logo
شركات

"المقاطعة" تواصل استنزاف أرباح كبريات الشركات الغربية

"المقاطعة" تواصل استنزاف أرباح كبريات الشركات الغربية
أحد المحتجين يرفع لافتة تدعو إلى مقاطعة منتجات الشركات الغربية خلال تحرك احتجاجي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، يوم 20 مايو 2024المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:6 أغسطس 2024, 12:48 م

لا تزال حملات مقاطعة العلامات التجارية الغربية المتخصصة في قطاع الأطعمة والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط، تلقي بظلالها على عادات الشركات متعددة الجنسيات، ومشغلي الامتيازات التابعة لها، ما أدى إلى تفاقم تأثير تباطؤ الاستهلاك العالمي على صافي الأرباح، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

امتدت المقاطعة إلى عدد من البلدان العربية والإسلامية، حيث يتجنب المستهلكون السلع التي تنتجها شركات مثل "كوكا كولا" و (KFC) و"ستار بكس"، و"بيتزا هت" وغيرها، احتجاجاً على دعمها المفترض لإسرائيل في الحرب على غزة، وفقاً لما جاء في التقرير.

الرئيس التنفيذي لشركة "أمريكانا للمطاعم"، أماربال ساندو، وهي شركة تدير علامات تجارية مثل (KFC) و"بيتزا هت" و"كريسبي كريم" في أنحاء الشرق الأوسط وكازاخستان، قال في مكالمة أرباح الأسبوع الماضي، إن الصراع الحالي القائم في الشرق الأوسط، كان له تأثير غير مسبوق على أداء المجموعة، مؤكداً أن المقاطعة الحالية هي الأكثر انتشاراً في الذاكرة الحديثة، والتي تم الترويج لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأدت إلى سحب استثمارات وفرض عقوبات، الأمر الذي يؤكد مدى قوى الحملات الاجتماعية التي يمكن أن تشتعل بشكل مفاجئ وتؤثر في أداء شركات عملاقة، بحسب الصحيفة. 

قال ساندو: "يختلف التأثير عبر المناطق الجغرافية، إلا أن المقاطعة لا تزال قائمة".

وخلال إفصاحها عن نتائج أعمال الربع الثاني، تجنبت شركات عدة متعددة الجنسيات، التطرق إلى مثل هذه التأثيرات، حيث اكتفت بالإشارة بشكل غامض إلى التوترات الجيوسياسية، وفقاً للتقرير. 

رياح معاكسة

قال لوكا زاراميلا، الرئيس المالي لشركة صناعة الوجبات الخفيفة "مونديليز" (Mondelez)، إن المقاطعة "ظلت رياحاً معاكسة"؛ ما أدى إلى تباطؤ نمو المبيعات في الشرق الأوسط 2% خلال الربع الثاني. 

أما مجموعة مستحضرات التجميل "لوريال" (L'Oréal)، فقالت أيضاً إن المقاطعة كان لها تأثير سلبي بـ 2% على النمو في النصف الأول من العام الجاري.

من جهته، قال دانيلو غارغيولو، المحلل في "بيرنشتاين" (Bernstein)، إن "الإستراتيجية الشاملة التي تبناها العديد من هذه الشركات، هي قمع الضوضاء حول المقاطعات"، مؤكداً أن "آخر شيء تريد القيام به، هو الكشف عن التأثير، وربما اتخاذ إجراءات أخرى ضد علاماتها التجارية".

العلامات التجارية الغربية التي ناقشت موضوع المقاطعة، رفضت بقوة أي ادعاء بأنها تدعم إسرائيل في النزاع.

قال كريس كيمبزينسكي، الرئيس التنفيذي لشركة "ماكدونالدز"، إن الحرب تؤثر سلباً في أعمال الشركة. وكان انتقد سابقاً المعلومات المضللة التي تضرّ بمشغلي الشركة المحليين. 

باكستان

في باكستان، حيث يوجد ثاني أكبر عدد من المسلمين بعد إندونيسيا، وعدت الحكومة في يوليو بتشكيل لجنة لمقاطعة منتجات الشركات التي تدعم إسرائيل أو جيشها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وجاءت هذه الخطوة بعد أن أغلق آلاف الناشطين الشهر الماضي طريقاً رئيساً بالقرب من العاصمة إسلام آباد لمدة أسبوع، للمطالبة بحظر الحكومة لجميع المنتجات المرتبطة بإسرائيل. 

وأفادت شركة "كوكاكولا إجيسيك" (Coca-Cola İçecek)، الشركة المسؤولة عن تعبئة "كوكاكولا" في باكستان، بأن حجم المبيعات في البلاد انخفض بنحو الربع على أساس سنوي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2024. وألقت الشركة باللائمة في ذلك على "الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي"، من دون ذكر تداعيات الحرب في غزة. 

وعندما سُئل كريم ياحي، الرئيس التنفيذي للمجموعة التي تتخذ من تركيا مقراً لها، عن المقاطعة في مكالمة هاتفية في مايو مع المحللين، قال: "جغرافيتنا تتسم بحساسيات وضغوط بسبب الحرب في الشرق الأوسط"، بحسب ما نقلت "فاينانشال تايمز". 

وقال شخص مطلع على قرارات شركة "كوكاكولا" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها في باكستان: "لقد تعرضنا لحظر إعلاني كامل لمدة 5 أشهر. إنها أزمة. لذلك أردنا أن نبقى هادئين".

وأضاف المصدر أن بعض المتاجر استبدلت مشروبات "كوكاكولا" ببدائل محلية أقل وصمة، لكن المتاجر التي تواصل تخزين منتجات "كوكاكولا" واجهت مضايقات. 

ماليزيا

في ماليزيا، وخلال شهر مايو الماضي، أفادت شركة "برجايا فود" (Berjaya Food)، المشغلة المحلية لمقاهي "ستاربكس"، بأنها سجلت خسارة فصلية للربع الثاني على التوالي بسبب المقاطعة. وسجلت الشركة خسارة قدرها 30 مليون رينغيت (6.7 مليون دولار) في الربع المنتهي في 31 مارس، بينما تراجعت الإيرادات 48%. 

وأكدت "ستاربكس" في إندونيسيا مراراً أنها غير مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالحرب في الشرق الأوسط.

وفي العاصمة جاكرتا، تحمل العديد من متاجر "ستاربكس" لافتات على الأبواب والطاولات توضح موقف الشركة من النزاع. ومضمون الرسائل هو: "ستاربكس ليست لها أجندة سياسية. نحن لا نستخدم أرباحنا لتمويل أي عمليات حكومية أو عسكرية. ولا تدعم (ستاربكس) ولا (هاورد شولتز) إسرائيل مالياً بأي شكل من الأشكال".

وقد أدت بعض مشاعر العداء للغرب إلى إشعال أعمال عنف، حيث هاجمت مجموعة من المحتجين متجر "ستاربكس" في جنوب شرق تركيا الأسبوع الماضي. وفي مصر، واجهت "بيبسيكو" رد فعل عنيفاً في مايو عندما أطلقت حملة إعلانات مع لوحات إعلانات عملاقة وشعار "ابق عطشاناً"، الذي بدا أنه يتحدى المقاطعين. 

وحظيت إعلانات التلفاز الخاصة بشركة "بيبسي" التي تضم نجوماً كبارا، مثل المغني عمرو دياب، ولاعب "ليفربول" المصري محمد صلاح، بانتقادات واسعة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب التقرير.

تجنّب الاستفزاز

قال علاء هاشم، رئيس لجنة الصناعة والتجارة في الغرفة الأميركية للتجارة في مصر، لـ"فاينانشال تايمز": "أعتقد أن العديد من الشركات الدولية قد حدّت من ظهورها، وقلصت الكثير من الاتصالات لتجنب استفزاز الحملات المضادة". 

يذكر أن المقاطعة تأتي في وقت كانت فيه العلامات التجارية الغربية تواجه بالفعل ضغوطاً خارج الغرب، حيث تواجه الشركات الكبرى منافسة أقوى من المجموعات المحلية، وتفقد حصتها نتيجة لذلك.

قال دانيلو غارغيو من "بيرنشتاين" للصحيفة: "على مدار السنوات العشر الماضية، شهدنا تحولاً نحو المزيد من الحماية الاقتصادية، ودعم المنتجات الوطنية والعلامات التجارية المحلية". وأضاف: "لم تعد السردية التي تعتبر العلامات التجارية الغربية متميزة مقابل سلع محلية أقل جودة وأرخص، سائدة كما كانت من قبل".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC