أسعار الذهب اليوم.. هل يسجل 3000 دولار بعد تخطي حاجز 2600؟

انطلق الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، مواصلاً تسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة لم تشهدها الأسواق من قبل بعدما تجاوز مستويات المقاومة النفسية المهمة عند 2600 دولار للأونصة نهاية تعاملات الأسبوع.

وقفزت أسعار المعدن الأصفر إلى أعلى مستوى على الإطلاق، اليوم، مدعومة بضعف الدولار وتوقعات خفض أكبر من المتوقع لأسعار الفائدة من جانب مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأمريكي) يوم الأربعاء المقبل.

كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب في 5 أيام 3.2%، بينما ازدادت بـ 12.1% خلال ثلاثة أشهر، وصعد بأكثر من 26% منذ بداية العام الجاري، بينما سجلت نسبة ارتفاع خلال عام بنحو 34%.

مستويات غير مسبوقة

ازداد الذهب في المعاملات الفورية 0.5% أو ما يعادل 13 دولاراً، وصولاً إلى مستوى 2589.02 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى تاريخي جديد، وذلك بحلول الساعة الـ6:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.

فيما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر إلى مستوى 2616.9 دولار للأونصة بمكاسب بلغت 6 دولارات أو ما يعادل 0.2%، خلال تعاملات اليوم.

عزز صعود الذهب اليوم استمرار انخفاض مؤشر الدولار الأميركي وتراجع عوائد السندات الأميركية، مع توقعات خفض الفائدة؛ ما يجعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

ويوم الجمعة الماضي جرى تداول الذهب في المعاملات الفورية عند مستويات قياسية وصعد 0.9% إلى 2582.04 دولار للأونصة، فيما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.2% إلى 2610.70 دولار.

أسعار الذهب مرشحة للارتفاع إلى 3000 دولار للأونصة خلال الأشهر الـ12 إلى الـ18 المقبلة

بنك أوف أميركا

ما يحرك الأسعار

تتجه الأنظار يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الجاري، إلى «الاحتياطي الفيدرالي»، مع تزايد التكهنات حول مدى خفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية الذي سيعقده البنك يومَي الـ17 والـ 18 من سبتمبر الجاري ووتيرة التخفيضات المستقبلية.

ويزيد الأسبوع إثارة اجتماعا بنك إنجلترا وبنك اليابان، للإعلان عن قراراتهما للسياسة النقدية يومي الخميس والجمعة المقبلين.

يستمر ضعف الدولار في تقديم الدعم اللازم لأسعار الذهب لمواصلة الصعود، إذ نزل مؤشر العملة الأميركية صوب مستويات 100 نقطة مع توقعات اتساع الهبوط مع بدء دورة التيسير النقدي.

 3000 دولار

في تقرير سابق لـ«بنك أوف أميركا»، أشار محللو البنك إلى أنه يمكن أن ترتفع أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأونصة خلال الأشهر الـ12 إلى الـ18 المقبلة، وفقاً للمذكرة البحثية المنشورة في يوليو الماضي بحسب وسائل إعلام أميركية.

لم يكن «بنك أوف أميركا» الوحيد الذي توقع بلوغ أسعار الذهب مستويات 3000 دولار للأونصة، حيث سبقه في هذه التوقعات «ساكسو بنك» الذي توقع ارتفاع الذهب إلى المستوى نفسه هذا العام.

بحسب المذكرة، فإن مجموعة من العوامل يمكن أن تعزز جاذبية المعدن الأصفر بين المستثمرين، وهي زيادة الطلب على الاستثمار (باعتبار الذهب ملاذاً آمناً)، التوترات الجيوسياسية، تخفيضات أسعار الفائدة المنتظرة من بنك «الاحتياطي الفيدرالي» ومشتريات البنوك المركزية.

وأظهر استطلاع مجلس الذهب العالمي أن 29% من البنوك المركزية المشاركة تخطط لزيادة احتياطياتها من الذهب في العام المقبل، وهي أعلى نسبة منذ بدء الاستطلاع عام 2018.

إضافة إلى ذلك، تحتفظ 83% من البنوك المركزية بالذهب كجزء من احتياطياتها الدولية، إذ يشير 88% منها إلى الذهب كمخزون طويل الأجل للقيمة والتحوط من التضخم.

يتوقع المتعاملون بـ 43% خفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس وبـ 57% خفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس

فيد ووتش

تسعير الفائدة

وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لـ«سي إم إي»، يتوقع المتعاملون بـ 43% خفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس وبـ 57% خفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس.

من المرجح أن يبدأ «الاحتياطي الفيدرالي» دورة نقدية جديدة تتسم بالتيسير، وسيكون هذا أول خفض للفائدة يجريه «الفيدرالي» منذ 2020، بعدما قفزت أسعار الفائدة من مستوى قرب 0% إلى 5.55 وهي الأعلى في 22 عاماً.

وقبل سلسلة من بيانات الوظائف والتضخم الأميركية المربكة، الأسبوع الماضي، انخفضت توقعات خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس إلى 29% وفقاً لـ«فيد ووتش».

أما قبل أسبوعين من الآن، فكانت توقعات المتداولين ترجح فرصة بنحو 49% لخفض أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس في اجتماع هذا الأسبوع، يعقبها خفضان بواقع 25 نقطة في اجتماع نوفمبر وديسمبر.