مع بحث المزيد من المستهلكين عن أفضل الخيارات المرنة عِوضاً عن امتلاك السيارات، من المتوقع أن تصبح خدمات التنقل حسب الطلب اتجاهاً مهمّاً في قطاع تأجير السيارات.
ويقدم التأجير حلاً عمليّاً للتعقيدات المرتبطة بامتلاك سيارة، خاصة في البيئات الحضرية.
في هذا السياق، تعمل المنصات الرقمية والتطبيقات على تبسيط عملية التأجير، ما يسمح للعملاء بالحجز ومقارنة الأسعار وإدارة الحجوزات ببضع نقرات فقط، كما تواصل شركات تأجير السيارات تركيزها على الابتكار للتأكد من وضع العملاء في صميم عملياتها وتعزيز المرونة في خدمات التأجير لتلبية احتياجاتهم المتطورة.
وتشير التوقعات إلى أنّ 78% من حجوزات تأجير السيارات ستتم عبر الإنترنت بحلول عام 2030، ما يشير إلى أننا على أعتاب حقبة تستشرف مستقبلاً متصلاً بشكل متزايد مع تركيز كبير على المستهلكين.
مع استمرار التوسع الحضري، أصبحت الحاجة إلى توفير حلول تنقل سلسة أكثر أهمية من أي وقت مضى. لهذا، تحرص المنصات الرقمية التي تتبنى حلول التنقل كخدمة (MaaS) على تقديم تجربة حجز سلسة ومتكاملة تجمع بين تأجير السيارات وخيارات التنقل الأخرى مثل سيارات الأجرة ووسائل النقل العام، فضلاً عن خيارات التنقل باستخدام وسائل النقل الصغيرة خفيفة الوزن مثل الدراجات الإلكترونية والدراجات البخارية.
تمكّن هذه الميزات المستهلكين من الوصول إلى خدمات نقل متعددة من خلال تطبيق واحد، مثل تطبيق «يانغو درايف» المتوفر على الهواتف المحمولة، والذي يقدّم طريقة مريحة ومرنة للتنقل.
يساعد هذا النوع من الخدمات المتكاملة، المدن على الحدّ من الاختناقات المرورية مع تشجيع النقل المستدام.
كما أن للذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة دوراً حاسم في تعزيز ما سبق، حيث يتنبأ الذكاء الاصطناعي بأنماط الطلب، ما يتيح الصيانة التنبؤية، ويرتقي بمعايير الكفاءة التشغيلية.
ومن جهة أخرى، توفر التحليلات اللحظية للبيانات رؤى تساعد شركات التأجير على تكوين فهم أفضل لتفضيلات العملاء، وتحسين المخزون، ومنع أعطال السيارات وغيرها من وسائل التنقل، وإدارة تقلّبات الطلب بشكل فعال، ما يؤدّي بدوره إلى تحويل مشهد تأجير السيارات ليصبح أكثر ملاءمة وتخصيصاً، مع تلبية الاحتياجات قصيرة الأمد للسياح والاحتياجات طويلة الأمد للمقيمين.
بشكل خاص، تجذب خدمات التأجير، الأجيال الأصغر سنّاً التي تهتم بالتجارب المميزة التي توفر عناصر الراحة والسلاسة، وتقع أكبر مجموعة سكانية من المستأجرين ضمن الفئة العمرية 25-34 و35-44.
ويتوقع العملاء الآن ميزات أكثر من مجرّد الخدمة الجيدة والأسعار التنافسية، فهم يتطلّعون إلى تجربة شخصية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم ومتاحة عندما وأينما احتاجوا إليها.
وتساعد البيانات التاريخية شركات التأجير في تحديد تفضيلات العملاء، وتعديل التسعير لحظياً بناءً على طلب السوق، والتوصية بوسائل النقل الأكثر ملاءمة، سواء كانت سيارة رياضية متعددة الاستخدامات وتستخدم للمغامرات على الطرق الوعرة أم سيارة اقتصادية للتنقل داخل المدينة.
على سبيل المثال، خلال أشهر الشتاء الباردة وفترات العطلات في الإمارات العربية المتحدة، تستفيد شركات التأجير من زيادة النشاط السياحي من خلال تقديم هياكل تسعير متدرجة تتكيف مع متطلبات وظروف السوق، ما يعود بالنفع على كل من الشركة والعميل في نهاية المطاف.
لتحقيق الازدهار والنجاح في هذا المشهد سريع التطور، ينبغي أن تركز شركات تأجير السيارات على المرونة والتأكد من سهولة الوصول إلى خدماتها.
ويعكس انتشار الإيجارات طويلة الأجل والعقود المرنة وخدمات مشاركة السيارات، الرغبة المتزايدة لدى المستهلكين في التنقل دون عبء ملكية السيارات.
وتستجيب «يانغو درايف» (Yango Drive) لهذا الطلب من خلال توفير خدمات وحلول متنوعة لتأجير السيارات تم تصميمها لتلبية الاحتياجات قصيرة الأجل للسياح الباحثين عن الراحة، والمتطلبات طويلة الأجل للمقيمين الباحثين عن مركبات عالية الجودة يمكنهم قيادتها يومياً.
بالإضافة إلى ذلك، يعد تبني التكنولوجيا أمراً أساسياً للبقاء في المنافسة، على سبيل المثال، تستخدم «يانغو درايف» خوارزميات متقدمة للتنبؤ بفترات الذروة لتوفير العدد المناسب من المركبات عندما يحتاجها العملاء.
لذلك، على شركات التأجير الاستثمار في الرؤى القائمة على البيانات لتعزيز القدرات التشغيلية والارتقاء بتجربة العملاء. باختصار، يتجه مستقبل التنقل نحو نهج شخصي أكثر تكاملاً، حيث تعد خدمات تأجير السيارات جزءاً واحداً من تجربة تنقل أكبر وأكثر سلاسة.
باختصار، لقد وصل مشهد تأجير السيارات إلى نقطة تحول، ومع توجه المزيد من المستهلكين إلى تبني خيارات بعيدة عن الملكية، تحتاج شركات التأجير إلى الابتكار لتلبية هذه المطالب المتغيرة، ومن خلال التركيز على المرونة، وتبني الابتكارات التكنولوجية، وتخصيص الخدمات، تستشرف دولة الإمارات العربية المتحدة مستقبلاً واعداً في مشهد تأجير السيارات تتوفر فيه المزيد من الخيارات للعملاء بقيمة أفضل وتجربة أكثر سلاسة.