تعززت العملتان الين الياباني والفرنك السويسري مقابل الدولار اليوم الاثنين، حيث توجه المتداولون إلى العملات الآمنة في ظل المخاوف المستمرة بشأن الرسوم الجمركية وتباطؤ الاقتصاد الأميركي، بينما استقر اليورو بعد ارتفاع كبير الأسبوع الماضي.
وبعد أسبوع متقلب شهد أكبر مكاسب أسبوعية لليورو منذ 2009 بعد الإصلاحات الضريبية الألمانية التي غيرت المشهد، ارتفع اليورو بشكل طفيف بنسبة 0.1% مقابل الدولار وظل قريباً من أعلى مستوى له في أربعة أشهر بينما ينتظر الأسواق تفاصيل بشأن الإنفاق الأوروبي.
وقال سامي شار، كبير الاقتصاديين في شركة «لومبارد أودييه»: «رأينا الكثير من الأخبار من ألمانيا حول الدفاع والبنية التحتية، لكن الشعور العام هو أن هناك متابعة لهذا الموضوع».
كما كانت الأسواق مهووسة بالتوترات التجارية، حيث فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على شركائه التجاريين الرئيسيين، قبل أن يؤجل بعض هذه الرسوم لمدة شهر؛ بسبب المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي. هذا الأمر أدى إلى تراجع بعض المستثمرين في ثقتهم في الاقتصاد الأميركي، الذي كان أفضل أداءً من اقتصادات نظيره.
وفي أسواق العقود الآجلة للعملات، خفض المستثمرون مراكزهم الشرائية على الدولار إلى 15.3 مليار دولار، مقارنة بـ 35.2 مليار دولار في يناير، وهو أعلى مستوى له منذ تسعة أعوام.
اتجه المستثمرون الذين يبتعدون عن المخاطر إلى الين الياباني والفرنك السويسري، مما أدى إلى ارتفاع العملتين إلى أعلى مستوياتها الشهرية. ويوم الاثنين، ارتفع الين بنسبة 0.58% إلى 147.19 مقابل الدولار، قريبًا من أعلى مستوى له في خمسة أشهر والذي بلغ 146.94 يوم الجمعة الماضي.
وفي اليابان، انخفضت الأجور الحقيقية في يناير بعد شهرين من الزيادات الطفيفة، وفقاً للبيانات الصادرة يوم الاثنين، قبل أيام قليلة من ذروة المفاوضات السنوية لرواتب الربيع في الشركات الكبرى.
ومن المتوقع أن يبقي «بنك اليابان» على أسعار الفائدة دون تغيير خلال مراجعته للسياسة النقدية في 18 و19 مارس. أما الفرنك السويسري، فقد بلغ أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، حيث سجل 0.87665 مقابل الدولار يوم الاثنين.
وظل «مؤشر الدولار»، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، ثابتًا عند 103.98، بالقرب من أدنى مستوى له في أربعة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي. وانخفض الدولار بأكثر من 3% الأسبوع الماضي مقابل منافسيه الرئيسيين، مسجلًا أدنى أداء أسبوعي له منذ نوفمبر 2022.
قالت بارشا سايمبي، استراتيجي الأسعار والعملات لمنطقة آسيا والهادئ في «بي إن بي باريبا» في سنغافورة: «إذا كان ترامب يسعى إلى إضعاف الدولار وتقليص العوائد، فهذا يعزز فكرة أن الدولار لا يمكن أن يقوى أو يرتفع بشكل قوي».
كما استوعب المستثمرون البيانات الصادرة يوم الجمعة التي أظهرت تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة في فبراير، ولكن بدأت تظهر تشققات في سوق العمل الذي كان متماسكاً في السابق، في ظل السياسة التجارية الفوضوية.
الأنظار تتجه الآن نحو بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تصدر يوم الأربعاء. ويتوقع المتداولون تخفيضًا بمقدار 75 نقطة أساس من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» هذا العام، وفقًا لبيانات «إل إس إي جي»، مع توقع تخفيض كامل للفائدة في يونيو.
بالنسبة للعملات الأخرى، ارتفعت «الكرونة النرويجية» مقابل الدولار واليورو، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها مقابل الدولار منذ أكتوبر، وسجلت 10.7442 كرونة بعد أن أثارت زيادة التضخم الشكوك حول خطط البنك المركزي لبدء خفض تكاليف الاقتراض في مارس.
أما «اليوان الصيني» فقد تراجع يوم الاثنين، بعد أن أظهرت بيانات نهاية الأسبوع أن مؤشر أسعار المستهلكين في فبراير تراجع بأسرع وتيرة له منذ 13 شهراً.