الأسواق الآسيوية تتراجع بضغط قطاع السيارات بعد الرسوم الجمركية

هوت الأسواق الآسيوية اليوم الخميس عقب إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على واردات السيارات؛ ما أدى إلى تراجع أسهم شركات السيارات اليابانية والكورية الجنوبية، وسط تصاعد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي.

في بورصة طوكيو، أغلق مؤشر «نيكاي» على انخفاض بنسبة 0.59% عند 37,799.97 نقطة، في حين استقر المؤشر الأوسع نطاقًا «توبكس» مع ارتفاع طفيف بنسبة 0.09% إلى 2,815 نقطة.

أما في سيؤول، فقد تراجع المؤشر الرئيس بنسبة 1.39%، في حين سجلت بورصة سيدني انخفاضاً بنسبة 0.37% وتايبيه بنسبة مماثلة.

كما تأثرت الأسواق اليابانية والكورية الجنوبية سلباً بانخفاض أسهم قطاع السيارات، حيث سجلت الشركات الكبرى خسائر بأكثر من 3% منذ بداية الجلسة. 

وعند الإغلاق، تراجعت أسهم «تويوتا» بنسبة 2.04%، و«ميتسوبيشي» 3.20%، و«هوندا» 2.47%، و«نيسان» 1.67%، بينما فقدت «هيونداي» الكورية الجنوبية 4.5% من قيمتها.

ترامب يجدد الحرب التجارية 

كما كان متوقعاً، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة اعتباراً من الـ2 من أبريل المقبل، على أن تشمل التعريفات قطع غيار السيارات لاحقاً الشهر الجاري.

وتعد اليابان وكوريا الجنوبية من أبرز موردي السيارات إلى الولايات المتحدة، إذ تمثل صادراتهما 16% و15% على التوالي من إجمالي واردات السيارات الأميركية. ووفقاً لمحللي «إيوي كوزمو سيكيوريتيز»، فإن إعلان ترامب «أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق في السوق اليابانية، ولا سيما في قطاعي السيارات وأشباه الموصلات».

بدورهم، أشار محللو «توكايو طوكيو إنتليجنس» إلى أن القرار الأميركي «سيؤثر حتماً في أرباح شركات السيارات اليابانية؛ ما سيزيد الضغوط على أسهمها». وتُعد اليابان أكثر عرضة للتأثر بهذه الخطوة، حيث شكل قطاع السيارات 28% من إجمالي صادراتها إلى الولايات المتحدة العام الماضي، بإجمالي 1.35 مليون مركبة بقيمة 40 مليار دولار.

كما أن السوق الأميركية تظل حيوية لشركات السيارات اليابانية، حيث باعت «تويوتا» وحدها 2.33 مليون سيارة هناك في 2024، أي 23% من إجمالي مبيعاتها العالمية، بينما لم يتجاوز إنتاجها المحلي في الولايات المتحدة 1.27 مليون مركبة.

الأسواق تتأهب لمخاطر الركود

قال جون رونغ ييب، المحلل لدى «آي جي آسيا»، في تصريحات نقلتها «بلومبرغ»، إن الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية «أعادت إحياء المخاوف بشأن الركود الاقتصادي، إذ قد تؤدي أي قيود تجارية جديدة إلى موجة هروب من الأسواق». وفي ظل هذه التوترات، لم ينجح المستثمرون الآسيويون في الاطمئنان لتصريحات ترامب التي وصف فيها الرسوم الجمركية الجديدة بأنها «معتدلة جداً».

وقال ستيفن إينيس، من «إس بي آي أسيت مانجمنت»، إن الإجراءات الأخيرة «تؤكد أن ترامب لا يمزح بشأن سياساته التجارية، أو على الأقل، يجيد إظهار الجدية». ويرى المحللون أن تكثيف الحرب التجارية الأميركية سيزيد ضغوط الاقتصاد الكلي، بما في ذلك ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو العالمي وارتفاع تقلبات الأسواق.

الين يتأرجح والذهب ملاذ آمن

شهد الين الياباني تقلبات حادة، إذ ارتفع بنسبة 0.25% مقابل الدولار، الذي تأثر سلباً بالمخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي، قبل أن يتراجع لاحقاً ليستقر عند 150.43 ين للدولار بحلول الساعة الـ06:30 بتوقيت غرينتش. في المقابل، ارتفع الذهب، باعتباره ملاذاً آمناً وسط حالة عدم اليقين، بنسبة 0.29% إلى 3,028 دولار للأوقية.

بورصة هونغ كونغ تتماسك

على عكس باقي الأسواق الآسيوية، سجلت الأسواق الصينية مكاسب قوية، إذ ارتفع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.78% إلى 23,665 نقطة، فيما ازداد مؤشر «شنغهاي» بنسبة 0.23% و«شينزين» بنسبة 0.10%.

ويرجع هذا الارتفاع جزئيا إلى تصريحات ترامب يوم الأربعاء عن استعداده لتقديم تنازلات تجارية للصين مقابل اتفاق حول تطبيق «تيك توك»، الذي يواجه خطر الحظر في الولايات المتحدة ما لم توافق شركته الأم، «بايت دانس»، على بيع عملياتها الأميركية.

كما عززت الأسواق الآسيوية معنويات المستثمرين بعد لقاء افتراضي بين ممثل البيت الأبيض لشؤون التجارة «جاميسون غرير» ونائب رئيس الوزراء الصيني «هي ليفنغ».