logo
قطاعات

بعد انفراج وشيك.. بوينغ أمام تحدٍ جديد في الصين بسبب الحادث

بعد انفراج وشيك.. بوينغ أمام تحدٍ جديد في الصين بسبب الحادث
تاريخ النشر:15 يناير 2024, 06:02 ص
تواجه شركة بوينغ تأخيرات جديدة في استئناف تسليم طائراتها من طراز 737 ماكس إلى الصين الذي طال انتظاره، وذلك بعد حادثة خطوط ألاسكا الجوية، حيث كانت شركة تصنيع الطائرات على وشك الاستفادة من ذوبان الجليد في العلاقات الأميركية الصينية.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر، إن شركة طيران تشاينا ساوثرن، وهي واحدة من شركات الطيران العديدة التي لم يتم تسليم طائرات ماكس لها في وقت كانت تستعد لاستقبال طائرات بوينغ في وقت مبكر من شهر يناير، إلا أنها تخطط الآن لإجراء عمليات تفتيش إضافية للسلامة على تلك الطائرات بعد الحادثة على الرغم من أن الطائرات التي سيتم تسليمها هي نفس طراز 737 ماكس 9.

ولا يمكن تحديد المدة التي يمكن أن تستغرقها عمليات التفتيش الإضافية، إلا أنها تزيد من عدم اليقين بشأن توقيت عمليات التسليم التي جمدتها بكين لسنوات منذ حادثتي تحطم طائرة 737 ماكس 8؟

وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن هيئة تنظيم الطيران الصينية أصدرت تعليماتها أيضًا لشركات الطيران في البلاد بإجراء عمليات تفتيش سلامة احترازية على أساطيلها من طائرات بوينج 737 ماكس MAX 9.

وامتنعت شركة بوينغ على التعليق عن الأمر، كما لم تستجب شركة طيران تشاينا ساوثرن وإدارة الطيران المدني الصينية لطلبات التعليق.

ويعد استئناف تسليم طائرات 737 ماكس خطوة حاسمة لشركة بوينغ لإعادة أعمالها إلى مسارها الصحيح في الصين، ومن المتوقع أن تمثل الصين خمس تسليمات الطائرات في العالم خلال العقدين المقبلين، بحسب توقعات شركة بوينغ.

وأحدث التأخير الجديد ضربة جديدة لشركة بوينغ في الصين، وذلك بعد سنوات من الصراع مع العلاقة المضطربة بين الولايات المتحدة والصين، والتي وضعت الشركات في مرمى النيران، حيث عملت الشركة على استعادة ثقة المنظمين والمستهلكين الصينيين في طائراتها.

وتمت إعادة ضبط العلاقات الثنائية بعد لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس الصيني شي جين بينغ في نوفمبر الماضي، على الرغم من أن العلاقة لاتزال حساسة حتى الآن لاسيما وسط ترقب رد بكين على نتائج انتخابات تايوان.

وقال ديفيد يو رئيس مستشاري تقييم الطيران الآسيوي، إنه من المرجح أن تتعامل بكين مع الرد على الحادث بعنية لتجنب الإضرار بالعلاقات الثنائية.

وحتى الآن التزمت هيئة الطيران في الصين الصمت بشأن حادث خطوط ألاسكا الجوية، وقال شخص مطلع على الأمر إن بكين تحجم عن اتخاذ المزيد من الخطوات الموضوعية في انتظار مزيد من الوضوح من التحقيقات الأميركية في الحادث.

واستشهد شيه فنغ سفير الصين لدى الولايات المتحدة مؤخراً، بشركة بوينغ عندما تحدث عن الخطوات التي اتخذتها بكين لتسهيل التبادلات والتعاون بين البلدين.

وفي خطاب بالفيديو صدر في 9 يناير للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والأربعين للعلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين، قال شيه إن الصين تدعم عودة جميع طائرات بوينغ 737 ماكس إلى الأجواء الصينية. وفي يناير 2023، أعادت الصين طائرة 737 ماكس إلى الخدمة بعد أن أوقفت تحليق الطائرات في عام 2019.

العلاقة بين بوينغ والصين

لطالما كانت شركة بوينغ أكبر مصدر أميركي للصين لسنوات طويلة، وكانت الصادرات من بين أكبر الصادرات الأميركية للصين.

وعلى مدار العقود الخمسة الماضية، لعبت شركة بوينغ دوراً رئيسياً في مساعدة الصين على تأسيس صناعة الطيران التجاري، بدءاً من تدريب مسؤولي الطيران والطيارين الصينيين إلى الحصول على المزيد من المكونات من الموردين الصينيين، كما مارست شركة بوينغ ضغوط كبيرة لدعم انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية.

وتغيرت هذه الديناميكية في السنوات الأخيرة مع تصاعد العلاقات بين واشنطن وبكين، وأصبحت الصين مصدر خطر لشركة بوينغ.

وفي عام 2019، كانت الصين أول دولة توقف تشغيل طائرات 737 ماكس 8 بعد الحادثين، وهو القرار الذي أثر على ما يقرب من 100 طائرة كانت شركات الطيران الصينية تعمل بها في ذلك الوقت.

زفي ذلك العام، تجاوز عدد طائرات إيرباص بين الأساطيل المجمعة لأكبر ثلاث شركات طيران في الصين عدد طائرات بوينغ. وتباطأت مبيعات الطائرات التجارية للشركة الأميركية إلى الصين إلى حد كبير، بينما تلقت شركة إيرباص، منافستها الأوروبية، طلبات لشراء مئات الطائرات.

وقال ريتشارد أبوالعافية، المدير الإداري لشركة إيرودايناميكس أدفيزوري، وهي شركة استشارات في مجال الطيران، إن القضية المحيطة بشركة بوينع أصبحت مسيسة في الصين.

ومنذ أن أعادت الصين طائرة 737 ماكس إلى أجوائها، سعت شركة بوينغ إلى استئناف طلباتها المتراكمة للعملاء الصينيين، لكن بكين كانت بطيئة في منح الموافقة.

وكانت نحو 85 طائرة من طراز بوينغ 737 متوقفة في انتظار تسليمها إلى الصين اعتبارًا من سبتمبر، وفقًا لأحدث تقرير مالي لشركة بوينغ. وقال رئيسها التنفيذي، ديفيد كالهون، في أكتوبر ، إن بوينغ تعمل بشكل وثيق مع العملاء الصينيين بشأن توقيت استئناف عمليات التسليم.

وناقشت بوينغ وتشاينا ساوثرن استئناف عمليات التسليم في الربع الثالث من العام الماضي. لكن شركة النقل الصينية لم تتمكن من الحصول على موافقة بكين على استيراد الطائرات في ذلك الوقت، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

ذوبان الجليد

وكانت نقطة التحول هي قمة بايدن وشي في نوفمبر في كاليفورنيا، والتي عقدت في محاولة لتحقيق الاستقرار في العلاقات الثنائية المضطربة.

 وبعد أسابيع، التقى مايك فليمنج، المدير التنفيذي لشركة بوينغ والمسؤول عن عودة الطائرة 737 إلى الخدمة، مع مسؤولي إدارة الطيران المدني الصينية في بكين. وأخبرهم فليمنج أن بوينغ ما زالت متفائلة بشأن نموها في الصين، وفقًا لبيان صادر عن الهيئة التنظيمية الصينية.

وبعد فترة وجيزة، أبلغت الهيئة التنظيمية شركة بوينغ أن الصين وافقت على تسليمها، حسبما قال شخص مطلع على الأمر.

بعد الموافقة، خططت بوينغ في البداية لتسليم طلبية شركة تشاينا ساوثرن في ديسمبر، ولكن تم تأجيل ذلك بعد ذلك إلى يناير، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر، حيث كان لابد من فحص الطائرة بعد وجودها في المخزن لسنوات.

وفي ديسمبر، وصل بعض أفراد طاقم شركة تشاينا ساوثرن إلى سياتل لاختبار أول طائرة من طراز 737 MAX 8 يتم تسليمها والاستعداد لإعادتها إلى الصين، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر. وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن استكمال عمليات الفحص استغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا في السابق.

ثم جاء حادث خطوط ألاسكا الجوية. في 5 يناير، قامت طائرة من طراز 737 MAX 9 تشغلها ألاسكا بهبوط اضطراري بعد أن انفصل جزء من الطائرة في الجو وترك فجوة في الطائرة.

وقال أبو العافية إن الطائرات النفاثة هي من بين الأدوات القليلة التي يمكن للصين استخدامها ردًا على القيود التجارية الأميركية المفروضة على تصدير أشباه الموصلات إلى الصين.

وقال إن العنصر الجيوسياسي المرتبط ببوينغ "سيكون من الصعب حقا التغلب عليه".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC