logo
قطاعات

أرقام صادمة لمبيعات السيارات الصينية في الخليج

أرقام صادمة لمبيعات السيارات الصينية في الخليج
صفوف من المركبات وسط ساحة كبيرة استعداداً لتصديرها في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينينة يوم 6 أغسطس 2024المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:20 أغسطس 2024, 02:00 م

خلال فترة قصيرة نسبياً، تمكّنت صناعة السيارات الصينية من إيجاد موطئ قدم مهم لصادراتها في دول الخليج العربي، ما يشكّل "غزواً تجارياً" فعلياً، وتهديداً حقيقياً للصانعين الآخرين، بغض النظر عمّا يقوله المشككون في هذا الأمر. إليكم آخر ما تُظهره الأرقام والإحصاءات في هذا الشأن.

في غضون 5 سنوات فقط، تمكن صانعو السيارات في الصين من زيادة مبيعاتهم في دول الخليج بنسبة 133%، لترتفع حصتهم فيها من 6% عام 2020 إلى 14% بنهاية النصف الأول من العام الجاري، بحسب عامر خورشيد، الرئيس التنفيذي لشركة "ثينك دايركت أوتوموتيف كونسالتينغ" (ThinkDirect Automotive Consulting) للاستشارات في مجال السيارات.

بيانات أخرى من شركة "أومودا - شيري إنترناشيونال" (OMODA – Chery International) الصينية المملوكة للدولة، تُظهر أن مبيعات السيارات الصينية تستحوذ حالياً على ما يتراوح بين 10% و15% من إجمالي مبيعات السيارات في أسواق الخليج، بعدما كانت هذه النسبة تتراوح بين 3% و5% عام 2018.

لم تكشف الشركة الصينية، ومقرها في ووهو، في مقاطعة آنهوي الصينية، عن رقم المبيعات الإجمالي في المنطقة، لكن مديرها الإقليمي في العراق حسام صافيا، قال لـ"إرم بزنس"، إن حجم المبيعات "يقدّر بمليارات عدة من الدولارات سنوياً.. ومع تزايد الحصة السوقية وارتفاع الأسعار النسبية للسيارات الصينية الأكثر تطوراً، يُتوقع أن تستمر الإيرادات في النمو بشكل ملحوظ". وأضاف أن من أسباب هذا النمو "التحسينات في جودة السيارات الصينية، وتزايد الثقة بها، وتنافسية الأسعار".

أكبر الأسواق

تعد المملكة العربية السعودية، إحدى أكبر 10 مستوردين للسيارات ذات العلامات التجارية الصينية في العالم، كما يتزايد الطلب على هذه السيارات بشكلٍ مماثلٍ في بقية دول مجلس التعاون الخليجي، وفقاً لما قاله خورشيد، لـ"إرم بزنس"، إذ أوضح أن حصة السيارات الصينية وصلت إلى 16% في السوق السعودية، ارتفاعاً من 9% في 2020، وإلى 10% في السوق الإماراتية، ارتفاعاً من 1% قبل نحو 4 سنوات.

هذا يعني أن نسبة النمو الإجمالية في حصة شركات صناعة السيارات الصينية، منذ بداية هذه العشرية، وصلت إلى 77% في السعودية، و900% في الإمارات.

أسعار أقل

تعتبر المنافسة السعرية أبرز ما يميز المركبات الصينية، مقارنة بمثيلاتها اليابانية والأوروبية والأميركية. وفي هذا السياق، لفت خورشيد إلى أن تركيز الشركات الصينية على سيارات الدفع الرباعي وطرحها بأسعار أقل بنسبة 15%-20% من مثيلاتها اليابانية، جعلها أكثر جاذبية لعملاء الطبقة المتوسطة.

على سبيل المثال، يبدأ سعر سيارة "تانك 300" (Tank 300) الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV)، من 49 ألف دولار للطراز ذي محرك الاحتراق الداخلي، ومن 60 ألف دولار للطراز ذي المحرك الهجين، بينما يبدأ سعر شبيهتها "جيب رانجلر" الأميركية من 85 ألف دولار، علماً أن الأولى تتمتع بقوة حصانية أعلى بـ10% بحسب عبدالله أبو عابد الخبير التقني في شركة "باور آي دي" (Powerid) المتخصصة في تطوير إنتاج السيارات، ومقرها في شتوتغارت، ألمانيا.

مع ذلك، يقول أبو عابد، إن "المقارنة قد لا تكون عادلة بالكامل" نظراً لتاريخ "رانجلر" الطويل في الأسواق "وجودتها المعترف بها". كذلك، تستفيد سيارات "رانجلر" كما يقول من سنوات من الخبرة الصناعية، خصوصاً مع إشراف شركات مثل "كرايسلر" و"ميرسيدس" على تصنيعها.

 

نمت حصة السيارات الصينية في السوق الإماراتي بنسبة 900% في 4 سنوات ونصف
نمت حصة السيارات الصينية في السوق الإماراتي بنسبة 900% في 4 سنوات ونصف المصدر: إرم بزنس

تضُم أسواق دول الخليج ما يتراوح بين 20 و25 علامة تجارية صينية. لكن في الوقت ذاته، عدد قليل جداً منها تُعلن عن حجم مبيعاتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لذلك؛ فإن الأرقام الفعلية للمبيعات قد تكون أعلى من ذلك، بحسب خورشيد.

سوق العراق

صافيا، الذي يشغل أيضاً منصب المدير الإقليمي لشركة "شيري إنترناشيونال" فرع العراق، يؤكد أن حصة السيارات الصينية عموماً من السوق العراقية تبلغ حالياً نحو 25%، مقارنة بـ3.3% في عام 2020، "ويُتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 27% بحلول نهاية العام الجاري".

 

وصلت حصة السيارات الصينية من السوق العراقية إلى 25% في النصف الأول من 2024
وصلت حصة السيارات الصينية من السوق العراقية إلى 25% في النصف الأول من 2024 المصدر: إرم بزنس

الأعلى مبيعاً 

ارتفعت مبيعات "جيلي" من 15% في 2021 إلى 23% في النصف الأول من 2024، ومبيعات "جيتور" (Jetour) من 1% إلى 11%. وعلى الرغم من تنوع السيارات الصينية بين السيدان، والدفع الرباعي، والسيارات الكهربائية، فإن أكثر من 60% من مبيعاتها في الخليج تركز على سيارات الدفع الرباعي، وفقاً لبيانات شركة "ثينك دايركت".

الأكثر إقبالاً 

يقول خبراء متخصصون في هذا القطاع، بمن فيهم صافيا وخورشيد، إن الفئة العمرية الأكثر إقبالاً على شراء السيارات الصينية تتراوح ما بين 25 و40 عاماً، إذ تهتم هذه الفئة أكثر بالتكنولوجيا المتطورة والأسعار المناسبة، ما يجعل السيارات الصينية خياراً مفضلاً للباحثين منهم عن قيمة مقابل المال.

وتعتبر سيارات الدفع الرباعي (SUV)، هي الأكثر رواجاً، بفضل ملاءمتها لبيئة الخليج، بينما تشهد السيارات الكهربائية نمواً متزايداً نظراً للاهتمام المتزايد بالاستدامة. كما تتميز السيارات الصينية بتصميمات تجذب الشباب في الخليج، إذ يشكّل الشباب العاملون الفئة الكبرى من مشتري السيارات الصينية، بحسب خورشيد.

 

حققت شركة
حققت شركة "جيتور" الصينية نمواً بنسبة 1000% خلال 3 سنوات ونصف المصدر: إرم بزنس

تحدي قطع الغيار

يبقى توافر قطع الغيار، التحدي الأهم أمام شركات صناعة السيارات الصينية، على الرغم من أن هذه السيارات تجوب طرقات الخليج منذ سنوات، من دون الإبلاغ عن مشكلات تقنية كبيرة، وفق ما قاله أيمن شومان، المهندس الميكانيكي في شركة " فاليو سيرفس الشرق الأوسط "، (Valeo Service Middle East) المتخصصة بقطع غيار السيارات والشاحنات، وأضاف أن "وجود ضمان ممتد، يعكس ثقة المصنعين بالجودة".

قال شومان لـ"إرم بزنس"، إن استخدام تقنيات السيارات الأوروبية والآسيوية ذاتها، أسهم في تعزيز ثقة المستهلكين. أما بالنسبة إلى قطع الصيانة، فأوضح شومان أن العلامات التجارية الصينية توفر قطع غيارها بشكل جيد عبر الوكلاء، وتقدم مستوى خدمة مشابهاً للعلامات التجارية الأخرى، لكن مع ذلك، فإنه ونظراً لأن السيارات الصينية حديثة العهد في المنطقة، ما يزال توافر قطع الغيار خارج نطاق الوكلاء "محدوداً".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC