وفي البداية كانت مجموعة العشرين بمثابة منتدى لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من كبرى الاقتصادات في العالم.
وقد أُقيم الاجتماع الأول للمجموعة في برلين، ألمانيا، في عام 1999. ومنذ عام 2008 تطورت المجموعة لتشمل قمماً سنوية لزعماء الدول والحكومات، بالإضافة إلى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، موسعة دورها وأهميتها.
الهدف الرئيسي لـمجموعة العشرين هو تيسير الحوار والتعاون بين دولها الأعضاء في مجموعة متنوعة من المسائل الاقتصادية والمالية. وتشمل بعض أهدافها الرئيسية تعزيز الاستقرار الاقتصادي من خلال تنسيق السياسات لمنع الأزمات المالية والحد من تأثيرها. ويتضمن ذلك مناقشة السياسات المالية والنقدية، والتنظيم المالي، وإدارة أسعار الصرف. وتلعب المجموعة دورًا حاسمًا في تعزيز ممارسات التجارة المفتوحة والعادلة. وتعمل الدول الأعضاء معًا لمعالجة التفاوتات التجارية وتقليل الحواجز التجارية وضمان منافسة عادلة للشركات.
وتنبع أهمية هذه المجموعة لأن اقتصاداتها تمثل 85% من الناتج الاقتصادي العالمي و75% من التجارة العالمية، ويمثل مجموع سكان هذه الدول ثلثي سكان الكرة الأرضية. وتضم المجموعة دولاً متنافسة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان من جهة، والصين وروسيا من جهة ثانية.
وبالرغم من أن المجموعة هي في المقام الأول منتدى اقتصادي، ولكن لها بُعد سياسي مهم أيضًا، فتركز المناقشات في اجتماعاتها على قضايا جيوسياسية لها تأثير اقتصادي. وعلاوة على ذلك، توفر القمم السنوية لزعماء الدول والحكومات منبرًا للقادة للتعامل مع مجموعة متنوعة من التحديات العالمية، من تغير المناخ إلى الأمن الدولي.
وجود دول مثل الولايات المتحدة الأميركية واليابان والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين في نفس المجموعة الدولية يجب أن ينظر إليه من الناحية الإيجابية لأن هذا التواجد يوفر منصة للمناقشات الدبلوماسية وحل النزاعات من خلال الحوار والتعاون بين هذه الدول ويمكن أن يساعد على منع تصاعد التوترات إلى نزاعات وحروب واسعة النطاق سيكون ثمنها باهضاً.
لذا، لا يمكن تجاهل أهمية المجموعة على الساحة العالمية. فمن خلال تعزيز التعاون بين الاقتصادات الكبرى، تساهم المجموعة في الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي وزيادة مرونته ضد الأزمات المالية. وتسهم في تنسيق السياسات الاقتصادية ومعايير التنظيم، ما يقلل من مخاطر الحمائية والصراعات التجارية. كما تتيح منصة المجموعة للقادة معالجة التحديات العالمية العاجلة، بما في ذلك تغير المناخ والاستجابة للأوبئة مثل جائحة كوفيد-19 وتخفيف الفقر، والمشاركة في صياغة قواعد الاقتصاد والمالية الدولية. فعلى سبيل المثال، خلال فترات الأزمات، مثل أزمة الاقتصاد العالمي في عام 2008 أو جائحة كوفيد-19، قامت المجموعة بلعب دور حاسم في تنسيق الاستجابة واستقرار الاقتصاد العالمي.
اليوم الأحد يجتمع كبار الرؤساء ورؤساء الوزراء من جميع أنحاء العالم في القمة السنوية الثامنة عشر لزعماء مجموعة العشرين في العاصمة الهندية دلهي ومنذ يوم أمس السبت، تحت شعار أرض واحدة، أسرة واحدة، مستقبل واحد، والموضوعات الرئيسية المطروحة لقمة هذا العام تشمل الصراع الدائر في أوكرانيا، وإعادة هيكلة الديون، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في إطار مكافحة أزمة تغير المناخ، والتنمية الخضراء، والتحول التكنولوجي والبنية التحتية الرقمية، ومكافحة الفقر، والأمن الغذائي. كما طرحت الهند موضوع عضوية القارة السمراء، وأصبح الاتحاد الأفريقي رسمياً يوم أمس السبت عضواً في مجموعة العشرين، وسيحصل الاتحاد، الذي يضم 55 دولة عضو، على نفس وضع الاتحاد الأوروبي، التكتل الإقليمي الوحيد الذي يملك عضوية كاملة في مجموعة العشرين.
وقد تم دعوة تسع دول من خارج المجموعة من بينها الإمارات العربية المتحدة ومصر كما دعيت مجموعة من المنظمات المالية الدولية لحضور الاجتماع، فعنصر البحث عن التمويل للمبادرات والبرامج والمشاريع العالمية مطروح بقوة، وخاصة تلك المتعلقة بالتغيرات المناخية والبيئة والديون.
الصراع في أوكرانيا غيب الرئيس الروسي بوتين وحضر عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف، والصراع حول تايون وقضايا أخرى بين الصين والولايات المتحدة غيب الرئيس الصيني شي، وينوب عنه رئيس الوزراء لي تشيانغ الذي يرأس الوفد الصيني.
نجحت القمة في معالجة العديد من القضايا المدرجة في جدول أعمال القمة وطرحت مشاريع مثيرة للاهتمام خط السكك الحديدية والموانئ من الهند إلى أوروبا، والنقطة الثالثة المهمة هي تأييد روسيا للبيان الختامي للقمة.