السعوديون يحولّون مساكنهم الخاصة إلى فنادق. هذا ما تشير إليه بيانات "إير بي إن بي" (Airbnb)، والتي تفيد بأن التأجير المؤقت في الوحدات السكنية الخاصة عبر منصتها نما 105% في جدة، و139% في الرياض على مدى عام.
يوفّر هذا النوع من التأجير مردوداً ثابتاً لكثيرين، إذ يقوم صاحب المنزل بتأجير غرفة أو أكثر منه عندما يكون شاغراً في أثناء عطلة سنوية مثلاً، أو في أي وقت آخر.
وبحسب تحليل "إرم بزنس" لبيانات "إير بي إن بي"، وصل عدد الوحدات الخاصة في مدينة جدة المطروحة للإيجار ضمن الإدراجات النشطة عبر منصتها إلى 2606 وحدات، فيما بلغ هذا الرقم 7546 وحدة في الرياض. وعلى الرغم من أن ذلك يمثل نمواً كبيراً مقارنة بالسنوات السابقة، فإن الأعداد تبقى متواضعة مقارنة بمدن عالمية أخرى مثل باريس التي وصل عدد الوحدات المدرجة فيها إلى نحو 47 ألفاً، أو دبي التي بلغ عدد الوحدات السكنية المطروحة للإيجار ضمن الحسابات النشطة فيها نحو 19 ألف وحدة.
يعكس انتعاش التأجير المؤقت في السعودية، ازدهار القطاع السياحي بشكل عام في المملكة، وفق ما قاله المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "الرواد للعقارات" الإماراتية إسماعيل الحمادي لـ"إرم بزنس".
لقد تصدرت السعودية بالفعل قائمة الأمم المتحدة للسياحة من حيث نسبة النمو في عدد السياح الدوليين في الدول الكبرى خلال عام 2023، والتي بلغت 56% مقارنة بالعام 2019.
قال الحمادي: "الآفاق واعدة بالنسبة إلى قطاع التأجير المؤقت؛ بسبب الأعداد المتزايدة للزوار الذين يريدون الخصوصية التي توفرها البيوت، على عكس الإقامة في الفنادق، إضافة إلى أن الأسعار أرخص". وأضاف أن تأجير مسكن يتيح تجربة إنسانية فريدة عبر الاحتكاك مع السكان المحليين، مشيراً كذلك إلى أن أعداد الزوار مرشحة للزيادة بشكل كبير في السنوات المقبلة.
كانت شركة "بي إم آي" (BMI) للأبحاث التابعة لـ"فيتش سوليوشنز" (Fitch Solutions) قد توقعت نمو السياحة الوافدة إلى السعودية 18.9% إلى 31.3 مليون زائر خلال 2024، وأن يواصل عدد الزوار ارتفاعه ليصل إلى 36.1 مليون زائر في 2028، أي ما يمثل معدل نمو سنوي يبلغ 6.7% في المتوسط خلال تلك الفترة.
لكن الصورة ليست وردية بالكامل في هذا القطاع، خصوصاً في ظل الزيادة الكبيرة في عدد الغرف الفندقية التي ستدخل السوق في المملكة، إذ توقعت شركة الاستشارات العقارية "نايت فرانك" زيادة تصل إلى 320 ألف غرفة فندقية جديدة في السعودية بحلول 2030، لتلبية الطفرة المتوقعة في السياحة.
على الرغم من انتعاش سوق التأجير المؤقت في المملكة، يبقى متوسط نسبة الإشغال السنوية ضعيفاً نسبياً، بحسب بيانات "إير بي إن بي"، وهو يبلغ 33% في الرياض مع متوسط إيرادات سنوية 13.8 ألف دولار لكل مسكن، وتكلفة إيجار يومية تبلغ 139.1 دولار للوحدة، في حين يبلغ متوسط الإشغال السنوي في جدة 32%، والإيرادات السنوية لكل وحدة 11.6 ألف دولار، إذ يبلغ متوسط التكلفة اليومية لإيجار مسكن نحو 122 دولاراً.
ومع ذلك، أعطت "إير بي إن بي" سوق الرياض تقييماً "ممتازاً" بعلامة 92 من أصل 100؛ نظراً لنموّ السوق وغيره من العوامل، لتتفوق الرياض بذلك على مدن مثل لندن ونيويورك، اللتين حصلتا على علامة 74 و39 على التوالي.