ضربت الأسهم الآسيوية بنهاية تعاملات اليوم الثلاثاء، حالة من الارتباك الشديد، جراء تفاقم المخاوف بشأن تعافي الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأبقت المخاوف بشأن الصين المكاسب في الأسواق الآسيوية محدودة ، نظرًا لدور البلاد كشريك تجاري مهيمن في المنطقة، لتبدد مكاسبها في أولى تعاملات الأسبوع أمس الاثنين.
البلاد لا تعاني انكماش الأسعار، والاقتصاد سينتعش بشكل حاد في الربع الثانيبنك الشعب
صدمة البطالة
وفي غضون ذلك، صدمت بيانات البطالة بين الشباب الصيني التوقعات المتفائلة بشأن التعافي الاقتصادي، والتي سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وتأتي القراءات المخيبة للآمال بعد بيانات أضعف من المتوقع للواردات والتضخم ونشاط الأعمال في وقت سابق من هذا الشهر والتي أشارت إلى تباطؤ الانتعاش الاقتصادي على الرغم من رفع تدابير مكافحة COVID في وقت سابق من هذا العام.
اقرأ أيضًا..
قبل بيانات مصيرية.. ارتفاع حذر للمؤشرات الأوروبية
مزيد من الشكوك
بينما أرسلت البيانات مزيدًا من الإشارات على ضعف زخم الانتعاش الاقتصادي في الصين، إذ لا يزال سوق العقارات ضعيفًا على الرغم من العلامات على ارتفاع مبيعات المساكن.
وفي غضون ذلك، أظهرت بيانات مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في الصين اليوم الثلاثاء، مزيدًا من الشكوك حول مدى استدامة التعافي الاقتصادي للبلاد بعد التخلي عن سياسة صفر كوفيد.
الأسواق الآن
وانخفض مؤشر شنغهاي الصيني بنسبة 0.6% أو ما يعادل 20 نقطة نزولا إلى مستويات 3290 نقطة بنهاية تعاملات اليوم الثلاثاء.
وتراجع مؤشر سينكس الهندي في حدود 0.335 أو ما يعادل 203 نقاط نزولا إلى مستويات 62142 نقطة، وانخفض مؤشر سنغافورة بنسبة 0.12% إلى مستويات 3210 نقاط خاسرًا 4 نقاط.
وانخفض مؤشر ASX 200 الأسترالي بنسبة 0.2%، حيث تلقت الأسهم الموجهة للتصدير إشارات سلبية من علامات الضعف في الصين.
وارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.04%، بينما ارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.3%.
تفوق نيكاي
استمر الأداء المتفوق في مؤشر نيكاي 225 الياباني، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 0.73% إلى أعلى مستوى في 18 شهرًا مع موسم أرباح قوي في الربع الأول.
وكان مؤشر نيكي أيضًا من بين أفضل البورصات الآسيوية أداءً خلال الشهر الماضي بفعل توقعات بنك اليابان وإصراره على اتباع سياسته النقدية الحالية.
اقرأ أيضًا..
جيم غرانت: هذه هي المشكلة رقم 1 التي تدمر الاقتصاد الأميركي
دون التوقعات
وارتفعت مبيعات التجزئة الصينية بنسبة 18.4% على أساس سنوي، في حين كان من المتوقع ارتفاعها 21% أقل من التوقعات خلال أبريل.
وكشفت البيانات الصادرة الثلاثاء ارتفاع الإنتاج الصناعي 5.6% في أبريل على أساس سنوي، دون توقعات بارتفاعه 10.9%، بعدما ارتفع 3.9% في مارس.
وزاد الاستثمار في الأصول الثابتة 4.7% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، بأقل من التوقعات البالغة 5.7%.
البطالة الأعلى على الإطلاق
وبلغ معدل بطالة الشباب – الذين تراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا - 20.4% خلال أبريل.
وتعد تلك المستويات هى الأعلى على الإطلاق، ما يعزز الضغط على صانعي السياسة لتحفيز الاقتصاد.
لا نعاني الانكماش
وقال البنك المركزي الصيني، إن البلاد لا تعاني انكماش الأسعار، وإن الاقتصاد سينتعش بشكل حاد في الربع الثاني، وذلك بفضل فترة المقارنة على أساس سنوي عندما تسببت القيود الوبائية في إعاقة النمو خلال العام الماضي.
وذكر في تقرير السياسة النقدية الفصلي أنه لا يوجد أساس لانكماش الأسعار طويل الأجل أو حتى تضخمها، رغم إقراره بأن التضخم في أسعار المستهلك سيبقى منخفضًا في الربع الثاني بسبب عدم كفاية الطلب.
وفي غضون ذلك نما مؤشر أسعار المستهلك الصيني بنسبة 0.1% فقط على أساس سنوي في أبريل، فيما تراجعت أسعار المنتجين بشكل أعمق، وتحولت المقاييس الرسمية والخاصة لنشاط التصنيع إلى نطاق الانكماش.
وقال البنك المركزي، في تقريره، إنه سيعمل على توسيع الطلب المحلي مع تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي والأسعار.
اقرأ أيضًا..
رهان الكارثة.. الذهب يخترق مستويات 2100 دولار غير المسبوقة
سيولة للإنقاذ
وضخ البنك المركزي الصيني المزيد من السيولة النقدية طويلة الأجل في النظام المصرفي خلال مايو، سعيًا لدعم النمو الاقتصادي.
وعرض بنك الشعب الصيني 125 مليار يوان (18 مليار دولار) عبر آلية الإقراض متوسطة المدى، أي بزيادة 25 مليار يوان عما يستحق في مايو.
وللشهر التاسع على التوالي، أبقى البنك على معدل الفائدة على القروض لأجل عام دون تغيير عند 2.75%.
وأظهرت بيانات البنك المركزي الصادرة في وقت سابق هذا الشهر أن الائتمان والقروض الجديدة كانت أقل كثيرًا من المتوقع خلال أبريل، مع كبح المستهلكين والشركات لاقتراضهم.
جنبًا إلى جنب، ارتفعت أسعار المستهلكين في الصين بشكل طفيف خلال أبريل، ما يشير إلى أن تعافي الاقتصاد آخذ في التراجع.
اقرأ أيضًا..
