تختبر شركة أبل زيادة للمبلغ الذي سيدفعه العملاء، مقابل الحصول على هواتف آيفون من الطرازات المتميزة، في إطار محاولتها لزيادة الإيرادات على الرغم من تباطؤ الطلب العالمي على الهواتف الذكية.
ويتوقع المحللون أن ترفع شركة التكنولوجيا الأسعار بما يصل إلى 100 دولار لبعض الطرز المحدثة من أجهزتها الرئيسية، عندما تكشف النقاب عن "آيفون 15" في حدث ترويجي سنوي من المقرر عقده يوم الثلاثاء. ومن المتوقع أن تشتمل طرازات "آيفون برو" الجديدة هذه على غلاف من التيتانيوم ومعالجات محسنة وميزات تصوير فوتوغرافي.
وحققت خطوة توجيه المستهلكين نحو الطرازات المتميزة نجاحاً هائلاً لشركة أبل في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى زيادة الإيرادات والأرباح حتى عندما كان عدد الأجهزة المبيعة يشهد ركوداً. ومن شأن الزيادات المحتملة في الأسعار أن تساعد في تغطية تكاليف المكونات المتزايدة بسبب التضخم، لكن بعض المحللين حذروا من أن الاستراتيجية ستصل قريباً إلى الحد الأقصى.
وقال جوش لويتز، المؤسس المشارك لشركة الأبحاث Consumer Intelligence Research Partners: "من المحتمل أن سلسلة برو وصلت إلى نقطة التشبع". "لا أعتقد أن هناك الكثير من عملاء آيفون برو الجدد."
وقالت شركة الأبحاث إنه للمرة الأولى منذ عام 2017، انخفض متوسط سعر بيع أجهزة آيفون في الولايات المتحدة إلى 948 دولاراً في ربع يونيو، وهو أقل من نفس الفترة من العام الماضي وفي ربع مارس، وانخفضت مبيعات آيفون 2.4% في الربع المنتهي في الأول من يوليو، وهو ما يقل قليلاً عن توقعات المحللين.
وقال لوكا مايستري، المدير المالي لشركة أبل، في أغسطس/آب: "شهد سوق الهواتف الذكية تراجعاً خلال الربعين الأخيرين في الولايات المتحدة".
وبينما تستعد شركة أبل لإطلاق آيفون 15، سيكون التحدي الذي تواجهه هو إقناع العملاء بأن ميزات "برو" كافية لضمان ترقية باهظة الثمن.
وقال مايكل غارتنبرغ، أحد كبار المديرين في فريق التسويق بشركة أبل قبل مغادرته في عام 2016، والذي يعمل الآن مستشاراً تقنياً مستقلاً: "أصبح من الصعب أكثر فأكثر على المستهلكين التمييز بين ميزات برو الجديدة"، "بالنسبة لمعظم المستخدمين، سيكون آيفون 13 جيداً بما فيه الكفاية، وكاميرا آيفون الأساسية تلتقط صوراً جيدة بما يكفي."
وبالإضافة إلى الترقيات الإضافية في المعالجات والكاميرات، يتوقع المحللون أن يكون لدى سلسلة هواتف آيفون برو الجديدة غلاف من التيتانيوم ليشعر المستهلك بأنه أخف وزناً من أجهزة آيفون القياسية المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ. ومن المتوقع أيضاً أن تستبدل الأجهزة مفتاح كتم الصوت القياسي بزر قابل للتخصيص لتنفيذ إجراءات معينة، مثل فتح تطبيق الكاميرا بسرعة أو تشغيل المصباح اليدوي.
ومن المتوقع أن تحتوي أجهزة آيفون 15 ذات الطراز الأساسي الأرخص على ميزات أقل تقدماً، وتأتي مزودة بشريحة المعالجة نفسها الموجودة في آيفون 14 برو العام الماضي.
وسيكون أحد التغييرات الرئيسية في كل من طرازي آيفون 15 الأساسي وبرو هو الانتقال إلى منفذ جديد بمعيار USB-C - وهو موصل شائع موجود الآن في العديد من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، بما في ذلك هواتف أندرويد - الابتعاد عن موصل لايتنينغ الخاص بشركة أبل تم في آيفون 5 في عام 2012. وستلتزم أبل باللوائح الأوروبية الجديدة في الانتقال إلى منفذ الموصل الجديد.
وقد يؤدي الانتقال إلى بعض التردد بين المستهلكين، الذين يتطلعون إلى الترقية إلى آيفون التالي. وقال ديفيد فوغت، المحلل في UBS: "لن يقوم الناس بالترقية من أجل الترقية فقط، لأنه سيتعين عليهم تغيير الكابلات الخاصة بهم في كل مكان". "ربما هذا يجعل الناس ينتظرون قليلاً."
وبدأت شركة أبل رحلتها نحو أجهزة آيفون برو ذات الأسعار الأعلى منذ أربع سنوات، حيث بدأ سوق الهواتف الذكية في التباطؤ بالفعل. وفي عام 2019، قدمت شركة أبل أول "برو" لها مع جهاز آيفون 11، والتي زودت العملاء بنظام كاميرا أكثر تطوراً وشاشة أفضل من الطراز الأساسي.
ومع مرور السنين، أضافت شركة أبل المزيد من الإضافات لتمييز هواتفها المتطورة وإغراء المستخدمين باختيار طرازات "برو"، مثل آيفون 14 برو العام الماضي الذي يأتي حصرياً مع مجموعة الشرائح الأكثر تقدماً.
ونجحت استراتيجية آيفون برو، ولم تتغير أسعار آيفون منذ عام 2020، لكن مبيعات أبل نمت مع اختيار المزيد من المشترين للهواتف المتميزة.
ومنذ عام 2019، زادت الشركة إيرادات آيفون بأكثر من 44%، لتصل إلى 205.5 مليار دولار في عام 2022 من 142.4 مليار دولار في عامها المالي 2019. وقد حدث هذا النمو على الرغم من تقدم شحنات آيفون بحوالي 15% فقط في نفس الفترة تقريباً، وفقاً لشركة "كاونتربوينت ريسيرتش"، وتمكنت الشركة أيضاً من زيادة صافي الدخل الإجمالي بنسبة 81% تقريباً بين العامين الماليين 2019 و2022.
وهناك عامل آخر استفاد من مبيعات هواتف آيفون من شركة أبل في السنوات الأخيرة وهو الزيادة في الإعانات الكبيرة لشركات الاتصالات اللاسلكية لتشجيع الانتقال إلى هواتف الجيل الخامس، حيث أصدرت شركة أبل أول هاتف 5G لها في نهاية عام 2020 مع آيفون 12، وأدى هذا الإصدار إلى نمو هائل لشركة أبل في عام 2021، مع ارتفاع مبيعات آيفون بنسبة 40% تقريباً في ذلك العام.
وقال كليف مالدونادو، مؤسس شركة BayStreet Research الاستشارية، إنه من المتوقع أن يستمر دعم شركات الاتصالات لبقية هذا العام من أجل الترويج لجهاز آيفون 15 لكن العام المقبل قد يكون قصة مختلفة. وقال إنه من المرجح أن يبدأ الدعم في التراجع أخيراً حيث تسعى شركات الاتصالات إلى تحسين الربحية بعد ثلاث سنوات من دعم التحول إلى هواتف 5G.
وقال مالدونادو: "يحتفظ المستهلكون بالهواتف لفترة أطول وأطول". "الألم الذي ستواجهه شركة أبل سيكون في العام المقبل."
