ويعد صندوق أشباه الموصلات بقيمة 344 مليار يوان (47.49 مليار دولار)، وهو الأكبر في الصين على الإطلاق، الثالث الذي يطلقه "الصندوق الوطني للاستثمار في صناعة الدوائر المتكاملة"، ويمثل ضعف إجمالي المبلغ الذي تم جمعه في المراحل السابقة في عامي 2014 و2019.
تم تسجيل الصندوق يوم الجمعة، وفقاً لنظام نشر المعلومات الائتمانية للمؤسسات الوطنية، وهي وكالة ائتمانية تديرها الحكومة الصينية.
تعد وزارة المالية الصينية أكبر مساهم في الصندوق، بحصة تبلغ 17%، في حين تمتلك خمسة بنوك صينية كبرى مملوكة للدولة - البنك الصناعي والتجاري الصيني، وبنك التعمير الصيني، والبنك الزراعي الصيني، وبنك الصين، وبنك الاتصالات - حصصاً متساوية تبلغ كل منها حوالي 6% من الأسهم، وفقاً لقاعدة بيانات الشركات الصينية (Tianyancha).
يأتي التمويل الجديد عقب عدة جولات من القيود الأميركية على تصدير أشباه الموصلات المتقدمة ومعدات تصنيع الرقائق إلى الصين، وكان آخرها في أكتوبر الماضي ما أعاق بشكل كبير شحنات رقائق الذكاء الاصطناعي.
في الوقت نفسه، طرحت القوى الاقتصادية الكبرى في جميع أنحاء العالم حزم دعم للصناعة وسط تكثيف الطلب على الرقائق المتقدمة لتشغيل حوسبة الذكاء الاصطناعي والمخاوف المتزايدة بشأن اضطرابات سلسلة التوريد.
منحت الولايات المتحدة لشركة "سامسونغ" الشهر الماضي ما يصل إلى 6.4 مليار دولار، وحوالي 6.6 مليار دولار لشركة "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" (TSMC)، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، لبناء مصانع في الولايات المتحدة كجزء من قانون الرقائق الذي تبلغ قيمته 53 مليار دولار. وكشفت كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي عن حزمة بقيمة 19 مليار دولار لتعزيز صناعة الرقائق لديها.
قال تشينغيوان لين، المحلل في برنشتاين: "اشتدّت المنافسة حيث تحاول جميع الدول تحقيق الاكتفاء الذاتي من الرقائق".
ويعمل مصنعو الرقائق الصينيون على تكثيف الاستثمار في سلاسل التوريد المحلية وتطوير الرقائق المتقدمة.
وتشير تقديرات (SEMI)، وهي هيئة صناعية عالمية تمثل مصنعي وموردي الرقائق، إلى أن الشركات الصينية ستبدأ عمليات 18 مشروعاً لتصنيع الرقائق هذا العام، ما يزيد من قدرة الصين على تصنيع الرقائق هذا العام بنسبة 12%. اشترت الشركات الصينية ما يقدر بأكثر من 30 مليار دولار من معدات صنع الرقائق العام الماضي، وهو مبلغ قياسي وحوالي ثلث الإجمالي العالمي، وفقاً لـ(SEMI).
تركز معظم مصانع الرقائق الجديدة في الصين على رقائق الجيل الأقدم، التي لا تتأثر بالقيود الأميركية الحالية. ويعتقد المحللون أن الصندوق الجديد يمكن أن يضع الشركات في مكانة تمكنها من اللحاق بقدرات صناعة الرقائق المتقدمة وتعزيز إنتاجها الناضج، حيث لا تزال حصة الصين في أعمال المسابك العالمية منخفضة نسبياً.
وشكلت "الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات" (SMIC) الصينية، وشركة "هوا هونغ سيميكوندوكتور" (Hua Hong Semiconductor)، وهما من أكبر مصعني الرقائق في الصين، معاً حوالي 8% من حصة السوق العالمية في الربع الأول، بينما استحوذت شركة "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" على 62% من السوق، وفقاً لشركة أبحاث السوق "كاونتربوينت".
وقد يعمل الصندوق كشركة لإدارة الأصول، حيث يحصل على حصص في كل من شركات الرقائق العامة والخاصة. يقول فيليكس لي، المحلل في (Morningstar)، إن الشركة قد "تتولى دور المستثمر الرئيسي في كثير من الحالات من أجل دعم التقييم الأعلى وجذب الشركات الأخرى المملوكة للدولة".
ويقول لين من "بيرنشتاين" إن الحجم الهائل للتمويل الجديد يظهر أن الصين لم تتباطأ في التزامها ببناء نظام بيئي محلي لأشباه الموصلات في مواجهة القيود الأميركية، بل "تسارعت بالفعل".
ارتفعت أسهم أشباه الموصلات الصينية على نطاق واسع في تعاملات يوم الاثنين، مع ارتفاع سهم (SMIC) 7.4 % وسهم (Hua Hong) 11.5 %.