ارتفعت أعداد المسافرين جواً في الصين في بداية العام وسط طلب على السفر المحلي المكبوت بعد القيود المرتبطة بكوفيد والتحفيز الحكومي لإنعاش السفر عبر الحدود.
وقالت إدارة الطيران المدني الصينية يوم الثلاثاء إن أعداد المسافرين جواً في الصين شهدت أفضل ربع أول لها على الإطلاق، إذ ارتفعت بنسبة 38% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق إلى ما يقرب من 180 مليون مسافر، وزادت بنسبة 10% عن نفس الفترة من عام 2019.
وكان هناك 160 مليون مسافر على خطوط السفر الداخلية، بزيادة 14% عن الربع الأول من عام 2019، قبل الجائحة، بينما تعافى عدد الركاب على الطرق الدولية إلى 78% من مستويات عام 2019.
وتعززت النتائج من خلال عودة السفر خلال عطلة رأس السنة الصينية الجديدة في فبراير، إذ قام السائحون الصينيون بـ 474 مليون رحلة محلية خلال العطلة التي استمرت ثمانية أيام، بزيادة 19% عما كانت عليه خلال نفس الفترة في عام 2019.
وقال كبير الاقتصاديين في بنك هانغ سينغ (الصين)، دان وانغ، إن الأعداد القوية للمسافرين جواً أظهرت "الطلب القوي على الإجازات والاسترخاء والزيارات العائلية بعد الوباء".
وعلى الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول بنسبة أعلى من المتوقع بنسبة 5.3%، فإن بيانات الاستهلاك الإجمالية في الصين تظل ضعيفة، مع ارتفاع مبيعات التجزئة في شهر مارس بنسبة 3.1%، أي أقل من توقعات السوق.
وانخفضت الاستثمارات العقارية والمبيعات في الربع الأول بنسبة 9.5% و27.6% على التوالي، ولم تكن هناك علامات على تحسن كبير. ومع ذلك، يرى وانغ أن أسعار العقارات ومبيعاتها السيئة حررت بعض الأموال التي دعمت الاستهلاك.
وقال الاقتصاديون في بنك HSBC في مذكرة بحثية حديثة: "على الرغم من الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي، نرى أن المواطنين الصينيين ما زالوا على استعداد للإنفاق على التجارب المتعلقة بالسفر"، مضيفين أن الإنفاق المرتبط بالسفر يمكن أن يستمر في تجاوز الاستهلاك المحلي الإجمالي.
ونفذت الصين العديد من التدابير لتحفيز الطلب على السفر عبر الحدود، مثل تقديم تأشيرات أسهل وأرخص، أو حتى إلغاء متطلبات التأشيرة للدول.
وتحاول بكين أيضًا إزالة العقبات التي يواجهها السياح الأجانب، على سبيل المثال من خلال تسهيل المدفوعات الدولية.
