logo
تكنولوجيا

«ميتا» تتفوق على أقرانها.. نمو الأسهم 560% مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي

«ميتا» تتفوق على أقرانها.. نمو الأسهم 560% مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي
شاشة هاتف تعرض شعار «ميتا» في مدينة أنقرة التركية، 2 أكتوبر 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:23 أكتوبر 2024, 01:59 م

برزت شركة «ميتا» مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب»، كقوة رئيسة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 560% منذ أن وصلت إلى أدنى مستوى لها في عام 2022. ورغم أن بداية هذا التحول كانت مدفوعة بإجراءات خفض التكاليف، إلا أن إستراتيجية الشركة في الذكاء الاصطناعي دفعتها نحو آفاق جديدة من النمو.

على مدار العامين الماضيين، وبينما كانت شركة «إنفيديا» صانعة الرقائق الأميركية، تستحوذ على النصيب الأكبر من اهتمام «وول ستريت»، تمكنت «ميتا» من تحقيق نجاحات ملحوظة بهدوء.

فقد ارتفعت أسهمها بنسبة 348%، متجاوزة أداء نظيراتها ضمن مجموعة (FAANG) التي تضم شركات التكنولوجيا الأكثر نفوذاً، لتأتي في المرتبة الثانية بعد «إنفيديا» التي شهدت قفزة مذهلة بنسبة 1,052% ضمن مجموعة «السبع الرائعة» التي تضم شركات مثل «أمازون»، و«أبل»، و«مايكروسوفت».

وفقاً لتقرير مجلة «بارونز»، يبدو أن صعود «ميتا» أكثر إثارة للإعجاب عند النظر إلى ما حققته منذ وصولها إلى أدنى مستوياتها في أواخر عام 2022، عندما كانت تواجه تحديات كبيرة.

كانت «ميتا» تسعى لإعادة تعريف هويتها بعد تغيير اسمها رسمياً من «فيسبوك»، حيث واجهت منافسة شديدة من «تيك توك»، وتحدت ميزات الخصوصية الجديدة التي أطلقتها «أبل»، والتي أعاقت قدرتها على استهداف الإعلانات على هواتف «آيفون».

في عام 2022، شهدت «ميتا» أول انخفاض في الإيرادات منذ طرحها للتداول العام، بعد سنوات من النمو المستمر. في الوقت ذاته، تكبدت مشاريعها في الواقع الافتراضي والواقع المعزز خسائر كبيرة، خاصة ضمن قسم قسم أبحاث الواقع الافتراضي بالشركة.

وفي 4 نوفمبر 2022، وصلت أسهم «ميتا» إلى أدنى مستوى لها عند 88.09 دولار. لكن منذ ذلك الحين، بدأت مرحلة من الانتعاش، حيث ارتفعت أسهم الشركة لتصل إلى 582.01 دولار، مدفوعة بجهود تقليل التكاليف والتركيز المتجدد على النمو، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.

عام الكفاءة

في عام 2023، أطلق الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ ما أسماه «عام الكفاءة»، حيث قام بتقليص النفقات بشكل كبير. فبعد أن ارتفعت المصروفات بنسبة 34% في 2021 و23% في 2022، تم تقليص الزيادة في النفقات إلى 1% فقط في 2023.

كما تراجعت النفقات الرأسمالية، التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 23% في 2021 و68% في 2022، إلى 13% فقط في عام 2023. وشملت هذه الإستراتيجية تقليص عدد الموظفين وإلغاء آلاف الوظائف.

أخبار ذات صلة

«ميتا» تكشف عن أول نموذج لها من النظارات القائمة على الذكاء الاصطناعي

«ميتا» تكشف عن أول نموذج لها من النظارات القائمة على الذكاء الاصطناعي

في نفس العام، وسّعت «ميتا» جهودها الإعلانية داخل مجموعتها من التطبيقات، التي تضم «فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب». وقد شهدت زيادة في عدد المستخدمين النشطين يومياً بنسبة 8%، وارتفاعاً في الإيرادات الإعلانية بنسبة 28%، بفضل نجاح ميزة «ريلز» التي تم تصميمها لمنافسة «تيك توك». وعلى الرغم من أن هذه التحركات كانت دفاعية، إلا أنها أثبتت فعاليتها، ما أدى إلى استقرار الوضع المالي للشركة.

تحول إستراتيجي

ومع ذلك، أكد التقرير أن التحول الإستراتيجي نحو الذكاء الاصطناعي كان هو العنصر الرئيسي في نجاح «ميتا». فعلى عكس العديد من الشركات الأخرى في هذا المجال، جعلت «ميتا» نماذج اللغة (Llama) مفتوحة المصدر، مما أتاح للمطورين الخارجيين فرصة المساهمة في تحسينها.

نماذج اللغة (Llama) هي برامج حاسوبية متقدمة تولّد نصوصاً شبيهة بنصوص البشر باستخدام التعلم من بيانات نصية ضخمة.

وقد ساهمت هذه الإستراتيجية في تسريع التطور، حيث أصدرت «ميتا» نسخاً محدثة من نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل متكرر. وحازت أدوات «ميتا إيه آي»، المتاحة مجاناً على منصاتها، على إعجاب النقاد والمستخدمين، خاصة أداة إنشاء الصور الحية التي تنافس بقوة منتجات الذكاء الاصطناعي الأخرى.

بحلول أغسطس 2023، أعلنت «ميتا» أن لديها 185 مليون مستخدم نشط أسبوعياً لخدمات «ميتا إيه آي»، ما يجعلها تقترب من «أوبن إيه آي»، التي أفادت بأن لديها 200 مليون مستخدم لروبوت الدردشة الشهير «تشات جي بي تي». وقد استفادت «ميتا» من قاعدتها الواسعة من المستخدمين لتوسيع نطاق أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، رغم التحديات الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

أخبار ذات صلة

لدعم الشركات.. "ميتا" تطلق أدوات ذكاء اصطناعي على "واتساب"

لدعم الشركات.. "ميتا" تطلق أدوات ذكاء اصطناعي على "واتساب"

أدى تركيز «ميتا» على الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الإنفاق، خصوصاً على وحدات معالجة الرسوميات من «إنفيديا». وفي أبريل، أبلغ زوكربيرغ المستثمرين بأن «ميتا» تمتلك المهارات والبيانات والقدرة على تطوير نماذج وخدمات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس استعداداً لاستثمارات مستقبلية كبيرة في هذا المجال.

روبوتات الدردشة مجاناً

وبينما تركز شركات أخرى على نماذج ربحية تعتمد على الاشتراكات والدفع مقابل الخدمات، سلكت «ميتا» مساراً مختلفاً بتقديم روبوتات الدردشة مجاناً، بما يتماشى مع نموذج أعمالها المعتمد على الإعلانات. ففي عام 2023، جاء 98% من إيرادات الشركة من الإعلانات، مما يعكس إستراتيجيتها الأساسية للربح.

ومع ذلك، يركز زوكربيرغ حالياً على زيادة التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الأرباح ستأتي مع الوقت، كما أوضح للمستثمرين في يوليو.

وبفضل خبرتها الواسعة في مجال الإعلانات، توقع التقرير أن «ميتا» قد تكون من أولى الشركات التي تستفيد مالياً من خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويتوقع محللو «وول ستريت» نمو الأرباح بنسبة 19% لتصل إلى 5.21 دولار للسهم وإيرادات بقيمة 40.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 18% مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات شركة «فاكت ست» المتخصصة في البيانات المالية.

ومع اقتراب موعد إعلان «ميتا» عن نتائجها المالية، يتضح أنها حققت تقدماً هائلاً في غضون عامين فقط.

وأشار التقرير إلى أن التحولات التي شهدتها «ميتا»، من شركة تواجه أزمة إلى رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، قد تمنح زوكربيرغ وفريقه سبباً آخر للاحتفال في مؤتمر الإعلان عن الأرباح القادم.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC