logo
تكنولوجيا

«البودكاست».. من ترند إلى صناعة تدر مليارات الدولارات سنوياً

«البودكاست».. من ترند إلى صناعة تدر مليارات الدولارات سنوياً
شهد العالم الرقمي طفرة في تقنيات بث المحتوى الصوتي، المعروفة بـ«البودكاست»، والتي جذبت اهتمام المستخدمين بشكل كبير.المصدر: شاترستوك
تاريخ النشر:15 مارس 2025, 04:32 ص

طفرة جديدة في تقنيات بث المحتوى الصوتي، تعرف باسم البودكاست، تجذب اهتمام المستخدمين، تكاد تنافس  طفرة الفيديو المزدهرة منذ سنوات. فقد بات الملايين يستمعون إلى برامج البودكاست للترفيه والتعليم، مع ظهور تقنيات تدعمها مثل إدراج Apple لتطبيق بودكاست في هواتفها الذكية عام 2012.

في عام 2014، دخل الملايين إلى عالم البث الصوتي، ليصل عدد المستمعين إلى حوالي 464.7 مليون في عام 2024، وفقاً لشبكة (Podcastatistics) العالمية، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 504.9 مليون مستمع بحلول نهاية عام 2025.

«إرم بزنس» حاورت مجموعة من الخبراء، رأى بعضهم أن البودكاست انتقل من كونه أسلوباً للتواصل الاجتماعي إلى صناعة جديدة في العالم الرقمي، وفي المقابل يقول مدراء تسويقيون إن نمو البودكاست وانتشاره أسهم في إقبال الشركات على زيادة الاستثمار في البودكاست.

«البودكاست»: صناعة مربحة 

هاشم آل محمد، خبير اقتصادي، يرى أن البودكاست تحول من ترند إلى صناعة تدر مليارات الدولارات سنوياً على الدول التي باتت توفر الإمكانات والبنى التحتية لاحتضان الصناعة.

وبحسب موقع (Verified Market Research) المختص بأبحاث السوق، فقد بلغت قيمة حجم سوق تدفق الصوت 20.54 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 41.87 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.20٪ من 2024 إلى 2030. ويعزى هذا النمو إلى زيادة المحتوى عند الطلب، وانتشار الإنترنت، وشعبية خدمات البث الصوتي، وزيادة الطلب على المحتوى المخصص، وتنويع المنصات.

آل محمد يقول إن نسبة الاستماع إلى البودكاست ارتفعت في المنطقة العربية إلى 65% ويدعم ذلك تقرير صادر عام 2024 عن «حال البودكاست في العالم العربي»، يكشف أن 80% من المتلقين يفضلون البودكاست باللغة العربية، وأن 78% من المستمعين يميلون إلى الاستماع إلى البودكاست باللهجات العربية المحلية أكثر من تلك المقدمة باللغة العربية الفصحى.

أخبار ذات صلة

«قمة المليار» تتوقع 105 مليارات دولار لسوق البودكاست بحلول 2028

«قمة المليار» تتوقع 105 مليارات دولار لسوق البودكاست بحلول 2028

ترى الخبيرة في الإعلام أمل بدر أن البودكاست يُستخدم كأداة تعليمية لتشجيع الطلاب على إنشاء محتوى صوتي، مشيرة إلى أنه انتقل من كونه منصة حاضنة للصوتيات إلى اتجاه جديد في عالم الرقمنة بعد دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في البث الصوتي.

تقول بدر إن دمج الاستراتيجيات الرقمية وتعزيز مشاركة الجمهور في الدول العربية من شأنه زيادة فرص النمو لهذه الصناعة. لكنها تشير إلى بطء انتشارها، خاصة في الأردن ولبنان على عكس مصر ودول الخليج، إذ بلغت قيمة سوق إعلانات البودكاست في الأخيرة 256.6 مليون دولار في عام 2024، مع توقعات بالنمو إلى مليار و398 مليون دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 20.7% خلال الفترة 2025-2033.

الذكاء الاصطناعي والبودكاست

يعد هذا النمو بحسب بدر مدفوعاً بعدة عوامل أبرزها تقدم التقنيات وزيادة انتشار الإنترنت، استخدام الأجهزة المحمولة،  توسع فئة الشباب المتبنين للتكنولوجيا، التي تمثل أكثر من نصف سكان المنطقة تحت سن 30، والتحول نحو التخصص في المحتوى عند الطلب بدعم من الذكاء الاصطناعي.

ويدعم ذلك تقديرات عالمية باستخدام حوالي 40% من مقدمي البث الصوتي أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين محتواهم، فقد وصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في هذه الصناعة إلى 2.82 مليار دولار في عام 2024.

تفيد إحصاءات (Verified Market Research) بأن قطاع الأخبار والسياسة استحوذ على أكبر حصة سوقية بأكثر من 27% في عام 2024، مدفوعاً بالطلب المتزايد على التحليلات المتعمقة التي يمكن الوصول إليها للأحداث الجارية.

ومن المتوقع أن يشهد قطاع الرياضة أسرع معدل نمو سنوي مركب يتجاوز 29% من عام 2025 إلى عام 2030، مدفوعاً بقاعدة المعجبين المتحمسين الذين يسعون إلى الحصول على رؤى أعمق في الألعاب واللاعبين وثقافة الرياضة. في حين استحوذ قطاع المقابلات على أكبر حصة سوقية في عام 2024، بفضل قدرته على توفير محادثات مع شخصيات مؤثرة. 

قطاع ناشئ للاستثمار

روضة ربيع، مديرة التسويق في منصة «فيجينيرز» (Visioneers) المتخصصة في إنتاج المحتوى المرئي والصوتي، تستشهد على أهمية صناعة البودكاست ومضاعفة محتواه بتجارب منصات عالمية مثل (Spotify) و(Apple Podcasts) و (YouTube) التي وصلت لملايين المتابعات والمشاهدات.

وحول الإيرادات، تقول ربيع إن منتجي البودكاست استطاعوا تحقيق أرباح من خلاله، ويعود السبب في هذا الازدهار إلى قوة صناعة الترفيه في الدول التي تتمتع باستقرار سياسي، إضافة إلى جرأة الأفكار المطروحة وجهد الإنتاج المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وترى ربيع أنه يتمثل في أميركا ودول الخليج على عكس سوق أوروبا، التي لا تزال في طور النمو.

علاوة على ذلك، تعمل الشركات على تكوين شراكات استراتيجية مع الفنانين والمؤثرين ومنشئي المحتوى لتقديم إصدارات حصرية، مما يؤدي إلى زيادة المشاركة. ومن المتوقع أن تؤدي مثل هذه الاستراتيجيات من قبل الشركات الرئيسة إلى دفع نمو صناعة البث الصوتي في السنوات القادمة.

أخبار ذات صلة

«يوتيوب» أكثر منصات التواصل شعبية لدى الجيل Z

«يوتيوب» أكثر منصات التواصل شعبية لدى الجيل Z

وبالفعل، يؤكد بشر نجار صانع البودكاست السوري والمقيم في فرنسا «زيادة الاهتمام عالمياً بالاستثمار في البودكاست»، ويقول: «سوق البودكاست يختلف من مكان لآخر» فمثلاً البودكاست في لندن مختلف عنه في الإمارات وكذلك في فرنسا حيث لا تتماشى مع الترند، وفق تعبيره، ومع هذا الاختلاف تختلف الأفكار والمعطيات والمحتوى والجماهير، ولفت نجار إلى أن الاستثمار في المحتوى الرقمي المرئي أعلى منه في المحتوى الرقمي الصوتي خاصةً في الدول العربية، وأن السعودية هي الدولة العربية الأولى المتصدرة في ضخ استثمارات عالية وكبيرة في صناعة المحتوى الرقمي الصوتي.

ورغم التحديات التي تواجهها هذه الصناعة، مثل كلفة التمويل وضعف الإيرادات للناشئين، فإن مستقبلها يعد واعداً، ولتطوير هذا القطاع، يتعين على صناع المحتوى العرب تعزيز جودة وتنوع المحتوى، والاستفادة من الفرص غير المستغلة بعد. ومع توفر البنية التحتية التقنية المتطورة في مدن مثل دبي، والرياض والقاهرة يمكن للبودكاست العربي أن يصل إلى آفاق جديدة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC