وتراجع مؤشر الدولار عن ذروة 6 أشهر وسط ترقب المستثمرين لبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة التي قد توفر مؤشرات على الموقف الذي سيتبناه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن السياسة النقدية.
وأول أمس الأربعاء، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي جيروم باول أن الخطوة التالية ستعتمد على البيانات مع استبعاد حدوث زيادة، بيد أن بيانات التضخم الأخيرة جاءت أعلى من توقعاتنا حيث أثبتت أن التضخم لا يزال أكثر رسوخا".
المحللون يراقبون الاحتياطي الفيدرالي كثيرًا في الوقت الحالي لمعرفة موعد وحجم التخفيضاتبنك أوف أميركا
وعند الساعة 07:00 بالتوقيت العالمي من تعاملات اليوم الجمعة نزل مؤشر الدولار الرئيسي دون مستويات الـ106 نقاط مقابل سلة من 6 عملات مسجلًا مستويات 105.23 نقطة بعد ارتفع في وقت سابق إلى مستويات 106.26 نقطة.
ويأتي تراجع الدولار اليوم وسط تركيز المتعاملين على تقييم النظرة المستقبلية لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة في أعقاب تصريحات لمسؤولي الفيدرالي عززت التوقعات بأن يظل تشديد السياسة النقدية قائما لفترة أطول.
وفرضت قوة الدولار كلمتها على أسواق العملات مما أبقى الين قابعا قرب أدنى مستوياته في 34 عاما وأطلق العنان لتحذيرات من السلطات اليابانية وسط حالة من القلق لدى المتعاملين من تدخل محتمل، كما تتعرض عملات الأسواق الناشئة لضغوط.
وترتفع العملة الأوروبية الموحدة اليورو طفيفا خلال تعاملات اليوم إلى مستويات 1.07 دولار، وزاد الجنيه الاسترليني إلى مستويات 1.25 دولار بارتفاع 0.1% وصعد الدولار الاسترالي 0.2% إلى مستويات 0.65 دولار.
سيبدأ الفيدرالي خفض الفائدة اعتبارًا من ديسمبر، مشيرًا إلى أن هناك قدرا كبيرا من عدم اليقين بشأن ما يمكن أن يفعله البنكبريان موينيهان
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة ارتفع الين مقابل الدولار 0.5% وصولا إلى مستويات دون الـ 153 ين للدولار مبتعدا خطوة جديدة عن ادنى مستوياته عند 160.16 ين للدولار.
وارتفع الدولار بأكثر 10% مقابل الين منذ بداية العام، بينما تبلغ الفجوة بين عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل في البلدين 376 نقطة أساس.
وساعدت فجوة عوائد السندات على صعود الدولار لأعلى مستوياته في 34 عاما عند 160.245 ين يوم الاثنين الماضي، قبل ان تتوارد أنباء بتدخل السلطات اليابانية.
وقال محللو أي إن جي أنه: "على الرغم من أن الأمر ليس رسميًا بعد، فإن هناك مؤشرات قوية على أن السلطات اليابانية قد تدخلت في سوق العملات الأجنبية بعد أن لامس زوج العملات الدولار الأميركي مقابل الين الياباني مستوى 160.0".
ويرى بريان موينيهان المدير التنفيذي لبنك أوف أميركا أن بنك الاحتياطي فقد السيطرة على التضخم لذا فهو ينظر إلى البيانات لتحديد أداء الاقتصاد، التي لا تقع تحت تأثير الاحتياطي الفيدرالي.
وتوقع بنك أوف أميركا في مذكرة بحثية أن يبدأ الفيدرالي خفض الفائدة اعتبارًا من ديسمبر، مشيرًا إلى أن هناك قدرا كبيرا من عدم اليقين بشأن ما يمكن أن يفعله البنك.
وقال المدير التنفيذي لبنك أوف أميركا: "إن المحللين يراقبون الاحتياطي الفيدرالي كثيرًا في الوقت الحالي لمعرفة موعد وحجم التخفيضات".
هناك مؤشرات قوية على أن السلطات اليابانية قد تدخلت في سوق العملات الأجنبيةبنك ING
ويرى موينيهان أنه في حين أن الفيدرالي يتمتع بسلطة مطلقة لاتخاذ القرار، فإنه ليس لديه القدرة على تحديد الحقائق، مؤكدًا أن البنك سيعمل بشكل جيد في أي بيئة بغض النظر عن قرارات الفيدرالي.
وأوضح موينيهان أن الاحتياطي الفيدرالي قد وضع قيدًا كبيرًا على النمو الاقتصادي منذ بدء التحفيز المالي لدفع الاقتصاد خلال الوباء، لكن تباطؤ النشاط الاقتصادي استغرق وقتًا أطول مما توقعه خبراء البنك المركزي.
وسجل الدولار ارتفاعات في الأسابيع الماضية بعدما أطاحت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية بتوقعات خفض الفائدة في الأجل القريب، كما عززت التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط من جاذبية الدولار كملاذ آمن.
وعلى صعيد أداء الين والدولار ساعد تلاشي التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة أيضًا في دفع الين إلى الانخفاض، الذي فقد أكثر من ثلث قيمته مقابل الدولار منذ أوائل عام 2021، مما دفع بنك اليابان إلى التدخل في أواخر عام 2022.
وقال محللو بنك أي إن جي: "كانت أسواق الفوركس على حافة الهاوية لأسابيع بحثًا عن أي إشارات على تحرك من طوكيو لدعم العملة التي هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ 34 عامًا مقابل الدولار على الرغم من خروج البنك المركزي من أسعار الفائدة السلبية الشهر الماضي".
وتابع محللو بنك أي إن جي: "إذا اتبعنا نفس السيناريو الذي حدث في 22 سبتمبر 2022، فمن المفترض أن يظل زوج العملات الدولار الأميركي مقابل الين الياباني متقلبًا طوال الجلسات المقبلة قبل أن يستقر حول 156-157."