اﻷحد 5 يناير 2025 ص
يحتفل برج خليفة، الذي يعد رمز طموحات دبي وبراعتها الهندسية، بمرور 15 عاماً على افتتاحه، ورغم أنه ما يزال يجذب المستثمرين الأثرياء، ويمثل قمة الحياة الفاخرة، إلا أنه يواجه منافسة متزايدة من مشاريع جديدة في أنحاء المدينة.
يقول لويس ألسوب، رئيس مجلس إدارة شركة الوساطة العقارية «أولسوب آند أولسوب» (Allsopp & Allsopp): «مع إعادة تعريف الأبراج الفاخرة الأخرى لمعايير الفخامة من خلال التصميمات الداخلية الحديثة والمرافق المتطورة، يواجه برج خليفة تحديات متزايدة للاستثمار في التحديثات».
افتُتح برج خليفة في 4 يناير 2010 بعد فترة بناء استمرت 6 سنوات، ومنذ ذلك الحين، تقلبت أسعار الوحدات داخل البرج تبعاً لتحولات السوق العقاري في المدينة، وفقاً لما أورده تقرير موقع (AGBI).
وفقاً لاستشارات «فاليوسترات»، أثبت برج خليفة، خلال سنواته الأولى، نفسه كأصل عقاري فاخر، وجذب موجة من المستثمرين الأثرياء، وبين عامي 2010 و2014، ارتفعت قيم العقارات لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 4750 درهماً (1293 دولاراً) للقدم المربعة في أكتوبر 2014.
كما بلغت إيجارات الشقق الاستوديو السنوية نحو 110 آلاف درهم في العام نفسه، إلا أن سلسلة من العوامل، بما في ذلك زيادة رسوم المعاملات، ومخاوف من فائض العرض، وانخفاض أسعار النفط، أدت إلى تباطؤ الطلب بين عامي 2015 و2019.
كما انخفضت أسعار بعض الوحدات بنسبة 39% خلال هذه الفترة، بينما تراجعت إيجارات الشقق الاستوديو إلى 95 ألف درهم سنوياً بحلول نهاية 2019.
وتجدر الإشارة إلى أن جائحة كورونا زادت التحديات التي واجهها البرج، إذ أثّرت قيود السفر والتحول نحو العيش في الفلل على الطلب على الشقق الفاخرة.
وانخفضت أسعار العقارات في البرج إلى 2470 درهماً للقدم المربعة بحلول منتصف عام 2020، بينما تراجعت إيجارات الشقق الاستوديو إلى 75 ألف درهم سنوياً.
شهد برج خليفة انتعاشاً قوياً في السنوات الأخيرة، رغم التحديات. ووفقاً لـ«فاليوسترات»، ارتفعت قيم العقارات في البرج إلى 3930 درهماً للقدم المربعة بحلول أكتوبر 2024، بزيادة قدرها 60% عن أدنى مستوياتها خلال الجائحة، وكذلك تضاعفت إيجارات الشقق الاستوديو لتصل إلى 150 ألف درهم سنوياً.
وكشف تقرير صادر عن «نايت فرانك» أن عدد الصفقات في برج خليفة بلغ 1.756 صفقة بين عامي 2010 و2023، بقيمة إجمالية تقترب من 10 مليارات درهم، ويمثل البرج 8% من المعاملات جميعها في وسط مدينة دبي؛ الأمر الذي يؤكد جاذبيته المستمرة.
من جانبه، يقول لويس هاردينغ، المدير العام في «بيتر هومز»: «حافظت معدلات الإشغال على استقرارها، حيث تراوحت بين 85% و90%، الأمر الذي يظهر قدرة البرج على الصمود خلال دورات السوق المختلفة».
بدورهم، يشدد خبراء القطاع على حاجة برج خليفة للتحديث للحفاظ على مكانته التنافسية، رغم استمرار الطلب. ويقول ألسوب: «المرافق القديمة والرسوم العالية قد تثني المشترين، ولا سيما مع ظهور عقارات فاخرة بديلة في السوق».
تشمل المنافسة العالمية عقارات بارزة مثل برج «432 بارك أفينيو» في نيويورك و«وان هايد بارك» في لندن، التي وضعت معايير جديدة للعيش الفاخر.
بحسب التقرير، يواصل برج خليفة جذب الأنظار من خلال الصفقات القياسية، إذ تم إدراج «قصر السماء» في نوفمبر، وهو وحدة مكونة من طابقين بمساحة 21 ألف قدم مربعة في الطابق 108، بسعر 180 مليون درهم (49.5 مليون دولار. وتحتاج الوحدة غير المكتملة إلى 20 مليون درهم إضافية لتجهيزها.
وكان البرج رائداً في مجال الشقق السكنية ذات العلامات التجارية من خلال تعاونه مع المصمم الشهير جورجيو أرماني لتصميم وحدات فاخرة حصرية.
كما ساهم البرج في تعزيز قيم العقارات في المنطقة الوسطى من مدينة دبي، حيث استفادت المباني المحيطة من المناظر الخلابة لارتفاعاته التي لا مثيل لها.
وخلص التقرير إلى القول إنه مع احتفاله بالذكرى الخامسة عشرة، لا يزال إرث برج خليفة كرمز عالمي للعقارات الفاخرة ثابتاً، مشدداً على ضرورة الابتكار والتحديث.
