الرسوم الجمركية الأميركية تهز سوق السلع الفاخرة الأوروبية

تواجه صناعة السلع الفاخرة الأوروبية تحدياً جديداً يتمثل في الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي باتت تهدد أرباح هذه الشركات في أحد أهم أسواقها، وهي الولايات المتحدة.

وحذر محللون من أنه قد يظهر انقسام واضح بين الفائزين والخاسرين بين العلامات التجارية الفاخرة الراقية في أوروبا بعد أن شوهد تأثير التعريفات الجمركية الشاملة المضر بالمبيعات الأميركية المربحة، وفق ما نقلت «سي إن بي سي».

المحرك الرئيس للمبيعات

وكانت الولايات المتحدة محركاً رئيساً للنمو للعديد من العلامات التجارية الفاخرة في الأرباع الأخيرة، حيث حولت الشركات تركيزها إلى المستهلكين الأميركيين الأثرياء وسط تراجع المبيعات الصينية.

لكن الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة 10% و20% و31% على السلع المستوردة من المملكة المتحدة وأوروبا وسويسرا على التوالي، قد تؤثر سلباً على هذا الطلب، حيث إن السلع المصممة - التي تعتمد عادةً على الإنتاج الأوروبي والآسيوي - تمرر تكاليف إضافية إلى المستهلكين.

وكتب المحللون في مذكرة يوم الخميس: «نتوقع أن تمرر معظم العلامات التجارية الفاخرة ذلك إلى المستهلك النهائي من خلال جولة أخرى من الزيادات المئوية في الأسعار ذات النسبة المئوية العالية في رقم واحد في الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة من أجل التخفيف من بعض التأثير»، وفق «سي إن بي سي».

الأسهم الأكثر تأثراً

وأشار «سيتي بنك» إلى أن شركة بيركنستوك الألمانية لصناعة الأحذية ودار الأزياء الإيطالية برونيللو كوتشينيللي ودار المجوهرات الدنماركية باندورا من بين الأسهم الأكثر تعرضاً للمستهلكين الأميركيين. 

وانخفضت أسهم باندورا بنسبة 11% يوم الخميس، لتصل إلى أدنى مستوى لها في عام، بعد الإعلان عن فرض رسوم جمركية بنسبة 37% على مركز إنتاجها الرئيس في تايلاند.

وأشار «سيتي بنك» إلى أن هذا أعلى بكثير من توقعات إدارة الحالة الأساسية للتعريفة الجمركية البالغة 10% في فبراير، دون الإشارة إلى تدابير التخفيف.

واستمرت أسهم باندورا في الانخفاض يوم الجمعة بعد أن قالت الشركة إن تعريفات ترامب سيكون لها تأثير محتمل قدره 1.2 مليار كرونة دنماركية (176.6 مليون دولار) على الشركة.

وفي سويسرا، تواجه شركات صناعة المجوهرات والساعات، التي تعد الولايات المتحدة سوقاً كبيراً لها، ضربة تعريفة جمركية أكبر من المتوقع، ما قد يؤثر في المبيعات في ريتشمونت ومجموعة سواتش.

النظارات الشمسية من ماركة راي بان، إلى جانب علامات تجارية شهيرة أخرى، بما في ذلك أوكلي وأوليفر بيبولز وفوغ آيوير، مملوكة لشركة إيسيلور لوكسوتيكا الفرنسية الإيطالية العملاقة في مجال النظارات، وهي أكبر شركة في هذا القطاع بقيمة سوقية تتجاوز 100 مليار يورو (110 مليارات دولار). وفي عام 2024، بلغت مبيعاتها في أميركا الشمالية ما يقرب من 12 مليار يورو.

وبما أن الاتحاد الأوروبي يواجه الآن معدل رسوم جمركية بنسبة 20% - بمجرد دخول التعريفات الجمركية المتبادلة حيز التنفيذ في 9 أبريل، فإن تلك الإكسسوارات تصبح أكثر تكلفة بكثير.

الفائزون المحتملون

أما الفائزون المحتملون كانت الأسهم ذات التعرض الأقل للإيرادات الأميركية والإنتاج الأكثر محلية في الولايات المتحدة وتلك التي تواجه معدلات تعريفة أكثر تواضعاً، وتشمل هذه الشركات علامة الأزياء الإيطالية (Moncler)، والعلامة البريطانية (Burberry)، ودار الأزياء الفرنسية الفاخرة (LVMH).

في الوقت نفسه، قد تكون العلامات التجارية التي نجحت حتى الآن في تجاوز انكماش أسعار السلع الفاخرة وانخفاض إنفاق المستهلكين، مثل هيرميس، في وضع أفضل لتجاوز ارتفاع الأسعار.

وأضاف محللون: «نعتقد أن الشركات التي تتمتع بقوة تسعيرية ومكانة مرموقة في قطاع السلع الفاخرة، مثل هيرميس وريتشمونت، قد تجد أنه من الأسهل عليها تخفيف التأثير من خلال التسعير»، وفق «سي إن بي سي».