أبل AirDrop في مرمى الحملة الأمنية الصينية

تواجه ميزة إيردروب "AirDrop" من أبل وبرامج مشابهة لتبادل الملفات التي استخدمها المحتجون في الصين وهونغ كونغ في السنوات الأخيرة، ضوابط أكثر صرامة بموجب قواعد اقترحتها بكين، حيث تواجه أحدث تقنية اتصال تدابير أمنية واسعة النطاق.

تستهدف اللوائح المخطط لها التي أصدرتها إدارة الأمن الإلكتروني في الصين التقنيات اللاسلكية التي تسمح للمستخدمين بإرسال الملفات والصور والبيانات الأخرى على الفور إلى أجهزة متعددة قريبة دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت.

ولا تشير القواعد، التي صدرت باللغة الصينية فقط، إلى AirDrop أو منافسيها المحليين بالاسم، بل تنص القواعد المقترحة على أنه يجب إجراء تقييم أمني على أي تقنيات جديدة أو ميزات مرتبطة بالرأي العام أو المجتمع قبل إدخالها في الصين، وذكرت الجهة الرقابية أن مستخدمي خدمات مشاركة الملفات يجب أن يسجلوا تفاصيل هوياتهم لدى مزودي الخدمة.

وتتوفر مسودة القواعد للجمهور للتعليق عليها حتى السادس من يوليو، ولم تذكر الهيئة متى ستدخل القواعد حيز التنفيذ.

وهذا الأسبوع، طرحت شركة أبل ميزة جديدة متعلقة بميزة AirDrop تسمى NameDrop، تسمح للأفراد بتبادل معلومات الاتصال من خلال الجمع بين أجهزتهم، ولم ترد الشركة على طلب للتعليق على مسودة القواعد.

وتزداد صعوبة التنقل في بيئة الأعمال في الصين حيث ترسم الحكومة دائرة متزايدة الاتساع، ولكنها غير محددة بشكل جيد حول ما تعتبره قضايا الأمن القومي، مما يجعل الشركات تكافح من أجل فهم أين تكمن الخطوط الحمراء بالضبط.

وكانت بكين قد شددت للتو قواعد تكنولوجيا الاتصالات في السنوات الأخيرة، كما أن تطبيقات الرسائل المشفرة غير مرحب بها، وبحسب ما ورد فقد استخدم AirDrop خلال التظاهرات ضد إجراءات صارمة للحد من انتشار فيروس كوفيد-19 في الصين العام الماضي، وفي عام 2019، قامت أبل وغوغل بإزالة تطبيقات مرتبطة بمظاهرات هونغ كونغ من متاجرهما الرقمية.

وبموجب القواعد المقترحة، من المرجح أن يضطر المشغلون إلى تسليم أرقام الهواتف أو بيانات الهوية أو غيرها من المعلومات للأشخاص الذين أرسلوا معلومات باستخدام الخدمات إذا طلبت السلطات ذلك لأسباب أمنية، حسبما قال يو يونتينغ، وهو شريك كبير في مكاتب شنغهاي ديبوند للمحاماة Shanghai DeBund.

وينص مشروع اللائحة على أنه يجب على مقدمي خدمات شبكة التوصيل المباشر عبر الشبكة حفظ السجلات ذات الصلة والإبلاغ عن أي اكتشاف لمعلومات غير قانونية أو ضارة لمنظمي الإنترنت، ولم يحدد ما الذي يشكل معلومات غير قانونية أو ضارة، على الرغم من أن سلسلة من القوانين واللوائح الأخيرة ركزت على مجموعة من المخاوف من حماية البيانات الشخصية والأمن السيبراني إلى التجسس والطاقة.

تلقت شركة أبل 1261 طلباً من بكين للحصول على معلومات حول أجهزة المستخدمين في النصف الثاني من عام 2021، وامتثلت لـ 93% منها، وفقاً للشركة، كما تلقت 70 طلبًا للحصول على معلومات حساب المستخدمين، مما أدى إلى تلبية 83% منها.

وتتطلب القواعد الجديدة أيضاً من شركات التكنولوجيا تعيين "الاستلام" كخيار افتراضي لميزات مشاركة الملفات، ويجب أيضاً تعطيل معاينات اللقطات أو الصور المصغرة ما لم يختر المستخدمون خلاف ذلك، وتهدف هذه التدابير إلى معالجة المخاوف المتعلقة بإساءة استخدام خدمات مشاركة الملفات، بما في ذلك المشاركة غير المصرح بها أو العرضية للمحتوى الجريء أو الحساس.

في العام الماضي، أضافت أبل إعداد "Everyone for 10 Minutes" في خيارات AirDrop، حيث استبدلت الخيار السابق "Everyone" وقامت بتحديد الوقت الذي يمكن للمستخدمين فيه استخدام هذه الوظيفة للتواصل مع الأجهزة التي ليست في قائمة جهات الاتصال المحفوظة لديهم.

يعد سوق الهواتف الذكية في الصين ساحة معركة مهمة لشركات التكنولوجيا، حيث استحوذت شركة أبل على حصة 20% في الربع الأول، وفقاً لشركة كاونتربوينت Counterpoint للأبحاث، وفي الوقت نفسه، فإن أكبر المراكز لصنع أجهزة أبل هي أيضا في الصين، وتعتمد الشركة بشكل كبير على سلسلة التوريد المحلية.