شهد المليارديرات حول العالم، انخفاضاً حاداً في صافي ثرواتهم ومحافظهم الاستثمارية خلال عمليات البيع المكثفة في السوق؛ بسبب الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
وبعد أشهر من قوله إن الأشخاص الذين يشعرون بالقلق إزاء التأثيرات الاقتصادية للرسوم الجمركية يجب أن «يتجاوزوا الأمر»، كتب الرئيس التنفيذي لبنك «جي بي مورغان تشيس» جيمي ديمون، في رسالته السنوية التي نشرت يوم الاثنين، أن «أميركا أولاً جيدة، طالما أنها لا تنتهي إلى أن تصبح أميركا وحدها».
ونقلت صحيفة «بزنس إنسايدر» تحذيره من أن الرسوم الجمركية سوف تؤدي إلى إبطاء الاقتصاد.
الملياردير ستانلي دراكنميلر، الذي عمل تحت إمرته وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، كان قد كتب على موقع (X) في نوفمبر الماضي، أن موظفه السابق «مبتكرٌ بأسلوب هادئ ومدروس، سيُحدث اضطراباً في الأسواق دون أن يُزعزع استقرارها».
لكن الأحد الماضي ومع شيوع توقعات الركود بين الاقتصاديين، أوضح اختلافه عن تلميذه السابق، كاتباً أنه «لا يدعم فرض رسوم جمركية تتجاوز 10%».
كما يشعر اثنان من المليارديرات الجمهوريين، وهما كين لانغون وغريفين، مؤسسا شركتي «هوم ديبوت» و«سيتادل» على التوالي، بالإحباط من طرح البرنامج الجمركي الجديد، وفق «بزنس إنسايدر».
وقال لانغون لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، إنه لا يفهم الصيغة المستخدمة في تحديد أسعار الفائدة لكل دولة، في حين وصف غريفين، الذي خسر صندوقه الرائد أموالاً خلال الشهرين الماضيين - هذه الأسعار بأنها «خطأ سياسي كبير» في محاضرة بجامعة ميامي مساء الاثنين.
ليس من المفاجئ أن يتغير رأي أثرياء العالم. على سبيل المثال، حظى الرئيس السابق جو بايدن بدعم كبار الشخصيات في وول ستريت ووادي السيليكون قبل أن تتدهور علاقتهما، ويعود ذلك جزئيًا إلى سياسات وتركيز رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات السابق غاري جينسلر ورئيسة لجنة التجارة الفيدرالية السابقة لينا خان.
لقد كان ترامب نفسه يتأرجح بين الحب والكراهية مع النخبة في مسقط رأسه خلال العقد الذي قضاه في السياسة، حيث أصبح الهدوء الأخير باهتا مقارنة بكيفية هروب الشركات والمانحين منه في أعقاب محاولة التمرد في السادس من يناير قبل أربع سنوات.
وارتفعت السوق لفترة وجيزة إثر شائعة كاذبة عن تأجيل فرض الرسوم الجمركية. فيما نفى البيت الأبيض أي تأجيل، بل هدد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى على الصين، التي لم تُبدِ أي بادرة على الرضوخ.
وكتبت صحيفة الشعب اليومية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني، يوم الأحد: «كلما زاد الضغط علينا، أصبحنا أقوى»، وبدأ بعض المستثمرين يراهنون عليهم بدلاً من الولايات المتحدة.
وفي حديثه في ما سمي «يوم التحرير» في مؤتمر نظمته مجموعة الضغط التكنولوجية «مجلس صناعة تكنولوجيا المعلومات»، قال ديفيد ماكورميك، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا والرئيس التنفيذي السابق لأكبر صندوق تحوط في العالم، «بريدج ووتر أسوشيتس»، إنه تحدث إلى العديد من زملائه في مجال عمله القديم الذين يؤيدون الصين بشدة، ويؤيدون أميركا بشدة.
وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، خسر أغنى 10 أشخاص في العالم أكثر من 82 مليار دولار خلال يومين فقط، بين 3 و4 أبريل، وعلى مدار العام، تراجعت ثرواتهم مجتمعة بنحو 353 مليار دولار.
إيلون ماسك تصدّر الخسائر بفقدانه 130 مليار دولار، رغم أن ثروته لا تزال تتجاوز 300 مليار.
جيف بيزوس خسر 45.2 مليار دولار، لتنخفض ثروته إلى 193 مليار.
مارك زوكربيرغ خسر 28.18 مليار دولار، ليصل إلى 179 مليار.
برنار أرنو، عملاق الموضة والرفاهية، فقد 18.6 مليار دولار.
بيل غيتس تراجعت ثروته بـ3.3 مليار دولار.
أما لاري إليسون ولاري بيغ وسيرجي برين وستيف بالمر، فقد خسر كل منهم ما بين 19 و42 مليار دولار.