وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأحد، وبينما تتعطل الأسواق للإجاز الأسبوعية، تقف الليرة التركية قرب عتبة الـ 20 ليرة للدولار كأدنى مستوى على الإطلاق.
في حالة فوز أردوغان، فمن المحتمل جدًا أن تنهار الليرة التركية في غضون أشهرمايك هاريس
يتم تداول الليرة حاليًا عند أدنى مستوياتها القياسية، عند 19.6 مقابل الدولار الأميركي - ويتوقع مراقبو السوق أنه لا يزال أمامها مجال أكبر للانخفاض.
وفي غضون ذلك تكافح تركيا حاليًا، مع معدل تضخم يقارب 50%، بعد اختراق أعلى مستوى في 24 عامًا، عند 85.51% في أكتوبر الماضي.
بينما كشفت بلومبيرغ أن معدل تذبذب الليرة أمام الدولار بلغ اليوم الاثنين، 64% مقابل 8.4% فقط يوم الجمعة الماضي، ليصبح الأعلى بين عملات العالم.
بينما يرى المتعاملون في سوق المشتقات المالية، احتمال تراجع الليرة بنسبة 25% لتسجل 26 ليرة لكل دولار، بنهاية الربع الثالث من العام الحالي .
اقرأ أيضًا..
الانتخابات الرئاسية.. الاقتصاد التركي ينتظر واحداً من ثلاثة
وقال مايك هاريس مؤسس شركة الاستشارات كريبستون ستراتيجيك ماكرو: "في حالة فوز أردوغان، فمن المحتمل جدًا أن تنهار الليرة التركية في غضون أشهر".
وأضاف مايك هاريس: "في نهاية المطاف سيعني انعدام الثقة في الاستثمار، أن الليرة التركية ستكون على الأرجح من بين أسوأ العملات أداءً في العالم لبعض الوقت".
ويعود هذا إلى حد كبير إلى السياسات الاقتصادية غير التقليدية، للرئيس الحالي، حيث يعتمد على فائدة منخفضة، على النقيض من توجهات البنوك المركزية حول العالم، برفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم.
تبني تركيا سياسة نقدية مختلفة، جعل الليرة متقلبة للغاية وفي حالة أزمةستيف إتش هانكي
وقال ستيف إتش هانكي، أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز: "لعدد من السنوات، في ظل تبني تركيا لسياسة نقدية مختلفة، كانت الليرة التركية متقلبة للغاية وفي حالة أزمة".
وتعطي السياسة النقدية التركية الأولوية للسعي، لتحقيق النمو والمنافسة التصديرية بدلاً من تهدئة التضخم، يؤيد أردوغان وجهة النظر غير التقليدية القائلة بأن رفع أسعار الفائدة يزيد التضخم بدلاً من ترويضه.
لعب رفض الرئيس رفع أسعار الفائدة دورًا أساسيًا في التراجع التاريخي لليرة، الذي شهد انتقالها من أقل من 4 ليرات للدولار في 2018 إلى 18 مقابل الدولار في 2021.
اقرأ أيضًا..
الدولار يؤذي الجميع.. الذهب والنفط والأسهم
قال باريش أوباديايا ، مدير الدخل الثابت واستراتيجية العملة في Amundi US: "معدل تقلب الليرة كان يحوم حول 10-12% في ديسمبر".
وكتب بريندان ماكينا ، الخبير الاقتصادي في الأسواق الناشئة في ويلز فارجو ، والاستراتيجي في الفوركس: "في حالة فوز أردوغان، وهو افتراضنا الأساسي، يمكن أن ينتقل زوج الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية إلى مستويات الـ 23".
وقال ماكينا: " السعر الحالي لليرة مبالغ فيها بشدة، نتيجة لتدخلات المركزي، واعتمادًا على الطريقة التي ستنتهي بها الانتخابات، يمكن أن تتحرك العملة بحدة في أي من الاتجاهين".
يعد أكبر منافس لأردوغان هو مرشح المعارضة المشترك كمال كيليجدار أوغلو، الذي تعهد بإعادة السياسات الاقتصادية التقليدية وتهدئة معدل التضخم المرتفع في تركيا.
وقال أوبددايا مدير الدخل الثابت واستراتيجية العملة في Amundi US: "إذا خرجت المعارضة منتصرة، فستبدأ الليرة في رؤية بعض التعزيز ، على الأقل في البداية".
وأضاف أوبددايا: "سيعني ذلك أن يستعيد البنك المركزي التركي استقلاله، وأنه سيُسمح له بالتفويض الكامل لمتابعة السياسات الاقتصادية التقليدية".
قد تواجه الليرة هبوطًا على المدى القريب مع توقف جهود التدخل في سوق العملات، ولكن على المدى الطويل قد تشهد ارتفاعًا حادًا للغايةباريش أوباديايا
وقال مدير الدخل الثابت و استراتيجية العملة في Amundi US: "ارتفاع أسعار الفائدة من شأنه أن يساعد في خفض معدل التضخم في البلاد".
بيد أن رفع الفائدة قد يؤدي إلى ركود، فيما سيساعد على تعزيز احتياطيات العملات الأجنبية التي استنفدت في محاولة للدفاع عن الليرة، وفقًا أوبددايا.
وفي هذه الحالة قد تواجه الليرة هبوطًا على المدى القريب، مع توقف جهود التدخل في سوق العملات ، ولكن على المدى الطويل قد تشهد ارتفاعًا حادًا للغاية.
اقرأ أيضًا..
جانيت يلين: خلال أسبوعين سأحدد موعد أول تعثر في التاريخ
قرر البنك المركزي التركي في اجتماعي أبريل مارس الماضي، الإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات بعد خفضها الأول خلال فبراير من العام الجاري.
ومنذ سبتمبر 2021 قام المركزي التركي بخفض أسعار الفائدة في حدود 1000 نقطة أساس بواقع 500 نقطة في الفترة من سبتمبر وحتى ديسمبر 2021، لتنخفض من 19% إلى 14% في ديسمبر 2021.
وخلال عام 2022 قام المركزي التركي بخفض أسعار الفائدة، بواقع 500 نقطة أساس أخرى لتنخفض معدلات الفائدة من 14% إلى 9% وفقًا لتعهدات الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتوقع محللو جيه بي مورغان إجراء تعديلات كلية عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية مايو المقبل، وافترضوا فرضيتين على أساس مدى الاقتراب من السياسات الأكثر تقليدية، مثل رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.
ويرى محللو جيه بي مورغان في فرضية "الالتزام الشديد" أن تهوي الليرة مبدئيا، ليسجل الدولار ما بين 24 و25 ليرة للدولار
تابع محللو جيه بي مورغان، أن الليرة ستهبط عقب ذلك إلى 26 ليرة للدولار بنهاية العام، بالمقارنة مع قيمته الحالية عند 19 ليرة.
قيمة الليرة قد تهبط إلى ما يقارب 30 أمام الدولار بنهاية العامجي بي مورغان
ويرى محللو جي بي مورغان أن السيناريو الثاني، يحمل استمرار سيناريو السياسة التقليدية الذي يتبناه الرئيس التركي، حيث الفائدة المنخفضة.
وتوقع محللو البنك في هذا السيناريو أن تهبط قيمة الليرة إلى ما يقارب 30 أمام الدولار بنهاية العام، لكن بمعدل هبوط مبدئي أبطأ، بينما من غير المرجح حدوث تغيرات كبيرة في عائدات السندات في هذه الفرضية.
وأضاف محللو جيه بي مورغان: "ستكون هناك حاجة إذن إلى إجراء تقييم تكتيكي ونتوقع تزايد التقلبات".
اقرأ أيضًا..
مفاجأة خارج التوقعات.. روسيا تتجاوز العقوبات
وحدد محللا جي بي مورغان أنيزكا كريستوفوفا ومايكل هاريسون، أن سعر الصرف الفعلي لليرة الآن أقل بنحو 32% من "قيمته العادلة".
وقال محللو بنك جي بي مورغان "من شأن فرضية العودة إلى سياسات الاقتصاد الكلي التقليدية، وضع الليرة في مسار حقيقي باتجاه القيمة العادلة".
وسعر الصرف الفعلي الحقيقي للعملة، هو الذي يضع الأسعار في الحسبان ويقيس قيمتها مقابل العملات الأخرى، التي تجري تركيا معها معاملات تجارية كثيرة.
تراجع الليرة التركية يؤثر على الجدارة الائتمانية للشركات التركيةستاندرد آند بورز
قالت ستاندرد آند بورز غلوبال: "إن تشديد شروط التمويل العالمية يشكل ضغطا على النظم المصرفية بالأسواق الناشئة، وإن بنوك تركيا من بين الأكثر عرضة للخطر".
وأضافت ستاندرد آند بورز غلوبال: "إنها تتوقع أن تحتفظ البنوك التركية بقدرتها على الحصول على تمويل خارجي، لكن مع تراجع متوسط في فوائد تمديد القروض، ما دامت الحكومة تسيطر على مخاطر ميزان المدفوعات".
وقال محللو ستاندرد آند بورز غلوبال: "نرى أن البنوك التركية معرضة للتأثر بشدة بالمعنويات السلبية في السوق، وزيادة الإحجام عن المخاطرة وتراجع السيولة العالمية وارتفاع تكاليف التمويل".
وأضاف محللو الوكالة: "لا تزال بنوك تركيا أيضا معرضة بشكل كبير للاختلالات الاقتصادية المتراكمة، في السنوات الماضية، مثل القفزة في أسعار العقارات والسياسة النقدية شديدة التيسير، في ظل تضخم مفرط".
وأشار محللو ستاندرد اند بورز غلوبال، إلى أن تراجع الليرة التركية يؤثر على الجدارة الائتمانية للشركات التركية.
وخلال العام الماضي 2022 انخفضت الليرة التركية من مستويات 13.3 ليرة للدولار، إلى مستويات 18.69 ليرة للدولار بتراجع بلغت نسبته 41%.
بينما انخفضت الليرة التركية من مستويات قرب الـ 8.3 ليرة للدولار في سبتمبر 2021، حينما بدأ المركزي التركي دورة التيسير النقدي نزولا إلى مستويات 13.3 ليرة للدولار، بتراجع 60%.
وإجمالا ومنذ سبتمبر 2021 وحتى تعاملات اليوم، انخفضت الليرة التركية مقابل الدولار في حدود 130% نزولا من مستويات 8.3 ليرة للدولار إلى مستويات الـ 19 ليرة للدولار.
أنهت الليرة التركية تعاملات الأسبوع دون مستويات19.7 ليرة للدولار، والتي تعد أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وتمت مشاهدة الليرة التركية نهاية تعاملات الأسبوع عند مستويات 19.66 ليرة للدولار، بينما سجلت أعلى سعر مقابل الدولار عند مستويات 19.421 ليرة للدولار.
وكانت الليرة التركية سجلت أدنى مستوى لها على الإطلاق، يوم 8 مايو الجاري الماضي حينما هبطت إلى مستويات 19.7618 ليرة للدولار.
اقرأ أيضًا..
بايدن يٌحذر.. الفوضي والكارثة التي يخشاها الجميع ليست خيارًا