الأسهم الآسيوية تتراجع بعد ضربة الرسوم الجمركية على السيارات

شهدت الأسهم الآسيوية تراجعاً حاداً اليوم الجمعة، متأثرة بموجة بيع كبيرة في كوريا الجنوبية واليابان، في حين سجل الذهب، كملاذ آمن، مستوى قياسياً جديداً، بحسب رويترز. 

جاء ذلك بعدما أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إحياء المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة بفرض رسوم جمركية جديدة، مع قراره بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، والذي ستدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، ما أثار انتقادات واسعة حول العالم، وسط تحذيرات من ارتفاع محتمل في أسعار السيارات عالمياً.

اضطراب الأسواق العالمية

أدى تصاعد التوترات التجارية إلى اضطراب الأسواق، إذ تراجعت أسهم شركات السيارات العالمية بشكل حاد.

في آسيا، انخفض مؤشر «نيكاي» الياباني بنحو 2%، متأثراً بخسائر أسهم «تويوتا» و«هوندا»، في حين فقد المؤشر الرئيسي لكوريا الجنوبية 2%، إذ تعد صناعة السيارات ركيزة أساسية في اقتصاد البلدين.

في أوروبا، تراجعت العقود الآجلة للأسهم، فانخفض مؤشر «داكس» الألماني، الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع السيارات، بنسبة 0.2%، بينما شهدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تحركات طفيفة.

وقال كبير الاقتصاديين في «إتش إس بي سي» لمنطقة آسيا فريد نيومان، إن فرض الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات لم يكن مفاجئاً، بل فإنه متوقع منذ فترة».

وأضاف: «إلى حدٍّ ما، يمكن للشركات إعادة هيكلة سلاسل التوريد وتعديل مواقع الإنتاج للتخفيف من التأثير، كما يمكنها تمرير جزء من هذه التكاليف إلى المستهلكين الأميركيين».

وبعض شركات السيارات، مثل «فولفو»، و«أودي» التابعة لـ«فولكس فاغن»، و«مرسيدس-بنز»، و«هيونداي»، أعلنت بالفعل عن خطط لنقل جزء من إنتاجها.

في حين صرّحت «فيراري»، التي تصنع جميع سياراتها في إيطاليا، أنها سترفع أسعار بعض طرازاتها 10%.

تيك توك مقابل الرسوم

في هونغ كونغ، انخفض مؤشر «هانغ سنغ» 0.6%، إذ ينتظر المتداولون مزيداً من الوضوح بشأن خطط ترامب الجمركية تجاه الصين.

وأشار الرئيس الأميركي إلى استعداده لتخفيف الرسوم المفروضة على الصين في مقابل إبرام صفقة تتعلق ببيع تطبيق «تيك توك» من قبل شركته الأم «بايت دانس».

ترقّب القرارات

تتجه الأنظار الآن نحو الرسوم الجمركية الانتقامية التي ستعلنها الولايات المتحدة في 2 أبريل. وألمح ترامب إلى أن الإجراءات القادمة قد لا تكون متطابقة مع التعريفات التي سبق أن هدد بفرضها.

وقال الخبير الاستراتيجي في «ماكواري» تييري ويزمان، إن المستثمرين يحاولون حالياً تقييم التداعيات المحتملة، مع توقع سائد بتأثيرها سلباً على النمو العالمي وتؤدي إلى ارتفاع التضخم.

أسعار العملات

في سوق العملات، استقر الدولار الأميركي قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية. 

ومن المتوقع أن تُظهر بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) لشهر فبراير ارتفاعاً إلى 2.7% على أساس سنوي، ما يعكس انتعاش الإنفاق الاستهلاكي.

ويتجه الدولار نحو تسجيل تراجع فصلي، مع تصاعد المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي الأميركي.

على صعيد العملات الأخرى، تراجع اليورو إلى 1.0788 دولار، لكنه لا يزال في طريقه لتحقيق مكاسب بنسبة 4% خلال الربع الأول من العام.

أما الين الياباني، فقد ارتفع إلى 150.67 مقابل الدولار، محققاً مكاسب بنحو 4% خلال الربع الأول، مع توقعات برفع بنك اليابان لأسعار الفائدة قريباً.

وأظهرت بيانات الجمعة أن التضخم الأساسي في طوكيو ارتفع خلال مارس، مدفوعاً بارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما يعزز احتمالات تحرك البنك المركزي نحو سياسة نقدية أكثر تشدداً.