وعلقت في تغريدة على "تويتر" أن جولتها فرصة لرؤية فرص الابتكارات الاقتصادية والطاقة، ومناقشة كيف يمكن للولايات المتحدة تعزيز شراكتها مع أفريقيا، والجهود المطلوبة لدعم الصحة والتنمية الاقتصادية، وتعزيز الأولويات الاقتصادية للإدارة الأميركية، وهي مباحثات تركز فيها يلين على الرؤية الأميركية مع كبار رجال الأعمال، ومع رئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما، ووزير المالية سيتومبيكو موسوكوتواني، ومحافظ البنك المركزي، ديني إتش كاليالي، وفقا لما ذكرته صحيفة "لوساكا تايمز".
ولعل قضية قضية ديون زامبيا، للولايات المتحدة وللصين، وفق "موقع بلومبرغ"، تحظى باهتمام الإدارة الأميركية، في إطار اهتمامها بحلفائها من القارة الأفريقية، فيما يكشف تقرير لـ "صندوق النقد الدولي" أن زامبيا تسعى للإعفاء من ديون بقيمة 8.4 مليار دولار.
ويمكن قراءة الرسائل الأولية، من خلال خطاب ومباحثات الوزيرة الأميركية في العاصمة السنغالية داكار، عندما زارت ملتقى رجال أعمال، أو من خلال لقائها وزير الاقتصاد السنغالي أوليماتا سار، وتصريحاتها قبل توجهها لـ "لوساكا" عاصمة زامبيا ، في عدة محاور أهمها:
أولاً، إن مشاركة الولايات الأميركية مع أفريقيا "ليست لمجرد التعاملات العارضة، وليست للاستعراض، كما أنها ليست قصيرة الأجل"، في رسالة توضح حدود الفترة المقبلة وجديتها.
ثانيا، إن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا، سيكون أفضل من أي وقت مضي، معترفة بأن "جائحة "كورونا" ، وأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، جاءتا كرياح اقتصادية معاكسة لأفريقيا.
ثالثاً، بحسب ما نقل موقع "هيد توبكس، أن أفريقيا تواصل ريادتها بثرواتها الطبيعية وكتلتها البشرية.
وقد شهدت الشركات الأفريقية الناشئة، خاصة في نيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا ومصر، زيادة في التمويل على مدى سنوات، وأظهر تقرير أنهم حصلوا على استثمارات قياسية بقيمة 2 مليار دولار عام 2021.
رابعا، أرادت الوزيرة الأميركية، بحسب موقع "بلومبرغ"، أن تبدأ الصراع مبكراً ضد الصين، من قلب أفريقيا، بدعوة بكين، إلى تقديم إعفاء من الديون للاقتصادات المتعثرة، كخطة مماثلة تعتزم ادارة الرئيس الأميركي تقديمها من خلال البدائل المالية الأميركية.
وفي هذا الصدد، أعربت يلين عن تفاؤل حذر بأن الصين ستكون مستعدة للدخول في صفقة متعددة الأطراف لإعادة هيكلة الديون مع زامبيا. بل اعتبرتها ، بحسب "وول ستريت جورنال" ، حالة اختبار حاسمة للجهود المبذولة لمساعدة البلدان النامية في الحصول على إعفاء من الديون الخارجية الساحقة في بعض الأحيان.
وينظر إلى ديون زامبيا على أنها حالة اختبار رئيسية لما يسمى "بالإطار المشترك"، وهو برنامج أنشأته البلدان الغنية لتوحيد مواقف الدائنين التجاريين والسياديين، وتمهيد الطريق لتخفيف عبء الديون عن البلدان المثقلة بالديون، والصين باعتبارها، أكبر مقرض للعالم النامي ، لانتقادات لتعطيلها البرنامج في زامبيا ودول أخرى.
لكن تقرير سابق لـ "صندوق النقد الدولي"، كشف أن زامبيا تسعى للإعفاء من ديون تزيد عن 8.4 مليار دولار، بدءاً من العام الجاري وحتى عام 2025، حسب تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في وقت سابق.
خامسا، اعتبرت جانيت يلين أن الحرب في أوكرانيا جاءت سببا رئيسيا للبؤس الإفريقي ، فيما وصفت تصريحاتها من جانب المراقبين بأنها ضربة مباشرة لروسيا.
سادساً، وبحسب ما نقلت عن يلين "وكالة الأنباء الفرنسية"، اعتبرت أن العالم بدأ أخيراً يعترف بمساهمات أفريقيا في الماضي والمستقبل.
سابعاً، أكدت في لغة مزجت بين الدبلوماسية الناعمة والعروض الواضحة، أن ثمار استراتيجية اقتصادية جديدة، تجاه إفريقيا، في الأشهر المقبلة من هذ االعام ، ستكون شعارها "تبادل المنفعة". موضحة، بحسب ما نقل الموقع الأميركى، أنه في عام 2035 ، سيتجاوز عدد الشباب الأفارقة من جنوب الصحراء في سن العمل، عدد بقية العالم مجتمعين، وفي هذا الإطار، تناولت مباحثات يلين مع وزير الاقتصاد السنغالي أوليماتا سار، التركيبة السكانية الواعدة للقارة السمراء!.
ثامناً، شددت يلين، على أن النمو الاقتصادي مع أفريقيا لن يأتي إلا مع توفير فرص عمل واستثمارات كافية، بهدف تحقيق عوائد اقتصادية إيجابية مع تعزيز الديون المستدامة"، معلنة أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم استثمار أكثر من 350 مليون دولار لتوسيع الوصول إلى الإنترنت بأسعار معقولة وتعزيز المهارات الرقمية وريادة الأعمال في افريقيا.
وقالت إن الولايات المتحدة التزمت بتقديم نحو 11 مليار دولار في جميع أنحاء أفريقيا في اطار التغلب على تداعيات جائحة "كوفيد 19"، وآثار الحرب الروسية على اوكرانيا.
تاسعاً، ركزت يلين على نقطة هامة في مباحثاتها، وهي أن الحكومات الأفريقية بحاجة إلى مراعاة الـ"fiscal space" أو "المدى المالي" عند القيام باستثمارات عامة "مهمة" ، وهو "حيز" في ميزانية الحكومة يتيح لها توفير الموارد للغرض المنشود دون تعريض استدامة وضعها المالي أو استقرار الاقتصاد للخطر.
عاشراً، اعتبرت وزير الخزانة الأميركية، أن المشكلة الأكبر أمام العديد من الدول الأفريقية هي المعاناة من أعباء ديون لا يمكن تحملها، مجددة دعم الولايات المتحدة للاتحاد الإفريقي للانضمام إلى مجموعة العشرين.
لكن في رسالة أميركية واضحة، وعنوان موحد، كشريك مستقبلي جاد، طالبت يلين الحكومات الأفريقية بالإصلاح وتوفير الشفافية، والاستفادة من رأس المال البشري في القارة ومساعدة رواد الأعمال والعاملين الأفراد، وأنه على الدول الأفريقية أن تكون حذرة من الصفقات اللامعة التي قد تكون "مبهمة" وتفشل في النهاية، مما تترك تلك البلدان مع إرث من الديون، والموارد المحولة، والدمار البيئي، في انتقاد ضمني للصين، الهاجس الدائم والمنافس الأكبر للولايات المتحدة في أفريقيا.
أخيراً، لعل جولة وزيرة الخزانة الأميركية لأفريقيا بدأت بتحديات، ورهانات واستعراض "أولويات" جديدة تستكملها إدارة الرئيس جو بايدن خلال الشهور المقبلة ، تحت عنوان واضح مفاده أن الولايات المتحدة الأميركية "القوية" لن تترك القارة السمراء لقمة سائغة لـ "التنين" القادم من الصين.