وقال العمدة: "هذا حدث تاريخي، بينما تم الكشف عن "موسكوفيتش" في مصنع استحوذت عليه موسكو من رينو الفرنسية العام الماضي مقابل روبل واحد فقط (0.01 دولار)، اعتقد الكثير من الناس، أنها كانت نهاية صناعة السيارات الروسية".
ووفق وكالة رويترز، تعد ولادة السيارة الروسية من جديد هي أيضاً، علامة على نفوذ الصين المتزايد، على قطاع مهم من اقتصاد البلاد.
ولا تشبه "موسكوفيتش" الجديدة التي تخرج من المصنع الضخم جنوبي العاصمة، نماذج السيارة المعدنية التي كانت تشبه الصندوق، والتي تعود إلى الحقبة السوفيتية، حيث تتميز سيارات الدفع الرباعي الأنيقة ذات الأبواب الأربعة، بأجزاء المحرك والمفروشات من شركة "جاك موتورز" الصينية.
وقال مصدران، إن طراز "موسكوفيتش 3" (Moskvich 3) هو ذاته "جاك سيهول إكس 4" (JAC Sehol X4)، وتم تجميعه في موسكو باستخدام مجموعة قطع تم شراؤها من شريك صيني.
وقالت شركة موسكوفيتش في بيان الشهر الماضي، إن طرازيها (3) و(3e) يتم إنتاجهما باستخدام وحدة تجميع كبيرة، حيث يتم تصنيع السيارات بمصنع في الخارج، قبل تصديرها ووضعها في صيغتها النهائية بروسيا، مضيفة أنها تعمل مع شريك أجنبي، لكنها لم تؤكد العلاقات مع "جاك" الصينية.
وكشفت الشركة الروسية أن توطين الإنتاج يتزايد تدريجياً، لافتة إلى أنها تأمل في بدء مرحلة إنتاج ثانية لاحقاً هذا العام أو أوائل عام 2024، تشمل أعمال اللحام والطلاء في مصنع موسكو.
وتظهر بيانات صناعة السيارات، أن الشركات الصينية تستحوذ على حصتها في السوق الروسية، مستفيدة من رحيل اللاعبين الغربيين الذين كانوا يهيمنون على السوق قبل الحرب في أوكرانيا.
وتمثل السيارات الصينية المستوردة الآن 49% من السوق الروسية، ووصلت إلى 40 ألف وحدة في يونيو، مقارنة بحصة 7% ما قبل الحرب فقط في يونيو 2021، وفقاً لبيانات من شركة التحليلات "أوتوستات".
وزادت صادرات شركات السيارات الصينية إلى روسيا في الفترة من يناير إلى مايو 2023، بمقدار 5.2 مرة على أساس سنوي لتصل إلى ما يقرب من 3.6 مليار دولار، بحسب إحصاءات الجمارك الصينية، بما في ذلك الصادرات التي تبلغ قيمتها حوالي مليار دولار في أبريل وحده.
إضافة إلى هذه الأرقام، تزيد الشركات الصينية أيضاً من مبيعاتها في موسكو عبر تجميع المركبات في المصانع التي أخلتها شركات مثل رينو ونيسان.
وتحدثت رويترز إلى شركتين و4 مصادر مطلعة على الأمر قالوا، إن 6 مصانع في روسيا كانت مملوكة سابقاً لشركات تصنيع سيارات أوروبية ويابانية وأميركية، أو قامت بتجميع سياراتها تنتج الآن نماذج صينية أو لديها خطط للقيام بذلك.
وتظهر الحسابات أن المصانع الـ6 تبلغ طاقتها السنوية، نحو 600 ألف سيارة بشكل عام.
وقال فلاديمير بيسبالوف، الخبير المستقل في قطاع السيارات: "إن الوجود المتزايد لشركات السيارات الصينية يفيد روسيا، ويمكّنها من استئناف الإنتاج في المصانع المتوقفة عن العمل، وإبقاء العمال موظفين".
سيتم نقل بعض التقنيات، وسيتم توطين بعضها، لكنها لن تكون أكثر التقنيات تقدماً. ولكن، بالنظر إلى أنه لا يوجد شيء آخر، فهذا كثير بالفعلفلاديمير بيسبالوف
وقال الرئيس فلاديمير بوتين عام 2020، إن الصناعة توظف حوالي 300 ألف شخص.
وبعد عقد من الفوضى إثر انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، شجعت روسيا شركات صناعة السيارات الغربية على بناء مصانع، وقدمت إعانات لأولئك الذين يقومون بعمليات مثل الختم واللحام والطلاء محلياً، فضلاً عن تحفيزهم على إنتاج المكونات في البلاد.
وبحلول عام 2021، كان الإنتاج المحلي يبلغ حوالي 1.4 مليون سيارة، وانخفض ذلك إلى 450 ألفاً فقط العام الماضي، وهو أسوأ عرض للقطاع منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث انسحبت الشركات الغربية في أعقاب حرب أوكرانيا.
وقالت الحكومة إن السيارات المنتجة محلياً تمثل الآن أقل من 40% من سوق السيارات بروسيا، منخفضاً عن 70-75% قبل الحرب في أوكرانيا.
وقال أندريه أولكوفسكي، من شركة "أفتودوم" (Avtodom): "لا شك أن توسّع شركات السيارات الصينية في السوق المحلية سيستمر، حيث لا توجد بدائل لصناعة السيارات في روسيا."
وتجري "أفتودوم" (Avtodom)، التي اشترت شركات تابعة لمرسيدس بنز في روسيا، محادثات مع العديد من الصنّاع الصينيين حول تجميع سيارة صينية فاخرة في مصنع موسكو القديم الذي كان لشركة صناعة السيارات الألمانية، ويمكن الإعلان عن شريك بحلول نهاية العام.