيسكو"، ماري دالي: "تعتبر بيانات التضخم الأخيرة أكثر تشجيعاً، ولكن من الصعب معرفة ما إذا كنا نسير على الطريق الصحيح نحو استقرار الأسعار المستدام".

وأضافت دالي: "(الفيدرالي) الأميركي أحرز الكثير من التقدم في ما يتعلق بالتضخم، لكن لا يزال هناك المزيد من العمل يتعين علينا القيام به".

وأكدت دالي في تصريحات معدة للنشر على أنه في حال تراجع التضخم بشكل أبطأ من المتوقع، فإنه يجب على "الفيدرالي" الأميركي أن يترك الفائدة أعلى كما هي دون تغيير لفترة أطول.