ويستهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي لتحقيق ما يسمى بالهبوط السلس للاقتصاد وكبح معدلات التضخم القياسية، الحصول على سوق عمل ضيق ورفع معدلات البطالة بوتيرة لا تزج بالاقتصاد في هبوط او ركود عنيف.
ويتحقق الهبوط السلس عبر سوق العمل الضيقة وعدم الإفراط في عمليات التوظيف جنبا إلى جنب وتراجع الأجور، وكل هذه العوامل مجتمعة تعمل على كبح إنفاق المستهلكين وبالتالي انخفاض معدلات التضخم وفقا لمستهدف الفيدرالي الأميركي بالنزول بأسعار المستهلكين إلى 2%.
بيانات سوق العمل الأخيرة تمنح الفيدرالي الأميركي الراحةأوستان جولسبي
وعقب صدرو البيانات قال رئيس الفيدرالي الأميركي في شيكاغو، أوستان جولسبي:"إن بيانات سوق العمل الأخيرة تمنح الفيدرالي الأميركي الراحة حيث إن الاقتصاد لا يشهد نشاطا مفرطا في عمليات التوظيف".
وأضاف جولسبي: "كلما زاد عدد تقارير الوظائف التي نحصل عليها بهذه الطريقة، زادت ثقتنا في أن الاقتصاد لا يعاني نشاطا مفرطا".
وتابع جولسبي: "هدف التضخم شهد تعثرا كبيرا في بداية العام، ولكن كلما رأينا تقارير الوظائف التي تبدو وكأنها مثل ما كانت عليه قبل فيروس كوفيد، زادت الثقة في أن الاقتصاد لا يعاني من نشاط مفرط".
كلما زاد عدد تقارير الوظائف التي نحصل عليها بهذه الطريقة، زادت ثقتنا في أن الاقتصاد لا يعاني نشاطا مفرطاأوستان جولسبي
ولفت رئيس الفيدرالي الأميركي في شيكاغو إلى أنه يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن يشعر بالارتياح لأن بيانات التضخم الأخيرة ليست علامة على تسارعه مجددا.
وقال جولسبي: "إذا أبقى الفيدرالي الأميركي على سياسة التشديد النقدي لفترة طويلة جدا، فمن المؤكد أنه سيفكر في بيانات التوظيف".
وأضاف جولسبي: "لم نعد نسمع الكثير حول اختناقات سلسلة التوريد بعد الآن، وفي الوقت ذاته لم يكن لدينا نظرة مسبقة على بيانات التوظيف".
وقال رئيس كلية كوينز التابعة لجامعة كامبريدج، محمد العريان، بعد صدور بيانات الوظائف الأميركية عن شهر أبريل: "إن تباطؤ سوق العمل من شأنه أن يوفر راحة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي يتطلع إلى دفع الاقتصاد الأمريكي نحو الهبوط السلس".
وأضاف العريان: "تقرير معتدل سيسعد بنك الاحتياطي الفيدرالي ويسعد الأسواق، لست مندهشا من فرص العمل، لأننا كنا نسير بمستويات عالية للغاية هذا العام، أنا مندهش بشأن ارتفاع الأجور 0.2%، هذا هو ما يفاجئني، وما يحتاج المرء إلى النظر إليه عن كثب".
وتابع العريان: "إن رد فعل السوق على تقرير الجمعة يجب أن يوفر فترة راحة للاقتصادات العالمية التي تتصارع مع ارتفاع الدولار بسبب حفاظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول".
ولفت العريان إلى أنه بالنسبة لبقية العالم، بسبب أسعار الصرف، فإن الأمر يتعلق بتحركات العائدات الأمريكية، وقال العريان: "من المؤكد أن السلطات اليابانية سعيدة للغاية، بين المؤتمر الصحفي للرئيس جيروم باول وبيانات اليوم، فقد تم تخفيف الكثير من الضغوط".
تقرير معتدل سيسعد بنك الاحتياطي الفيدرالي ويسعد الأسواقمحمد العريان
وأظهرت البيانات سلبية بيانات سوق العمل الأميركي خلال أبريل الماضي، حيث أضاف الاقتصاد الأميركي حوالي 175 ألف وظيفة، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت لإضافة الاقتصاد الأميركي نحو 243 ألف وظيفة.
وكانت القراءة السابقة قد أظهرت إضافة الاقتصاد الأميركي لحوالي 303 ألف وظيفة خلال مارس الماضي، والتي تمت مراجعتها على نحو مرتفع إلى 315 ألف وظيفة.
وارتفع معدل البطالة الأميركية إلى مستوى 3.9% خلال شهر أبريل، وهو أسوء من توقعات الأسواق التي أشارت لاستقرار البطالة الأميركية عند مستوى 3.8% كما حدث في مارس الماضي.
وارتفع متوسط الأجور بالساعة بنسبة 0.2% على أساس شهري خلال مارس، وهذا أقل من التوقعات التي أشارت لتسجيله نموا بنسبة 0.3%، وكانت القراءة السابقة قد أوضحت نمو الأجور بنحو 0.3%خلال مارس.
بينما على أساس سنوي نمت الأجور بنسبة 3.9% وذلك بأقل من التوقعات التي رجحت تسجيلها نحو 4.0%، وكانت القراءة السابقة قد أظهرت نمو مؤشر الأجور السنوي بنسبة 4.1% خلال مارس الماضي.