السوق تجاهل خفض روسيا توقعاتها لسعر البرميل
الأسعار هبطت أكثر من 2% في بداية تعاملات الأسبوع
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، رغم استمرار تقدم المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، والتي ضغطت على أسعار النفط بقوة في نهاية تعاملات أمس، بعد أنباء عن الاتفاق على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.
عزز من صعود النفط الخام اتساع خسائر الدولار الأميركي الذي وصل إلى أدنى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات؛ ما يقلل تكلفة شراء ونقل وتأمين النفط على المستوردين حاملي العملات الأخرى.
في غضون ذلك، يترقب المستثمرون صدور عدد من البيانات الأميركية خلال الأسبوع الجاري للخروج بمؤشرات حول الوضع الاقتصادي، ومن بينها مؤشر مديري المشتريات لقطاعي التصنيع والخدمات لشهر أبريل.
◄ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر يونيو حوالي 0.7 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.9% وصولاً إلى مستويات قرب 67 دولاراً في البرميل بحلول الساعة الـ4:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر مايو حوالي 1.1% تعادل 0.8 دولار في البرميل إلى مستويات قرب 64 دولاراً في البرميل.
◄ هبطت أسعار النفط أكثر من 2% أمس، تزامناً والمؤشرات على تقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، إضافة إلى استمرار قلق المستثمرين من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى رياح معاكسة تقلص الطلب على الوقود.
◄ في المقابل، ارتفعت أسعار النفط أكثر من 3% يوم الخميس مدعومة بآمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تزايد مخاوف تتعلق بالإمدادات بعد أن فرضت واشنطن مزيداً من العقوبات لتقليص صادرات النفط الإيرانية.
في الأسبوع الماضي، دفعت المخاوف بشأن نقص إمدادات النفط الإيراني والآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كلاً من خام برنت، وخام غرب تكساس الوسيط إلى الارتفاع بنحو 5% في أسبوع، مسجلين أول مكسب أسبوعي لهما في ثلاثة أسابيع.
في حين أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس، اتفاق إيران والولايات المتحدة على البدء بوضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، وذلك بعد محادثات وصفها مسؤول أميركي بأنها حققت تقدماً جيداً للغاية.
كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدرت عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية يوم الأربعاء الماضي، بما شمل مصفاة نفط صغيرة مستقلة تتخذ من الصين مقراً؛ ما يزيد الضغط على طهران وسط محادثات بشأن برنامجها النووي.
وفي الأسبوع الماضي، فرضت واشنطن عقوبات إضافية على عدد من الشركات والسفن التي قالت إنها مسؤولة عن تسهيل وصول شحنات نفط إيرانية للصين في إطار أسطول ظل.
توقعات روسيا أمس أن يبلغ سعر خام الأورال، وهو مزيج النفط الرئيس في روسيا، 56 دولاراً للبرميل مقابل 69.7 دولار للبرميل الذي استندت إليه روسيا في ميزانيتها لعام 2025، وهو ما وصفته الوزارة بالتقدير المتحفظ.
وقالت وزارة الاقتصاد الروسية أمس، إنها تعتقد في السيناريو الأساس للتوقعات الاقتصادية لعام 2025 أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 68 دولاراً تقريباً للبرميل، انخفاضاً من 81.7 دولار للبرميل عما افترضته في توقعاتها في سبتمبر.
بالمقابل، قالت وزارة الاقتصاد إنها لا تتوقع مخاطر ركود كبيرة بسبب الحروب التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً هذا العام يزيد قليلاً عن 2%.
يبدو أن الأسواق تفاعلت إيجاباً مع المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها التجاريين، إذ رجح القائم بأعمال الرئيس الكوري الجنوبي هان دوك-سو خلال اجتماع لمجلس الوزراء اليوم، أن تمهد محادثات التجارة التي تجري في غضون أيام مع الولايات المتحدة الطريق نحو حل مفيد للطرفين.
بالمقابل قال مكتبا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ونائب الرئيس الأميركي جيه. دي فانس أمس، إن المسؤولَين رحَّبا بالتقدم الكبير المحرز في المحادثات بشأن إبرام اتفاق تجاري بين البلدين، إذ تسعى نيودلهي جاهدة لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية وتعزيز العلاقات مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني تفاؤلهما بشأن تسوية التوتر التجاري الذي أثر سلباً في العلاقات الأميركية الأوروبية.
وقال ترامب: «لن نواجه أي مشكلة تذكر في إبرام صفقة مع أوروبا أو أي جهة أخرى، لأننا نملك ما يريده الجميع».
يأتي ذلك في الوقت الذي خفضت فيه «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية، والعديد من البنوك بما في ذلك «غولدمان ساكس» و «جيه.بي مورغان» هذا الأسبوع توقعاتها بشأن أسعار النفط ونمو الطلب إثر الاضطرابات التي تسببت فيها الرسوم الجمركية الأميركية وردود دول أخرى عليها.