الين يتقهقر إلى أدنى مستوى أمام الدولار في 38 عاماً.. هل تتدخل طوكيو مجدداً؟

انخفض الين الياباني في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء إلى أدنى مستوياته في أكثر من 38 عاماً، عند 161.7 ين للدولار، بينما يحوم مؤشر العملة الأمريكية الرئيس قرب مستويات مقاومة مهمة عند 106 نقاط.

يأتي تواصل هبوط الين مدفوعاً على نحو أساسي بالفجوة الواسعة في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان التي تعتمد أسعار فائدة صفرية بعد 9 سنوات من الفائدة السالبة.

نراقب تقلبات الين في سوق الفوركس وعلى استعداد للتدخل مجدداً إذا لزم الأمر.

وزير المالية الياباني

الدولار اليوم

ارتفع مؤشر الدولار الرئيس هامشياً بحلول الساعة 5:10 صباحاً بتوقيت غرينتش نحو 0.1% قرب مستويات 105.95 مقابل سلة من العملات الرئيسة.

في تلك الأثناء، تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات نحو 0.022 نقطة نزولاً إلى مستويات 4.445% متخلية عن مكاسبها في وقت سابق من الجلسة حينما صعدت إلى 4.467%.

ويترقب المستثمرون خلال ساعات خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، خلال منتدى "البنوك المركزية" في البرتغال اليوم الثلاثاء، بحثاً عن مزيد من الإشارات بشأن أسعار الفائدة.

 

الين اليوم

خلال ذلك ارتفعت العملة الأمريكية أمام الين الياباني إلى أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 1986 وسط ترقب الأسواق بتدخل محتمل للسلطات في طوكيو.

وسجل الدولار بحلول الساعة 5:20 صباحاً بتوقيت غرينتش إلى مستويات 161.75 ين للدولار بزيادة 0.15%.

دخل الين اليابان في موجة عنيفة من التراجعات منذ بداية العام الجاري لينخفض من مستويات قرب 140 يناً للدولار إلى المستويات الحالية.

العملات الرئيسة

انخفضت العملة الأمريكية هامشياً أمام اليورو العملة الأوروبية الموحدة 0.08% عند مستويات 1.07 دولار.
وتراجع الدولار أمام الجنيه الإسترليني 0.13% عند مستويات 1.26 دولار، فيما ارتفع الدولار الأسترالي أمام الدولار الأمريكي نحو 0.3% عند مستويات 0.664 دولار.

يراقب بنك اليابان من كثب تأثير تحركات الين في سوق العملات الأجنبية على الاقتصاد والتضخم، ويحرص على اتباع سياسة نقدية مناسبة تتماشى مع الظروف الاقتصادية.

محافظ بنك اليابان

 رياح معاكسة

تزامن ضعف الين أمام الدولار الأمريكي بعدما أظهرت البيانات انكماش معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لليابان بأكثر من المتوقع خلال الربع السنوي الأول.

انسحبت تلك البيانات على آمال الأسواق عندما رفع بنك اليابان أسعار الفائدة مجدداً خلال اجتماعاته المقبلة، ما انعكس سلباً على الين الياباني وإيجاباً على الدولار الأمريكي.

يلعب فرق أسعار الفائدة دوراً حاسماً لصالح الدولار، لا سيّما وسط توقعات بألا يتعجل "بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي" في البدء بدورة خفض الفائدة هذا العام.

 تدخل حكومي

يتداول الين حالياً دون المستويات التي أدت إلى التدخل الحكومي في شهر مايو الماضي حينما اعترفت السلطات في طوكيو بضخ 60 مليار دولار في سوق الفوركس لدعم الين.

في الأسبوع الماضي، كرر وزير المالية الياباني شونشي سوزوكي تحذيراته بأن الحكومة تراقب تقلبات الين في سوق الفوركس مبيناً أنها مستعدة للتدخل مجدداً إذا لزم الأمر.

قال سوزوكي في مؤتمر صحفي عقد بوزارة المالية الأسبوع الماضي، وفقاً لبيان الوزارة "إن تدخل الحكومة الأخير في سوق العملات كان فعالاً إلى حدٍّ ما.

وأضاف أن هذا التدخل يهدف لمواجهة التحركات المفرطة في سوق العملات الأجنبية والتي كانت مدفوعة بالمضاربة.

البنك يراقب

خلال اجتماع في مكتب رئيس مجلس الوزراء الياباني منذ ساعات قال نائب محافظ بنك اليابان، شينيتشي أوشيدا، بحسب بيان المجلس، إن "البنك يراقب من كثب تحركات الين الياباني في سوق العملات الأجنبية وانعكاساتها المحتملة على السياسة النقدية لبنك اليابان".

وأضاف: "بنك اليابان يحرص على تركيز سعر العملة في إدارة السياسة النقدية، وهذا يأتي نتيجة للعوامل الصعودية التي قد يشكلها ضعف الين الياباني على نحو خاص على تحركات الأسعار ومعدلات التضخم داخل البلاد، كنتيجة لارتفاع أسعار السلع التي تترتب على ضعف الين".

وأشار محافظ بنك اليابان كازو أويدا، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، وفقاً لبيان المركزي الياباني، إلى أن هناك فرصة لقيام بنك اليابان رفع أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية في شهر يوليو، في حال سمحت البيانات والمعلومات الاقتصادية والأسعار والأوضاع المالية المتاحة حينئذٍ.

بيانات مرتقبة

جنباً إلى جنب وخطاب رئيس "الفيدرالي" اليوم، تنتظر الأسواق صدور محضر الاجتماع الأخير لبنك الاحتياطي"الفيدرالي" الأمريكي غداً، وذلك قبل يومين من صدور التقرير الشهري للوظائف الأمريكية.

ويتحول المتعاملون إلى الحذر قبيل البيانات الاقتصادية الرئيسة التي قد توفر مؤشراً على مسار خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي"الفيدرالي" الأمريكي.