وفي غضون ذلك بدد المعدن الأصفر، اليوم الخميس، ما يقرب من نصف مكاسب أمس الأربعاء، التي جاءت بعد خسائر حادة يوم الثلاثاء، وذلك قبل ساعات من صدور حزمة من البيانات الحاسمة التي تترقبها الأسواق علها تتلمس إشارة أو تلميحاً عما سيفعله أو يقوله رئيس الفيدرالي الأميركي في الأسبوع المقبل.
ويترقب المستثمرون اليوم الخميس بيانات مبيعات التجزئة الأميركية وتقريري مؤشر أسعار المنتجين وطلبات إعانة البطالة في وقت لاحق وذلك لتقييم وضع الاقتصاد الأميركي.
أسعار الذهب شهدت بعضًا من الانكماش بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي مع سيطرة عدم اليقين على توجهات الفائدةكيلفن وونغ
وتبرز أهمية البيانات كونها مؤشراً رئيسياً على مدى نجاح الفيدرالي في معركة التضخم جنبًا إلى جنب وتحقيق مخطط الهبوط السلس أو الناعم للاقتصاد الأميركي وما إذا كان ذلك يرجئ أو يعجل من خفض الفائدة.
يأتي ذلك قبل أيام قليلة من اجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل، حيث يتخذ قرار الفائدة، إضافة إلى إصدار توقعات مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
وفي اجتماع ديسمبر الماضي، توقعت لجنة السياسة النقدية في الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية لعام 2024، ورجحت أن تأتي عبر 3 تخفيضات، وذلك نزولًا من التوقعات السابقة التي رجحت 7 تخفيضات.
وفي غضون ذلك تراجعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم أبريل 2024، بنسبة 0.4%، أو ما يعادل 8.2 دولار، نزولًا إلى مستويات 2172.6 دولار للأوقية.
وفي الوقت ذاته، تراجعت أسعار المعدن الأصفر في عقود التسليم الفوري بنسبة بلغت 0.35% أو ما يعادل 7 دولارات نزولًا إلى مستويات 2169.56 دولار للأوقية.
تراجعت نسبة توقع السوق لبدء تخفيضات أسعار الفائدة في اجتماع الفدرالي في يونيو إلى نحو 67% مقابل 71% في وقت سابق من الأسبوعFedWatch
وفي إشارة إلى استمرار التقلبات العنيفة لأسعار الذهب ارتفعت العقود الآجلة للذهب، تسليم أبريل 2024، بنسبة 0.67%، أو ما يعادل 14.7 دولارًا، وصولاً إلى مستويات 2180.8 دولار للأوقية.
وبنهاية تعاملات أمس الأربعاء ارتفعت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.82%، لتصل إلى مستويات 2176.01 دولار للأوقية.
بينما انهى الذهب تداولات جلسة أول أمس الثلاثاء على تراجع بحوالي 22.5 دولار وذلك عقب صدور بيانات تفوق التوقعات بشأن التضخم والتي كشفت أنها أكثر رسوخًا.
ويرى كبير محللي السوق في أواندا (OANDA) كيلفن وونغ أن أسعار الذهب شهدت بعضًا من الانكماش بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي مع سيطرة عدم اليقين على توجهات الفائدة".
ورغم ذلك لفت وونغ إلى أن تلك البيانات لا تغير وجهة نظر السوق كثيرًا بشأن السياسة النقدية الأميركية كونها تتأهب لتحويل المسار من سياسة متشددة إلى النقيض.
وقال وونغ: "بيانات مؤشر أسعار المنتجين اليوم، إذا ظهرت قراءة الرقم السنوي الأساسي بالقرب من التوقعات، ما زلت أعتقد أن سعر الذهب قد يظل مدعومًا".
المحفزات الأخرى التي يمكن أن تحرك أسعار الذهب قد تكون مزيدًا من الأخبار السيئةنيكولاس فرابيل
وفي غضون ذلك ووفقا لأداة FedWatch، فقد تراجعت نسبة توقع السوق لبدء تخفيضات أسعار الفائدة في اجتماع الفدرالي في يونيو إلى نحو 67% مقابل 71% في وقت سابق من الأسبوع.
ووفقًا لتوقعات المتداولين، فإن خفض الفائدة ثلاث مرات يأتي بتوقعات مرتفعة بينما التخفيض الرابع بات أكثر استبعادًا الآن.
وفي مطلع العام الجاري، أظهرت آلية تسعير الفائدة، إمكانية حدوث ما يصل إلى سبعة تحولات هبوطية في سعر الفائدة النقدية بينما كانت ترجح الخفض الأول في مارس.
وقال الرئيس العالمي للأسواق المؤسسية في إيه بي سي ريفينيري نيكولاس فرابيل: "إن المحفزات الأخرى التي يمكن أن تحرك أسعار الذهب قد تكون مزيدًا من الأخبار السيئة بشأن سوق الإسكان في الصين وآلية تمويل الحكومة المحلية، واتجاهات الطلب الاستهلاكي".
وتوقع فرابيل أن يظل طلب القطاع الرسمي على السبائك داعمًا لأسعار الذهب هذا العام، جنبًا إلى جنب وإقبال البنوك المركزية على شراء واقتناء الذهب في الاحتياطيات النقدية.
من شأن أي قراءة خارج التوقعات فيما يتعلق ببيانات التجزئة أو البطالة أو أسعار المنتجين أن يعزز من احتمالات خفض الفائدة مبكرا والعكس صحيحمات سيمبسون
وتحولت شهية المخاطر لدى المستثمرين بعد أن كان يتداول عند ذروة تاريخية عقب صدور بيانات التضخم الأميركي، التي جاءت أعلى من توقعات الأسواق، في إشارة جديدة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ربما يتأخر أكثر فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة.
ويرى مات سيمبسون، كبير المحللين لدى سيتي إندكس، أن من شأن أي قراءة خارج التوقعات فيما يتعلق ببيانات التجزئة أو البطالة أو أسعار المنتجين من شأنه أن يعزز من احتمالات خفض الفائدة مبكرا والعكس صحيح.
وأشار سيمبسون إلى أن البيانات الاقتصادية من المحتمل أن تكون المحرك الأكبر للأسواق هذا الأسبوع بالنظر إلى أن المركزي الأميركي في فترة صمت الآن، قبل اجتماع الأسبوعي المقبل.
ويرى محللو كابيتال إيكونوميكس أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة كانت شديدة التفاعل مع مفاجآت البيانات السلبية، كما يتضح من التحول السريع لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ديسمبر.